هل يستدعي «سكتش» شربل خليل إثارة نقمة المجلس الشيعي؟

شربل خليل دمى كراسي
هل تستدعي "نكتة" المخرج شربل خليل حول "الإمام القائم" تحركا من أعلى سلطة شيعية رسمية، خصوصا بعدما إعتذر خليل وأكّد عدم معرفته معنى وقدسية إسم "القائم"؟

مرّة جديدة يثير المخرج شربل خليل جدلا واسعا وغضبا في الشارع اللبناني، بسبب المضمون الذي يقدمه في برامجه الساخرة والتي ينتقد فيها الزعامات والرموز السياسية، ومرّة اخرى يتحرّك الوسط الشيعي ضدّ خليل، ولكن هذه المرّة “الله ستر” ولم تصل لدرجة إحراق الإطارات وقطع الطرق، بل إنقضت بهجوم إلكتروني شرس على خليل بعدما تناول في برنامجه الكوميدي الساخر “قدح وجم” الذي يعرض على قناة “الجديد” إسم “القائم” بطريقة تهكمية فيها إيحاءات جنسية.

إقرأ ايضًا: شربل خليل بعد تقليده نصرالله والنبي يونس يحتمي بالدستور

وفي التفاصيل، تناول خليل الحادث الذي وقع قبل أيام في الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث اقتحمت سيارة مسرعة تقودها سيدة صيدلية “القائم”، محولا الحادث الى مادة في برنامجه مع إيحاءات جنسية ، من خلال اللعب على اسم الصيدلية، بإعتباره سبب جنوح السيارة عمدا  باتجاهها متناولاً اسم “القائم” بطريقة تهكمية الأمر الذي رفضه كثيرون نظرا لكون  “القائم ” واحدا من ألقاب الإمام المهدي( أحد الأئمة لدى الطائفة الشيعية).

هذا الأمر اثار إستفزاز مشاعر الكثيرين في الوسط الشيعي كما أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، فأطلق ناشطون حملة تحقيرية  ضدّ  خليل و”هاشتاغ” ضده تصدّر موقع “تويتر”، وفيما دفعت شراسة الهجوم بخليل إلى التراجع والإعتذار، مبررا ذلك بعدم درايته  أن لقب “القائم” يعود إلى الإمام المهدي، وذلك في حلقة جديدة من برنامجه، مؤكدا أنه لم يكن يقصد السخرية من الإمام وإحترامه لجميع الأديان.

وعلى الرغم من التراجع والإعتذار تحرّك المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ممثلاً برئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان بدعوى قضائية ضد المخرج خليل وضد قناة “الجديد” وكل من يظهره التحقيق محرضا وفاعلا، بجرم تحقير الشعائر الدينية وإزدرائها وإثارة النعرات الطائفية.

 

فهل يستدعي هذا الأمر تحركا من أعلى سلطة رسمية شيعية خصوصا بعدما إعتذر خليل وأكّد عدم معرفته بقدسية إسم “القائم”؟

إقرأ ايضًا: دعوى المجلس الشيعي ضد شربل خليل غير مبررة

العلامة الشيخ محمد علي الحاج مدير حوزة السجاد العلمية أكّد في حديثه لـ “جنوبية” على “ضرورة إحترام خصوصية جميع الأديان، إلا أنه لم يرَ بشكل فعلي إذا كان هناك إساءة للإمام المهدي ام لا” ، مشيرا إلى أنه “سمع عشرات الإنتقادات على قناةالشيخ محمد علي الحاج العاملي “الجديد” من اشخاص لم يشاهدوا الفقرة ودون علم بفحواها”، لافتا إلى أن “الإعتراض على ما بثته “الجديد” أدّى إلى الإضاءة بشكل اكبر على الموضوع وهو يعتبر نوع من قلّة الحكمة في التعاطي مع هذه المسائل”.

وشدّد الشيخ الحاج على أنه “هناك كثير من الأمور فيها إساءة للذات الإلهية وللنبي محمد وللإسلام وفيها إساءة لأموال الإمام المهدي”، وتساءل “فأيهم أكثر إساءة التفريط بالأموال الشرعية أو كلمة قالها شربل خليل؟”، متمنيا “على المجلس الشيعي الدخول في العمق أكثر وأن يكون موضوعيا ويركز على اولويات الطائفة الشيعية  حيث العديد من القضايا فيها إساءة لله وللشرع  ولأهل البيت، قبل ملاحقة شخص غير مسلم نطق بكلام قد لا يكون قاصد فيه الإساءة للإمام المهدي بقدر ما يكون يهدف إلى تقديم برنامج ساخر”، مؤكدا من جهة اخرى “عدم موافقته على تناول أهل البيت والأئمة بقضايا ساخرة”.

وفي الختام إعتبر الشيخ الحاج  انه “كان من المفترض أن يكون للمجلس الشيعي  دورا أكثر رزانة مما رأيناه، ورأى أنّه “قد يكون إتخاذ  هذا الإجراء بحق قناة “الجديد” لمصلحة سياسية وذلك بهدف التشفي منها، فلربما لو تمّ عرض هذه الحلقة على قناة أخرى لما كانت ردّود الفعل وصلت إلى هذه الدرجة،  خصوصا أنه من الواضح في البيان الصادر عن رئيس المجلس الشيعي وبين الدعوى أن يحمل الكثير من المبالغات وتعظيم للأمور”.

ومن الناحية القانونية، قال المحامي حسن بزّي “شخصيا، لا ارى ما قدمه المخرج شريل خليل جرما، لأن لقب الإمام القائم بالكاد معروف في الوسط الشيعي فكيف بالنسبة للطوائف الأخرى، وهناك العديد من الألقاب للإمام لا يدركها سوى الملمين بالشأن الديني”.

وأوضح أن “جرم التحقير والقدح والذم يوجب في القانون نية جرمية، والجرم لا يقع بالصدفة انما يجب أن يكون الشخص تقصّد الإساءة، وبالتالي في النص القانوني إنتفاء النية الجرمية  يعني فقدان أحد أهم العناصر، ما يؤدي إلى فقدان التعقبات القانونية بحقه”.

كما أكّد بزي “إحترامه لجميع الأديان وعدم التعرض لأي دين خاصة الإسلام والمذهب الذي ينتمي إليه، لكن عند التقدم بالشكوى يجب التمييز بين الشخص الذي يسيئ عن قصد وسوء نية وبين شخص يسيئ بهدف إثارة النعرات الطائفية وكذلك بين الشخص الذي أساء عن جهل دون معرفة “.

وختم بزي قائلا ” اجزم أن شربل خليل ليس لديه نية جرمية في هذا الإطار وهو ما يفسر عدم تحركي قضائيا على غرار القضية التي رفعتها سابقا على الناشط جيري ماهر “.

السابق
«حزب سبعة»: لرفع الصوت في وجه الفساد
التالي
ديما جمالي ترد على شائعات الطعن في دستورية نيابتها