إسمع يا دولة الرئيس (29): في الدور الإصلاحي المناط بي

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
"علامة الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، وأن لا يكون في حديثك فضل عن عملك" علي بن أبي طالب عليه السلام.

قد يكون من واجبي أن أكون صريحاً وأتجاوز نمطي المعتاد بالترفع ليس عن المكاسب الشخصية فحسب، بل بالزهد في الحديث عن الدور الذي أضطلع به، في عدم الرضى بالواقع العام، لاسيما في الإطار الشيعي، وبشكل أخص فيما يمت للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وذلك بمكاشفة أهل الحل والعقد بأزماتنا، والإضاءة على مكامن الخلل، ومحاولة بث الوعي في المجتمع.

دولة الرئيس:
ليس من الزهد أن أتحدث عن نفسي، ولكن ليس من الحكمة عدم الإشارة لدورنا الراهن، حيث إن الظرف يلزم بذلك، ولا أريد التواضع لدرجة أجافي فيها الواقع.

إقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (27): شباب الشيعة بين الكفاءة والمحسوبية

 

فإنني آليتُ على نفسي مصارحة كل القوى، والتحدث بشفافية وموضوعية، وأن لا تأخذني في الله لومة لائم.. رغم الضغوط النفسية التي نتعرض لها، فإننا نجاهد بالكلمة والموقف، وباللحم الحي، ومن دون أن يكون لدينا أي هدف شخصي إطلاقا، مؤيداً قول تشي غيفارا: “لا أندم على صراحتي مع الآخرين، فالعيش بوجهين أمر مقرف”.

دولة النبيه:
صرتُ على يقين تام أن هذا الدور الذي أقوم به هو واجب “عيني” عليّ، لا مناص لي للتهرب منه، ففي ظل عدم ترفّع الأغلبية الساحقة من علماء الدين الشيعة عن المكاسب المتأتية من القوى السياسية والدينية الشيعية.. فلن يكون هناك مَن يصارح تلك القوى بالحقائق على كل الأصعدة، كما أفعل راهناً.. و”الثواب بالمشقة” كما قال الأمير عليه السلام.

أستاذ نبيه:
لم أطمح في حياتي لأي منصب، ولا لأي مكسب، ترفّعتُ عن “المنفعة”، وعن محاباة أصحاب القدرات والمواقع والمصالح؛ لذا لم أحرص في كل حياتي على علاقة ولو عادية مع أصحاب النفوذ، وهذا ما يجب أن لا يشكل حساسية لأحد؛ ف”ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه” على حد تعبير الإمام علي عليه السلام. وعكس هذا الحديث بالعكس.

النبيه الحبيب:
لعلكم أنتم تعرفون أكثر من سواكم مراد هذا الكلام، كونكم “نشأتم” كقوة إصلاحية في الطائفة، وتدركون أعباء محاولات التوعية والإصلاح الباهظة.. وما تستلزمه من تضحيات جسيمة، وفي الوقت عينه تعرفون نتائجها المضمونة، التي لا لُبس فيها..
وعلى هذا النهج سنكمل ما تبقى من عمرنا، بكل صدق وجرأة وزهد في الدنيا.. فكما في الحكمة “الحياة لا تميت القوي، إنما تميت الضعيف قهراً”.

 

إقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (28): أين علماء الشيعة في لبنان؟

السابق
عين إبل تفتتح مهرجانها السياحي في 3 آب بتكريم الجيش واليونيفل
التالي
الشيخ حسن مشيمش: هذا مسلم سني!