إكرام زرقط أول من ترفع الصوت للإصلاح في مؤسسات المرجع فضل الله

هي رسالة بعثت بها الزميلة إكرام زرقط الى من يعنيه الأمر، أوضحت فيها ما جرى معها خلال سنوات عملها في مؤسسات المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، فماذا تقول لـ"جنوبية" عن الهدف من الرسالة.

جاء في رسالة اكرام رزقط ما يلي “حلم سماحة المرجع السيد فضل الله رضوان الله تعالى عليه وتوجهات نهجه الذي أغنى الحياة والفكر والثقافة والاجتهاد وجمع على طاعة الله الأجيال ورسم لهم ولنا دروب، وترك أمانة تحثّ على الوعي والمسؤولية والمعرفة والعلم والتقوى لتجسيد ونصرة نهج أهل البيت عليهم السلام.. التي كنا نناشد، بل أتينا للقناة وللمؤسسات لتعزيزها والانضمام إلى صفوف العاملين الامناء.. فهو ارتباط وثيق لا يتأثر بالتواجد فيها أو سواها أو البعد عنهم..” و”حفاظا على نهج السيد الراحل الذي اشرقت به مؤسساتنا العلمية والدينية والثقافية..”.

إقرأ ايضا: «الزملاء الاعزاء».. رسالة إكرام زرقط الى من يهمه الأمر

.. هذا ما بدأت به اكرام زرقط رسالتها التي تحمل نقدا بنّاء” لمسار من السنوات، تعدّى الإثنتي عشر عاما، تضجّ بالألم الذي يعتصر قلب شخص يعمل في مؤسسة مؤمن بعملها وخطها ونهج مؤسسها. ولكن تضطره الظروف للتخليّ عن عمله فيها “بسبب بعض المتسلطين والخاطئين”.

فما هي الظروف والدوافع التي أدت الى ان تكون إكرام زرقط حديث الإعلام بعد ان كانت تقف خلف الحدث؟

ففي اتصال من “جنوبية” مع الزميلة إكرام زرقط للاطلاع على ما حدث وحول الرسالة “الصاعقة” التي تحمل الكثير من الجرأة والإقدام، قالت “من أجل تصويب الامور وللحفاظ على مؤسسات السيد، وعلى كل عمل إعلامي”.

وتتابع بالقول “أكلت أكثر من كف من بعض الأشخاص، ومن أجل عدم الاساءة للمؤسسات سكتت، وارسلت رسالتي الى من يعنيهم الأمر، فردوا عليّ ان الفساد يقع في كل المؤسسات وليس في مؤسسات السيد وحده، وانا لا أقبل ان أزيح عن قناعاتي، وهم أخطأوا معي اكثر من مرة، وكما يقول المثل “ومن الحبّ ما قتل”، ولاني أحبّ السيد أريد ان أغيّر”. وبخصوص الرسالة الصدمة، قالت “لم يقوموا بأية مبادرة بعد ارسال الرسالة لهم، وقد وضحت، وقلت ما أريد فيها”.

وردا على التبرير ان الوقت لا يسمح بالنقد “أقول لامني البعض على كلامي عن الانتخابات النيابية، ولكن انظري الى ما وصلنا إليه؟ أين محاربة الفساد؟ ماذا يفعل نوابنا؟ البلد فالت من عقاله واليوم تمرّ ذكرى البطولة والعزة، لكن البلد متوقف بسبب بعض السياسيين التافهين، والمهم بالنسبة لهم ان “الثنائية الشيعية” مستمرة، وتحت عنوان عدم الاقتتال الداخلي علينا ان نصمت عن كل شيء”.

وعن الجرأة التي تحلّت بها، علما ان كثيرين عانوا وسكتوا؟ وهل سيلاقونها في منتصف الطريق للإصلاح، وهل ثمة من سيدعمها، قالت “انا لا اطلب من أحد أي شيء، انا حكيت عن وجعي، ومن اخطأ معي يجب ان يُعرف، وانا لا اطالب أي شخص بأي شيء، وكل ما اوضحته هو: لماذا تخطأون معي في ظل وجود مدير ضعيف، وموارد مادية ضعيفة، وانا التي خدمت المؤسسات منذ اكثر من 12 عاما. عملت حيث كنت في اميركا، وأتيت الى لبنان عام 2003”.

وتلفت إكرام زرقط، الى انها “أخرجت الصوت الى الملأ من خلال هذه الرسالة النداء، ولكني لا اريد ان تتحول رسالتي الى أذية للمؤسسات، نعم هناك اشخاص ضعيفين، وتحديدا في عملي، عملوا بجدية على إخراج عدد من الكفاءات قبلي. لانه كان مطلوب مني ان اعمل لمصلحة اشخاص، او ان اخرج من العمل”.

وتشرح “كل هدفي هو حفظ المؤسسات، لانها تحفظ بيوتا ومؤسسات وحالات اجتماعية، والسيد قدس الله روحه عمل نهضة، ولكن هناك بعض الاشخاص يجب ايقافهم عن العمل”.

إقرأ ايضا: د. عبّاس رضا: على المؤسسات الشيعية الاندماج في الدولة

وردا على سؤال عن الجهة التي تتوجه إليها بطلب الاصلاح. قالت زرقط “اطلب من اصحاب المؤسسات، وهم من يجب ان يصلح الأمر. وهذه المؤسسات هي للاسلام، فهل يحبون الإنصات، رغم اني لست من يلقيّ التكليف، لكن حاولت ان اعبّر عن نفسي”.

وتختم إكرام زرقط، قائلة “انا اعمل بكفاءة، وهم يريدونني ان اخرج من المؤسسات دون ان يكونوا هم من أخرجني، علما انهم عرضوا علي الانتقال الى موقع جديد وانا رفضت”.

على طريقة العلامة الراحل السيد فضل الله بدأت  إكرام زرقط رسالتها، وفندتها، وختمتها، لتصل الى الوجدان، فهل ستعبّد اكرام زرقط طريقا شاقا نحو الإضاءة على خبايا بعض المؤسسات الاسلامية التي تنعم بالفساد كغيرها على مستوى كل الوطن وليس مؤسسات بعينها؟

 

السابق
معركة داخل مجلس نقابة الأطباء وإخبار أمام النيابة العامة بعد تعطيل سياسي (1)
التالي
هل تنجح المعارضة السنية في خرق حكومة الحريري القادمة؟