الرابحون والخاسرون من قمة ترامب – بوتين في «هلسنكي 2018»

التقى الجبارَان، أميركا وروسيا، في محاولة لاستعادة القوتين العظميين مجدهما الغابر. فهل سينجحان على حساب الاتحاد الأوروبي وأزمة أوكرانيا والأزمة السورية في ظل نسيان تام للقضية الفلسطينية؟

رأى مراقبون اسرائيليون ان تل أبيب هي الرابح الأكبر من صفقة قمة هلسنكي التي عقدت أمس بين كل من الرئيسين الأميركي والروسي.

إقرأ ايضا: قمة ترامب – بوتين في هلسنكي والعالم يترقب

ففي حين يسعى دونالد ترامب للحصول من فلاديمير بوتين على مساندة في مواجهة الإرهاب، وعودة الهدوء الى سوريا، وحفظ أمن إسرائيل، فإن أميركا ستسلم لروسيا بضم نصف جزر القرم إليها وذلك بحسب (عربي 21).

فقمة هلسنكي 2018، ما هي الا محاولة أميركية لرسم سياسة موّحدة بين الدولتين العظميين من أجل مواجهة الإرهاب معا، رغم الحفاظ على التحالفات التقليدية لواشنطن مع حلف الناتو، واعداد صفقة مع الكرملين، أساسها محاربة القاعدة و”داعش”، مقابل الهدوء في سوريا، وحيث تساعد موسكو بذلك في توفير الأمن لإسرائيل، والمحافظة عليه على الحدود السورية في هضبة الجولان.

وأهم بنود الصفقة بين القوتين العظميين، تكمن في التسليم الأميركي بالخطوات الروسية في شرق أوكرانيا، بحيث يبدو واضحا أن ترامب يسعى بجد لتوثيق تعاونه مع موسكو.

خاصة ان قمة ترامب- بوتين، تشكّل مصدر قلق للقارة الأوروبية في ظل ما يتردد عن عداء بين دونالد ترامب ودول الإتحاد الأوروبي، مما يفسح المجال لموسكو الاستفادة من إضعاف الاتحاد الاوروبي، بحسب (معاريف) الإسرائيلية.

فالخشية الأوروبية مما ستسفر عنه قمة هلسنكي من نتائج لغير صالح دول الإتحاد الإوروبي، في ظل جهود روسيا لإضعافه، وتحجيم دوره مقابل تعزيز دور الدول الناشئة حديثا.

واللافت ان ترامب أيّد خروج لندن من الإتحاد الاوروبي، كونه يرغب في محوّ كل انجازات سلفه باراك أوباما في دول ما وراء الأطلسي.فتطلعات ترامب وبوتين تتركز على إحياء كل من روسيا والولايات المتحدة الاميركية لتعيدا مجد دولتيهما في العالم، وجعل أوروبا تدور في فلكهما، خاصة بعد فرض دولها عقوبات على موسكو، بعد ضمها القرم واجتياح أوكرانيا حيث سيتقاسمان مناطق النفوذ حول العالم.

اما بوتين فما يريده من هذه القمة، هو أن يكون قادرا على تحريك العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا منذ أزمة أوكرانيا، وذلك بحسب جريدة (الحياة) السعودية.

ولا بد من القول، ان لقاء ترامب- بوتين لا يمكن أن يؤدي الى توقّعات إيجابية حيال الدول الاوروبية. ليس فقط بسبب طبيعة الرجلين، بل لأن الأوضاع في المنطقة تشجّع على الاستفادة من مآسي شعوب المنطقة، في ظل عدم ذكر أية مبادرة “سلام”، وعدم فرض ما يُسمى بـ”الاستقرار الإقليمي” كعنوان للمرحلة المقبلة.

وفي النهاية، إن أية خطوة إيجابية تقابلها خطوة سلبية، وأهم هذه النقاط هي”الانسحاب الأميركي من سوريا يُعد تكريس لسيطرة موسكو في سورية إلى ما لا نهاية. وخروج إيران من سوريا لا يبرّر مكافأة إسرائيل على جرائمها من خلال مدّ سيطرتها في المنطقة.

إقرأ ايضا: أصول «دونالد ترامب».. سورية أم ألمانية؟

هل العودة بالأحرف الأولى للحرب الباردة التي انتهت بتقاسم مغانم السيطرة بين دول تؤدي الشرق الروسي وأخرى تحت جناح الغرب الاميركي؟ وبقاء العرب مترنحون حيال الفريقين دون الاستفادة من اي منهما في اهم قضية تخصهم، وهي فلسطين.

السابق
«هيومن رايتس واتش» تطالب بالتحقيق حول تعذيب زياد عيتاني: هل أصبح لبنان دولة قمعية؟
التالي
«حركة أمل»: لمن يدعي الشرف العسكري نتحداه ان يقدم ما إختلقه من تهم وفبركات للنيابة العامة