«حزب الله» يتسبب بمواجهة سياسية ودبلوماسية بين لبنان واليمن

مرّة جديدة يقحم الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله لبنان بأزمة مع أشقائه العرب، حيث دعت اليمن أمس الحكومة اللبنانية بالتحرك لوقف «السلوك العدواني غير المبرر لـ » حزب الله».

أزمة دبلوماسية جديدة تنتظر لبنان وهذه المرّة اليمن، التي يبدو أن كيلها قد طفح مع تدخلّ “حزب الله” الذي يصر على دعم “الحوثيين” في مواجهة السلطة الشرعية.
ولأوّل مرّة تتوجه اليمن بطلب رسمي عالي اللهجة تنذر فيه لبنان بتدويل قضية تدخل حزب الله اللبناني بسسب دعمه  “للانقلابيين الحوثيين”.
وأوردت الوكالة الرسمية اليمنية، أن الرسالة سلمها سفير اليمن لدى بيروت عبد الله الدعيس، أول من أمس، لمديرة المراسيم في الخارجية اللبنانية رحاب أبو زين.

إقرأ ايضًا: عن مشاركة حزب الله في معركة اليمن

ويبدو أن اليمن إتخذت قرار التصعيد بعدما وصلت حدّة لهجة الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى درجة تحريض اليمنيين على قتال القوات الحكومية اليمنية  والتعبير عن طموحه ومسلحي حزبه للقتال في اليمن لصالح الانقلابيين وذلك في خطابه الأخير.

وفيما ينفي “حزب الله” أي تدخل في الشؤون اليمينة أعادت اليمن إتهامه بمشاركته في التدريب والتخطيط والتحريض ودعم الميليشيات الانقلابية، محتفظة بحقها«بعرض المسألة على مجلس جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن الدولي».

أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتور خليل حسين رأى في حديث لـ “جنوبية” أن “الملف اليمني أصبح موضوعا إقليميا أكثر من كونه محليا، وبالتالي تشابكت الظروف الإقليمية مع الدولية ومن الصعب أن تتخذ اليمن قرارا مستقلا خصوصا أنها مرتبطة بالتحالف العربي، وبالتالي القصة بيد السعودية واليمن ليس لديه القدرة بالتحرك إقليميا ودوليا ضدّ لبنان إلا بإيعاز من قبل السعودية التي تواجه المحور الإيراني . وتابع “لذا هناك منظومة إقليمية دولية تحرّك هذا التهديد وتتحكم بمساره”.

ومن الناحية القانوني الدولي، أكّد أن اليمن يستطيع أن يتقدم بالشكوى أمام مجلس الأمن الدولي ضدّ لبنان للأسباب التي يدعيها، إلا أنه في السياسة هناك فيتو روسي سيتحرّك وبالتالي من الناحية القانونية اليمن غير قادرة على تحقيق نتيجة معينة لأنه سوف يصطدم بالفيتو الروسي بحكم علاقتها بالمحور الإيراني  و”حزب الله” وبفعل قوى الناظمة لعمل مجلس الأمن.

وأشار حسين إلى أن “سابقة التصعيد اليمني تؤسّس إلى مسار جديد بالعلاقات اليمنية – اللبنانية، ما سيخلق بالتالي ازمات دبلوماسية جديدة للبنان مع محيطه العربي” ورأى أن “خطورة الموضوع هي  بالرأي العام وبالعلاقات التاريخية اليمنية – اللبنانية، إلا أنه إستبعد ان تستيطع اليمن أن تصل إلى مكان”.

وفي الختام  قال حسين إنه “تصعيد اليمن هو تصعيد سياسي إعلامي فقط حت الان،و قد تذهب الأمور إلى دعوى أمام مجلس الأمن أو أمام مجلس جامعة الدول العربية عبر الدعوة إلى جلسة طارئة لتقديم شكوى وبما أن جامعة الدول العربية عبارة عن محاور وكذلك الأمم المتحدة فإن الأمور لن تؤثر على لبنان”.

من جهة ثانية أكّد النائب في تكتل “الجمهورية القوية” وهبي قاطيشا أن “الرسالة اليمنية تحمل الحكومية اللبنانية مسؤولية جراء تدخل “حزب الله” في شؤونها وهو أمر جديد ولا تستطيع السلطة اللبنانية التنصل من مسؤوليتها بحجة أن أن لا علاقة لها بنشاطات “حزب الله” في الخارج سيما أن حزب الله هو حزب لبناني منظم وممثل في الحكومة”.

إقرأ ايضًا: تفاصيل جديدة تكشف عن علاقة «حزب الله» بالتمرد الحوثي في اليمن

ولفت إلى أن “هذه الرسالة تحمل نقلة نوعية من حيث تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية أعمال “حزب الله” في الخارج  خصوصا أنها تهدد بالتوجّه إلى عرض القضية على المحافل الدولية والعربية في حال لم تحرك الدولة اللبنانية ساكنا وهو ما يشير إلى مواجهة مباسرة بين البلدين”.

وعن علاقة لبنان بأشقائه العرب قال قاطيشا إن “الدول الخليجية تراعي دائما وضع لبنان، علما أن “حزب الله” كان قد تدخل في وقت سابق في البحرين والكويت وإنتهت الأمور على ما إنتهت ودول الخليج تدرك هذا الأمر وتحملته ولكن في حال تطورت الأمور وتدخل “حزب الله” من جديد كما يحصل الآن في اليمن فان الامر قد يؤدي الى مواجهة بين اليمن وحلفائه العرب من دول الخليج وبين الدولة اللبنانية دون تمييزها عن  “حزب الله” الذي يمثله وزراء ونواب في الحكومة وفي المجلس النيابي اللبناني”.

السابق
«الزملاء الاعزاء».. رسالة إكرام زرقط الى من يهمه الأمر
التالي
بين موسكو ومسقط ودمشق وطهران