جميل السيّد يتّهم أمل بالإهمال ويفتح معركة وراثة نبيه برّي

جميل السيد
أجّجت مواقف النائب جميل السيد وتصريحاته روح العداء داخل تنظيمي الثنائية الشيعية، بعد ان قسّمها الى قسمين: شيعة المقاومة" (حزب الله)، وشيعة الدولة (حركة أمل)" محملا الاخيرة مسؤولية الفساد واهمال البقاع بعد ان جرّدها من تاريخها المقاوم، وبدا واضحا ان تلك التصريحات من شأنها أن تهدّد بعودة الشرخ السياسي والمناطقي بين الحزب والحركة وبين "شيعة الجنوب" وشيعة البقاع".

تغريدات في العالم الإفتراضي للنائب جميل السيد كانت كفيلة بهزّ الحلف السياسي “الشكلي والمصلحي” بين “الثنائي الشيعي” حركة أمل وحزب الله، وأحدثت خضة في الوسط الشيعي على المستوى السياسي والشعبي بحرب ردود متبادلة بين مسؤولي أمل على السيد من جهة وبين مؤيدي النائب السيّد المحسوبين على “حزب الله” .

وكان اللافت أول أمس ردّ “حزب الله” على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي هاجم من يحاول اللعب على الوتر المناطقي واحداث شرخ بين أمل وحزب الله، في انتقاد لتصاريح النائب جميل السيد دون تسميته.

اقرأ أيضاً: إنّها معركة «حزب الله» ضد برّي.. وليست معركة «جميل السيد»!

ففي تصريح لفّه الغموض من حيث التوقيت والمقصود منه، قال رعد بنبرة غاضبة “نحن لا تهزمنا لا وسائل تواصل اجتماعي ولا ما يدس في وسائل التواصل الاجتماعي من عصبيات نتنه ومناطقية ومصلحية وزعامتية”، مشددا “”نعتز بالدور السياسي الذي يقوم به الرئيس نبيه بري”.

وفيما علم ان كلام رعد جاء في سياق لقاء حصل يوم (الثلاثاء) الفائت في منطقة مليتا – اقليم التفاح، غرد السيد محاولا نفي صحته قائلا: “أن الفيديو المسرب لرعد رسمياً عمره بضعة أشهر وإستُخْدِم خارج سياقه ولا علاقة له بما يجري اليوم”. مشيرا الى انه مفبرك .

ثم عاد السيد وغرد قائلاً: “المسؤول الاعلامي في الحزب أكد ان كلام النائب محمد رعد أستخدم خارج سياقه “.

واذا كان تصريح رعد تزامن بالفعل مع مواقف السيّد المثيرة للجدل، لكن السؤال هو: لماذا لم يسمِ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بشكل علني وصريح النائب جميل السيد؟ وما هو موقف “حزب الله” الفعلي من تصريحات اللواء؟ وهل يستطيع الأخير أن يدلو بدلوه هذا من دون ضوء أخضر من قبل الحزب؟

يرى مصدر متابع لـ “جنوبية” أن ردّ النائب محمد رعد بوجه النائب الحليف جميل السيد كان مبهما وعندما تحدث عن”الفتنة” لم يفهم إن كان المقصود من كلامه تصاريح السيد الموجهة ضد حركة أمل، وكأن المطلوب هو موافقة ضمنية على كلام السيد لكن من دون أن يؤدي ذلك إلى إنقسام شيعي”. ورأت المصادر “أن ترشيح السيد في البداية على لائحة الحزب كمستقل خارج الكتلة النيابية هو من اجل إعطاء السيد هامش للمناورة لإنتقاد بري أو غيره من الحلفاء، والهدف هو توجيه الحزب رسائل غير مباشرة لمن يهمه الأمر”.

كما أشار المصدر أنه “من الواضح أن المرحلة القادمة هي مرحلة وراثة بري سياسيا، والسيد يلعب حاليا دور تهميش بري والنيل من حلقته الضيقة كأحمد بعلبكي وعلي حسن خليل وغيرهم”.

وإعتبر المصدر أنه” في خضم السجال واتهام النائب السيد لحركة أمل باهمال البقاع، فاجأ الرئيس نبيه بري اللبنانيين واهالي بعلبك- الهرمل بقراره العمل على تشريع نبتة الحشيشية في ردّ عملي هذه التهامات وتفنيدها .

وقد رأى المحلل السياسي قاسم قصير في حديث لـ “جنوبية” أن “ما قاله النائب رعد يعبّر عن رأي: حزب الله” بأنه غير مرتاح بإثارة النزعة المناطقية، وقال “بحسب معرفتي الحزب عادة لا يحبذ إفتعال سوء تفاهم وإشكال مع الرئيس برّي، والسيد حاول التعرض للأخيرشخصيا والحزب يرفض أي كلام فيه إساءة لبري أو يؤدي إلى إنشقاق بين “الحزب” و”أمل”. بالإشارة إلى بيان منتدى الإعلام المقاوم الذي رأى أنه يعبرعن بيئة الحزب إذ طالب جميع الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي عدم الدخول بالسجالات”.

وأشار قصير أنه وبحسب معطياته “الحزب غير مرتاح لأسلوب والنهج الذي يعتمده السيد بغض النظر عن ملاحظاته على الواقع والمشاكل التي تعاني منها المنطقة”.

وعما يقال عن ضوء أخضر من قبل الحزب قال إن “السيد منذ اللحظة الأولى التي تم إنتخابه فيها لم ينضم إلى كتلة الوفاء المقاومة وأعلن انه مستقل”، ولفت إلى أنه “شخصية موجودة قبل الحزب له دوره السياسي والأمني، وهو غير مرتبط بالحزب على رغم من تحالفهما في الإنتخابات النيابية”.

وفي الختام أكّد قصير أن “جميل السيد يتصرف وفقا لرؤية شخصية والواضح انه يتقدم على “حزب الله” في الكثير من الملفات في الموضوع الأمني والمعيشي”، وإستبعد أن يكون ثمة تنسيق بينهما، وبالرغم من أن الحزب يهمه قضايا أهالي بعلبك ومشاكلهم لكنه بحسب الجوّ المستنكر غير مرتاح للطريقة التي يقارب فيها السيد الموضوع”.

اقرأ أيضاً: لماذا يبرىء جميل السيد حزب الله ويتهم بري؟

إلى ذلك إستبعد غالب ياغي رئيس البلدية السابق لبعلبك لـ “جنوبية” أن “يكون لـ”حزب الله” مصلحة بفتح خلاف مع بري، والمؤكّد أن هناك نوعا من الرسائل المبطنة لكن إستبعد أن يكون قد طلب من السيد التحرّك على هذا المستوى لأن الحزب لديه مصلحة أن يظل على علاقة جيدة مع أمل”.

ورأى أن “المسألة أكبر من أن تكون مدفوعة من قبل الحزب، بل يبدو أن السيد فتح النار على بري بإيعاز سوري لتحضيره للمرحلة ثانية”، مشيرا إلى أن “السيد فُرض على الحزب في الإنتخابات النيابية من قبل النظام السوري وبالتالي لم يكن هدف “حزب الله” من ترشيحه تخريب علاقته مع بري في هذه المرحلة”.

وفي الختام تساءل ياغي ” سبب فتح المعركة مع بري في هذا التوقيت بالذات، مشيرا إلى الدورغير المتطرف الذي يلعبه الأخير بملف تأليف الحكومة وتقربه من محور جعجع – جنبلاط حتى ولو كان بشكل غير معلن وما يحدث اليوم هو هزة عصا لبري في هذا السياق”.

السابق
قتيل و12 جريحاً في حادث على طريق الزهراني
التالي
حبشي: وجوب أن يترافق أي قانون سيصدر في شأن تشريع «الحشيشة» ضبط كل الجوانب