بعد كسر الجرّة مع التيار الحر: هل تتقارب القوات وحزب الله؟

ما هو الدور الذي يضطلع به حزب الله في هذه المرحلة المضطربة وهل يتجه إلى التقارب مع القوات اللبنانية؟

في الوقت الذي يفتح فيه حليف حزب الله تيار الوطني الحرَ برئاسة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جبهات عدة ومنها الهجوم على القوات اللبنانية ثم بالامس على الحزب التقدمي الاشتراكي، يبدو ان حزب الله هو الاكثر ارتياحاً، ليس على صعيد تقاسم الحصص فحسب، انما على صعيد مد تحالفاته واستغلاله الفوضى القائمة، خصوصاً في ظل الحديث عن تقارب يجري بين القوات اللبنانية وحزب الله من خلال المصالح المتبادلة بين الطرفين وسير الحزب على خط التهدئة بين الاطراف كافة.

في هذا السياق اكد مصدر مطلع على سير العملية السياسية في لبنان أن ” التقارب هو موجود ولكن علاقة رسمية غير موجودة، فالتقارب فيما بينهم قد بدأ منذ أكثر من سنة، وتحديداً في لقاء حضره ملحم رياشي لتكريم طلال سلمان، وفي حينها اعلن حزب الله ان العلاقة مع القوات اللبنانية ستكون في اطار المؤسسات، بمعنى ليس حوارا سياسيا ولا حوارا يؤدي إلى تفاهم سياسي”.

اقرأ أيضاً: باسيل مدفع عون

واضاف “ان حزب الله يستفيد من نية القوات اللبنانية في التقارب تجاهه لكي يبقى جبران باسيل يقدم اوراق اعتماده ولا يخرج من التفاهم مع حزب الله، وتعزيز الغطى الشرعي له، حيث ان احد خصومه يتقرب منه”.

واكد المصدر أن ” رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يعلم ان لبنان هو وطن التسويات، وحين لم يجد التسوية في سنة 1990 إلى 1992 كانت النتيجة الدخول إلى السجن، لذا فهو يعلم انه لا يستطيع القيام بأي شيء دون تسوية، وسمير جعجع يعمل من أجل بعد اربع سنوات”، مضيفاً ” هناك خطاب شهير للنائب ستريدا جعجع من داخل مجلس النواب وهي تشبه حزب الله بالقوات اللبنانية رغم وجود اختلاف سياسي، وقالت نحن حزبي الشهداء وعدم دخول في صفقات”.

واشار المصدر إلى ان ” امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مرر رسالة في وقت الانتخابات النيابية، وقال حينها انه يوجد تمثيل اساسي في بعلبك الهرمل وهو تمثيل القوات اللبنانية، ونحن نحترم هذا التمثيل، وبالتالي قد بدأ هنا مسار الاعتراف فيهم بالرغم من وجود اختلاف سياسي”، مضيفاً ” النقطة الثانية هي حين اعلن نصرالله الاستعداد لمحاربة الفساد مع قوة قد يختلف معها في السياسة ولكن قد يقترب معها في هذا الملف وهما القوات اللبنانية والكتائب، وكانت هذه المرة الاولى التي يسمي فيها القوات اللبنانية، وهذا مؤشر للتقارب”.

وفي سؤال حول امكانية التقاء حزب الله والقوات اللبنانية في السياسة قال المصدر “حصل في لبنان وتحديداً منذ عام 2005 حتى اليوم 3 تحولات سياسية وهي تحالف حزب الله مع تيار الوطني الحر، تحالف تيار المستقبل مع تيار الوطني الحر وتحالف القوات مع تيار الوطني الحر وبالتالي هذه التحالفات تؤكد ان حصول تقارب سياسي بين حزب الله والقوات اللبنانية غير مستبعد”.

اما حول موقف تيار المستقبل من هذا التقارب فقال المصدر أن “سمير جعجع قال من بيت الوسط انه يسعى لتحالف وتوسيع مروحت العلاقة مع كل الاطراف، وتيار المستقبل عليه احترام رغبة القوات مثلما القوات احترمت رغبت التيار المستقبل حين تحالف مع تيار الوطني الحر”.

ومن جهته اكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور لموقع جنوبية أنه “يوجد مبالغة إعلامية بتوصيف واقع الحال حين يقال انه يوجد امكانية للتحالف السياسي بين حزب الله والقوات اللبنانية، وأكبر دليل على ذلك هو تجنبهم بعضهم البعض في الانتخابات النيابية”، مضيفاً ان ” المسألة هي ان الطرفين توصلوا بقرار منهما إلى أن هذه المرحلة تستدعي التبريد والتواصل تحت سقف المؤسسات، وكل امر تحت سقف المؤسسات يمكن التوافق او التقاطع فيه”.

مشيراً إلى أن ” التطور الذي جرى هو ان المرحلة الذي دخل فيها لبنان هي عملية استقرار سياسي واصطدام مؤسسات، أدت إلى انتقال العلاقة بينهما من علاقة شيطنة ومواجهة مستمرة في السياسة إلى علاقة تبريد سياسي”.

اقرأ أيضاً: جنبلاط وجعجع في بيت الوسط وعِقَد تأليف الحكومة باقية

وأكد جبور انه “جرى عدة اشارات مباشرة او غير مباشرة بين جعجع وسيد نصر لله بموضوع التعاون مع اخصام استراتجيين في موضوع الفساد”، مشيراً إلى أن “موضوع الفساد يشكل عاملاً مشتركاً بينهما ولكن مما لا شك فيه ان هذا العامل لن يخفي الخلاف الاستراتيجي بين الطرفين الذي مازال على حاله ولم يتبدل في ظل تمسك حزب الله بسلاحه من جهة وتمسك القوات اللبنانية بأن يكون القرار الاستراتيجي في يد الدولة اللبنانية وحدها”.

وفي الختام أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور أن “البلاد كأنها دخلت في اجواء تبريدية سياسية ولكن دون تخلي اي طرف عن موقفه السياسي المبدئي والوطني والاساسي، ولكن ضمن المتاح وتحت سقف المؤسسات”.

السابق
الجيش: توقيف 3 اشخاص خلال مداهمات في برج البراجنة وتحويطة الغدير
التالي
تبريرا لعجز السلطة: الرئيس عون يحمل اللبنانيين مسؤولية الفساد