هل تنجح المعارضة السنية في خرق حكومة الحريري القادمة؟

تصوير نبيل إسماعيل
هل ينجح النواب السنة العشرة المعارضون لتيار لمستقبل في الاتفاق على تشكيل معارضة "سنيّة" ؟

وصل عشرة نواب سنّة من خارج تيار”المستقبل” للمرة الاولى منذ العام  الى الندوة البرلمانية 2005.ومن هؤلاء النواب النائب الرئيس نجيب ميقاتي، والنائب فؤاد مخزومي، والنائب بلال عبد الله، الذين يعتبرون أنفسهم حالات مستقلة غير ملزمة بأي امتداد سياسي.

اما النائب أسامة سعد، فهو يعتبر نفسه حالة وطنية غير مذهبية يرفض أي كلام في هذا الاطار. ويبقى كل من النائب عبد الرحيم مراد، والنائب فيصل كرامي، والنائب جهاد الصمد، والنائب عدنان طرابلسي، الذي من الممكن ان يشكلوا معارضة سياسية بوجه الحريري.

إقرأ ايضا: ما هي تفاصيل التسوية مع السعودية التي قضت بسفر الحريري الى فرنسا؟

اما كل من النائب قاسم هاشم عضو كتلة التنمية والتحرير التابعة لحركة أمل، والنائب الوليد سكرية عضو كتلة “نحمي ونبني” التابعة لحزب الله في البقاع، فهما معارضين  طبيعيين للحريرية.

كيف يرى المحلل السياسي وفيق الهواري هذا التراخي في تشكيل تكتل سنيّ معارض بوجه الحريري، يعتبر الهواري ان ” النواب الفائزون الى الندوة البرلمانية لم يأتوا نتيجة موقف سياسي موّحد بوجه سياسة الحريري، بل هم آتون من مواقع مختلفة  وهناك تباين تجاه الموقف نفسه. فعبد الرحيم مراد مثلا لا تتطابق مواقفه مع مواقف فؤاد مخزومي. والعكس صحيح، ومنهم من تتطابق مواقفه مع الرئيس الحريري”.

ويضيف الهواري “لقد ترشحوا الا انهم لا يختلفون عن الحريري، فكل واحد منهم هو رجل سياسة، وخلافهم معه فقط على المحاصصة، الا انهم لا يشكلون حالة متقدّمة من المعارضة لدى الطائفة السنيّة”.

ويشدد على انهم “نجحوا في الانتخابات النيابية لأن صيغة القانون الانتخابي أدت الى ذلك، او لارتباطهم بقوى سياسية وطائفية أخرى كالنائب بلال العبدالله”.

وبرأيه “لم يتمكنوا من محاربة الحريري، وهم ليسوا كالشيعة الذين يصطفون في ثنائية، وهذا برأيي أمر إيجابي. فالثنائية زيف طائفي، يتأكد لنا  يوميا زيفها من خلال تقاسم الحصص بين الاقطاب الذين يمارسون الازدواجية”.

ويتابع، الهواري، قائلا “النواب السنّة العشرة يشكلون خطرا على الحريري، لان القوى الطائفية الأخرى ستستخدمهم ضده لناحية التصويت في مجلس النواب، ولاحقا في مجلس الوزراء، والحريري لن يعطيهم أي شيء، لأن بين أمل وحزب الله نوع من تقاسم حصص، اما لدى الحريري فلا تنافس”.

من جهة ثانية، ترى الكاتبة السياسية منى سكرية، ان “الجميع بانتظار اجتماع الحكومة، ومجلس النواب، وبعدها فلتبدأ الأسئلة او التقييمات للكتل، سواء على الصعيد النيابي ام على الصعيد الوزاري”.

وترى، سكرية، انهم “لم يلتقوا حتى الان كعشرة نواب معارضين. وحتى ذلك الحين سينضمون الى الكتل، وهم ليسوا بمشروع تكتل موّحد. لكن يلتقون ويتشاورون، لكن ليس تحت عنوان تكتل واحد”.

إقرأ ايضا: هل فعلا طعن جعجع الحريري في ظهره اثناء غيابه في الرياض؟

وتلفت الصحفيّة منى سكرية الى انه “من المُعيب ان نحصر المعارضة التي مهمتها المساءلة بمذهب او طائفة، لان تشكيل المعارضة ضرورة من ضرورات الحياة السياسية في لبنان. ولكن واقعنا هو أبعد ما يكون عن النظام الديموقراطي، بل نعيش ضمن نظام توافقي، والمعارضة مفقودة، وهم يطرحون أنفسهم كمعارضة، التي هي اوسع من أي تشكيل. وختاما أقول انه لا يمكننا ان نشتري سمكا في بحر”.

..بعد صمود الثنائية الشيعية بين أمل وحزب الله، هناك سعيّ لدى الطوائف الاخرى الى ثنائيات مذهبية، فبعد المحاولات المارونية الفاشلة، والمحاولة الدرزية التي خُنقت في المهد، لا زال يُعمل اليوم على محاولة سنيّة هي قيد التوليد.

السابق
إكرام زرقط أول من ترفع الصوت للإصلاح في مؤسسات المرجع فضل الله
التالي
زخريا: هل يجوز الطعن باتفاق معراب؟