خزان حشيش أم خزان مقاومة؟؟

ماذا كتب رئيس بلدية بريتال عن تشريع الحشيش؟

أما وقد نجحت ماكينزي-جنبلاط بتسويق فكرة مشروع تشريع الحشيشة في البقاع ، فقد آن لحزب الله أن يقول رأيه صراحةً ويعلي صوته جهاراً بوجه التسويق والتمهيد لتشريع هذه الزراعة وقوننتها.. وأن يضرب بيد من حديد من خلال السادة النواب على طاولة النظام اللبناني المتهالكة، وذلك من خلال رفع النقاش ورفع الصوت في البرلمان اللبناني عند طرح هذا المشروع القنبلة.
فهذا القانون العتيد ينوي أن يقلب الطاولة على خزان المقاومة وجمهور المقاومة وأهل المقاومة وبيئتها، وتحويل الكيان من خزان للمقاومة الى خزان للحشيش والمخدرات فيحقق بشحطة قلم وتشريع قانون، ما عجزت عنه أكابر مكاتب مخابرات العدو وال سي آي إي  والموساد التي حاولت عبر خمسمائة مليون دولار تشويه صورة المقاومة وشيطنتها وما نجحت..
خاصة وأن مشروع الحشيش في البقاع يسير على أربع وعشرين وحكاية المنع والتلف هي مجرد حبر على ورق، اكثر من عشر سنوات وسهل البقاع وجروده تزخر بآلاف الدونمات المزروعة بالحشيش دون حسيب او رقيب، فلا شيء على الإطلاق سيتغير من الناحية الاقتصادية في حال إقرار القانون، فالمزارعون الكبار يزرعون أرضهم بالحشيش والأفيون دون أي ملاحقة ودون أي حساب، ومن الناحية الاقتصادية أيضاً فإن إقرار السماح بزراعة الحشيش سيكون مضراً بهم لأنه سيتيح لصغار المزارعين والمتوسطين وغير المحميين قديماً الدخول على خط هذه الزراعة ما سيؤدي الى هبوط سعرها بشكل قوي وسريع..
فلن يكون هناك جديد في القانون سوى تشويه صورة منطقة البقاع اكثر مما هي مشوهة ، وعلى قاعدة طابخ السم آكِلُهُ فإن قسماً كبيراً من شباب البقاع ستنصرف للتحشيش ليتم استهلاك الموسم محلياً ولتتوسع سوق السكر والجريمة في كافة أنحاء البقاع، وليتم ضرب خزان المقاومة من الداخل بعدما عجزت عن هذا الامر كل أجهزة الاستخبارات المعادية والميزانيات الكبيرة التي رصدتها لهذا الغرض..

إقرأ أيضاً: الضغوطات الأميركية بدأت لمنع لبنان من قوننة زراعة «الحشيشة»

ما يحتاجه البقاع ليس بحاجة لفكر أفلاطون وآينشتاين وماكينزي لاكتشافه، بل هو واضح وضوح الشمس لكل ذي عينين: البقاع بحاجة لإعادة الحياة الى المدرسة الرسمية ليتحرر أهالي البقاع وابنائهم من حيتان المدارس الخاصة، يحتاج البقاع الى أمن حقيقي يتيح لأصحاب رؤوس الأموال فرصة الاستثمار في مساحته الغنية الواسعة، يحتاج البقاع إلى افتتاح كافة فروع الجامعة اللبنانية حتى يتخلص أبناؤه من عناء السفر الى بيروت والفواييه والمخاطر والمخاوف والتكاليف التي لا تعد ولا تحصى.
يحتاج البقاع إلى مستشفيات جدية فيها كل الخدمات الصحية على يد أطباء كبار مشهود لهم.
يحتاج البقاع أن يكون المتنفس الطبيعي لبيروت وانتشار مؤسساتها ووزاراتها حيث بات كل لبناني يأنف من الذهاب الى بيروت وعجقتها وموت السيارات في شوارعها لساعات . يحتاج البقاع لتحرير أراضيه عبر شهادات تسجيل وأرقام رسمية في الدوائر العقارية ، يحتاج البقاع إلى كهرباء حقيقية ، وإلى إنارة طرقاته ليلاً ، يحتاج البقاع الى مساواة في توظيف شبابه في كافة وظائف الدولة ومن جميع الفئات . يحتاج البقاع إلى وزارة زراعة حقيقية جدية تدعم زراعته نوعياً وصحياً وتوجيهياً وصولاً الى إيجاد أسواق لتصديرها .

إقرأ أيضاً: هل يطيح تشريع الحشيشة بقانون العفو العام؟!

إن آخر ما يحتاجه البقاع قانون تشريع الحشيش. الحشيش مشرع منذ سنوات ومحمي من أشخاص لم تستطع الدولة المس بهم طوال سنوات المنع.
أما وقد بات قانون تشريع الحشيش يطرق بشدة أبواب المجلس النيابي ليأخذ شهادة حسن سلوك فإن المطلوب من نواب حزب الله وحركة امل معاً الوقوف بوجه مشروع جنبلاط – ماكينزي الذي يهدف الى تحويل البقاع من خزان للمقاومة الى خزان للمخدرات والمسطولين.

السابق
عمليات دهم للجيش اللبناني في منطقة وادي حميد
التالي
#ضد_القمع.. صرخة ضد عودة «الدولة البوليسية» من بوابة «الاستدعاءات»