قمة هلسنكي.. تخطف الأضواء غداة نهاية «المونديال»..‬

ترامب
ليس كل ما يبرق في الأفق يُحدثُ هالة وعاصفة ضخمة من التساؤل عن التفصيل المتبع بعد ومض سريع من الشهب الذي يترك آثاراً عند الناس والمواكبين عن كثب لما يحدث.

بعد نهاية اكثر من مباراة في كرة القدم خلال إستضافة روسيا وتنظيم الدورة الحالية لكأس العالم “٢٠١٨” الذي كانت نهايتهُ بين “كرواتيا” البلد الصغير والخارج من عباءة الإتحاد السوفييتي السابق والمفتت منذُ اكثر من ثلاثة عقود .وبالمناسبة كانت كرواتيا هي التي أقصت المنتخب الروسي المستضيف. لكن فرنسا فازت بنتيجة “٤-٢”، التي لها تاريخ عريق ليس فقط بالإستعمار بل لها خبرة واسعة في إجادة الأدوار على مختلف الأصعدة. وإن كانت النوايا الفرنسية المبيتة في تأجيل الإحتفال في مناسبة عيد “الباستيل ” الإستقلال الفرنسي لكي يكون الأحتفال مزدوجاً في التتويج الذهبي الكبير للمرة الثانية وكانت فرنسا قد فازت في كأس العالم عام  “١٩٩٨” في نفس الصيغة وفِي نفس الروح للمهاجرين الذين حققوا الفوز بطريقتهم الخاصة.

اقرأ أيضاً: قمة ترامب – بوتين في هلسنكي والعالم يترقب

وإن كان هناك تصاريح “عنصرية” حول اللون والعرق والهوية الحقيقية للاعبين والمحترفين والممثلين للدولة الإستعمارية وجلهم من ابناء الضواحي الفقيرة حسب تعبير “مارينا لوبن” رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية المعارضة كلياً لأي مشاركة للمهاجرين في توظيفهم تحت ظل العلم الفرنسي. تحديداً المغاربة والأفارقة، لكن الحديث يطول وقد يأخذنا ابعد بكثير عن فحوى الموضوع الجوهري للقمة التي تستضيفها “هلسنكي” عاصمة دولة فنلندا الإسكندنافية والتي ليس لها اية عضوية في دول “الناتو”حلف شمال الأطلسي إسوة بأخواتها وجيرانها من الدول الإسكندنافية التي تجمعهم أحلاف تاريخية، في الجوار والشكل واللغة، مع المملكة السويدية، والمملكة النروجية، والمملكة الدانمركية، وجمهورية ودولة إيسلندا.
لكن الدعوة الى الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين،كانت تحتاج الى تحضير أقوى في كل المجالات لأهميتها التاريخية الساخنة، خصوصاً بعد صولات وجولات مكوكية كان الرئيس دونالد ترامب قد زار اوروبا في خلال اقل فترة قياسية للعالم تختلف عن أسلافهِ للرؤوساء الأمريكين. طيلة مابعد إنتهاء تفكك الإتحاد السوفييتي. وذلك ناتج عن الأحادية في التحدى الفاضح الى روسيا الحالية التي حسب ما نراه في إحتلالها الى “جزيرة القرم” في دولة أوكرانيا وتهديد مباشر لدول حلف شمال الأطلسي. وزعزعة الإستقرار الإقتصادي من خلال إمدادات النقل البحري للغاز والنفط اثناء مراحل العبور من والى خارج حدود تلك الدول، مع كل تلك الأحداث ماذا سوف يتمخض عن القمة التي قد يتناقش بها الجانبين في شتيّ المواضيع المهمة والحساسة وقد تطال قضايا تاريخية عاصية على أيجاد اي حل قد يُسْفِر عن نتائج القمة.
قضية السلاح الصاروخي الباليستي التي تمتلكه روسيا، وكوريا الشمالية، ومعهم الصين، وإيران، ودوّل اخرى تتناصب العداء الدائم والمشترك لأمريكا وحلف شمال الأطلسي. مع ذلك لا يُخفى عن الزيارات السرية والعلنية لكل من إسرائيل وإيران على حد سواء في التسابق الى موسكو وتقديم إقتراحات قد تتشابه في مسألة الحل للقضايا في الشرق الاوسط، وكان بن يمين نتنياهو قد المح الى عدم التذمر من إستدامة “بشار الأسد” في البقاء حاكماً ابدياً لسوريا، حتى المبعوث والموفد الشخصي والمرشد الروحى الى ولاية الفقيه السيد على خامنئي “علي اكبر ولايتي” قد ذهب بعيداً في أقصى مراحل التحالف مع روسيا من اجل دعم المشروع النووي المتفق عليه أوروبياً والذي نكرتهُ امريكا مؤخراً مما اثار مزيداً من خلط الملفات واعادة تعويمها من جديد على حساب ايران، حيث إننا لا نرى القمة العتيدة في ابعادها التاريخية سواءً تم إنجاز جزء بسيط من القضايا المتفق علي إيجاد حلولاً سريعة لها لن تكون في البساطة المتوقعة؟ على سبيل المثال وليس الحصر ما هو موقف فلاديمير بوتين من قضية
“صفقة العصر” الفلسطينية التي يُرادُ لها ان تُصبحُ مساراً مشروطاً إسرائيلياً وأمريكياً؟
هنا ليس هناك ادنىّ شك في التطرق الى تلك الحساسية الخطيرة للمسألة الصاروخية التي تمتلكها تلك الدول سوف يمرُ عليها الطرفان .وهنا تبدأ عملية” التنازل او المساوات” في المطالب الى الحلحلة الإيجابية وهذا مستبعد على الإطلاق.
كما إن الصراع في الشرق الأوسط والحماية والحضانة والحصانة المبالغ بها سوف تُطرح على مصراعيها من اجل صيانة دولة “إسرائيل” وَمِمَّا لا شك بهِ سوف يتطرق الطرفان الى نقاش حاد حول الحرب “السورية “ التي دامت وقد تستمر الى اكثر من عقد من الزمن. هذا كلهُ مع أمور تحتاج الى اكثر من قمة؟
لكن يبقى الترقب سيد الموقف عن أهمية البيانات التي سوف يُصرحُ عنها اصحاب المهمات الصعبة غداة “المونديال” وإن أتت البهجة الروسية في شكلها الإيجابي الى التنظيم للأحتفال الكروى الكبير الذي يُنظمُ كل اربعة أعوام، أُختطفت الأضواء من تحت بساط قمة هلسنكي التي لن تحقق اي جديد في حال توقف كل طرف من الجانبين في عدم التراجع او التنازل عن اية مكتسبات تعود الى قبل ترؤس فلاديمير بوتين روسيا في وضع سياسات خارجية عسكرية ضخمة خصوصاً على الأرض السورية وخوض وإدارة المعركة في حماية نظام بشار الأسد.
وفوز دونالد ترامب في قيادة الولايات المتحدة الامريكية الى اكثر من دورة لاحقة وهذا ما صرح وعبر عَنْهُ قبل القمة في ان الحزب الديموقراطي المنافس لَهُ لن يستطيع إحراز نصر قادم وإزاحتي من البيت الأبيض وذلك يعود الى حاجة امريكا الى رئيس جديد يخدم امريكا العظمى اولاً.

السابق
أول عارضة أزياء سعودية في أسبوع الموضة في باريس
التالي
اليسا ترد على إتهامها بالسرقة: «إنتوا بتقووني»