فيما يؤكد المشهد السياسي ان لا جديد حكوميا مع التصلب في مواقف القوى المتنافسة والصعوبة في التوصل إلى توافق فيما بينها، إكتفت أوساط الرئيس المكلّ سعد الحريري بالتأكيد لـ “الجمهورية على أن المناخ إيجابي، وأنّ الحكومة ستبصر النور في نهاية المطاف والمشاورات مستمرة بوتيرةٍ سريعة، دون تحديد مدّة زمنية محددة للقاء الحريري برئيس الجمهورية ميشال عون مع الإشراة إلى أن الزيارة واردة في أيّ لحظة.
إقرأ ايضًا: تبريرا لعجز السلطة: الرئيس عون يحمل اللبنانيين مسؤولية الفساد
واشارت “الجمهورية أن العقد الحكومية لا تزال عالقة بغطار التمثيل الدرزي والمسيحي، وبالتالي المسوّدة الجديدة الذي تم التحدث عنها لا تزال معطّلة لعدم النجاح بالتوصل إلى اتفاق حول تمثيلِ “القوات اللبنانية” والتيار الوطني الحرّ بما فيها حصّة رئيس الجمهورية، ودخول العقدة الدرزية في طريقٍ مسدود.
ورأى مرجع سياسي بالكلام الأخير الذي أطلقه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعد لقائه مع الحريري فيه بعضَ الليونة وإمكانية للحلحلة، إلّا أنّ الأمر الصعب يَكمن على الخط الدرزي، مع إصرار جنبلاط على حصة الدروز كاملة.
وفيما أبدى رئس مجلس النواب نبيه بري تفاؤلا بإمكانية ولادة قريبة للحكومية دون ذكر الأسباب والمعطيات لذلك ، لا تشير المجريات إلى حلحلة قريبة. ورأى مصادر مطلعة لـ “النهار” أن تفاؤل بري قد يكون وسيلة ضغط اضافية من أجل التعجيل بالتأليف، وأشارت أن ” إن الايام المقبلة ستحمل مفاجأت وإنفراجات تبلور نتائج المساعي الصامتة التي يبذلها الحريري لتجاوز التعقيداتـ لافتة أن الساعات الاخيرة شهدت ملامح مرونة لحلحلتها ولو لم تكن كافية لحل العقد نهائيا. وأضافت أن ثمة رهاناً على ان يحمل الاسبوع المقبل ملامح توسيع لهذه المرونة.
ومع بقاء الوضع على حاله ، لم يقم الرئيس الحريري بزيارته المرتقبة إلى بعبدا أمس، على الرغم من الترتيبات التي اتخذت لاستقباله، وقالت مراجع أمنية، ان الرئيس الحريري ليس جاهزاً إن كان على مستوى المعطيات التي تكونت لديه بعد مروحة المشاورات التيقام بها، أو إذا كانت لديه مسودة حكومية جديدة، علماً ان مصادر وزارية متابعة لمشاورات التأليف، أكدت لـ”اللواء” عدم وجود مسودة لتشكيلة حكومية يمكن ان يقدمها الحريري رسمياً، جازمة ان زيارته إلى بعبدا في إطار التشاور والمباحثات حول الأفكار المعقولة للخروج من مأزق التأليف.
إقرأ ايضًا: لا تقدّم في تأليف الحكومة وتراشق إعلامي بين العونيين والجنبلاطيين
وأشارت أن الإتصالات والمشاورات التي يقوم بها الحريري لا تزال مستمرة ولم تنته، بانتظار رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، على اعتبار انه طرفا في العقدة المسيحية.
كما نفت المصادر مغادرة باسيل إلى موسكو لمشاهدة المباراة النهائية في “المونديال”، وتوقعت ان يلتقي بالحريري خلال الـ 24 ساعة القادمة، علماً ان الحريري أجرى مساء أمس مروحة واسعة من المشاورات بقيت خارج الإعلام وشملت الوزير يوسف فنيانوس ممثلاً لتيار “المردة” والوزير علي حسن خليل، فيما التقى مستشاره الوزير غطاس خوري الوزير “القواتي” ملحم رياشي..
