اعتقال الداعية أوكتار و«قططه»: أردوغان لا يرحم منافسيه

يحاول إردوغان ضبط الساحة الداخلية من خلال تسريح عدد كبير من الموظفين المناهضين لسياسته، وضبط الناطقين باسم الدين الإسلامي، منعا لأيّ تسرب لمنافسيه الى البيئة الحاضنة له، حيث بدأت الحملة سابقا مع فتح الله غولن، ووصلت اليوم الى اعتقال عدنان أوكطار المثير للجدل.

بعد ساعات من تسلّمه مهامه كوزير للداخلية في حكومة العهد الأولى، وبحسب النظام الجديد في تركيا، نفذّ وزير الداخلية الجديد، حملة واسعة شملت اعتقال الداعية المثير للجدل عدنان أوكتار و234 من أتباعه، بينهن حسناوات، وذلك بحسب (القدس العربي).

ورغم أن هذه الخطوة لاقت ترحيباً قويا من شريحة واسعة في المجتمع التركي، إلا أنها اعتبرت مفاجئة لكثر، خاصة أن المطالب باعتقاله سابقا لم تلق آذاناً صاغية لدى الحكومات السابقة، مما فتح الباب للتساؤل عن توقيت الاعتقال ودوافعه.

اقرأ أيضاً: تركيا: النظام الرئاسي يحكم سيطرة أردوغان على السلطة

و”أوكتار” يُعد من الشخصيات المثيرة للجدل في تركيا، خاصة انه يملك فضائية يقدّم من خلالها برامج تلفزيونية برفقة حسناوات بملابس فاضحة ويظهر محتسيّا الخمر، بحجة انه مجدد ديني، لدرجة يصفه البعض بـ”المهدي المنتظر”.

وقد تم اعتقاله من داخل قصره المطلّ على البوسفور بإسطنبول مع حسناواته اللواتي يوصفن بـ”القطط”.

هذه الخطوة كشفت عن توجهات إردوغان الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالملفات الداخلية. وقد اعتبر مناهضون لسياسة إردوغان أن هذه العملية هي لإرضاء شريحة واسعة من أنصار “حزب العدالة والتنميّة”.

والاتهامات الموجهة إلى أوكتار تشمل استغلال الأطفال جنسياً والاعتداء الجنسي، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري، والتعامل مع إسرائيل. كما تضمنت اللائحة تأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال المشاعر الدينية، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب. وقد أعلن القضاء التركي عن تجميد ممتلكاته التي تقدّر بملايين الدولارات.

واللافت انه يظهر في برنامجه ليشرح مبادئ الشريعة الإسلامية وقيم التسامح بمشاركة راقصات وفنانات. وقد تمكّن من جذب أتباعه بداية خلال دراسته في جامعة إسطنبول، وكان يعرّف عن نفسه بـ”المعادي” للماسونية والشيوعية.

أتهم بالتحريض على الثورة، فسجن 19 شهرا تم تحويله خلالها الى العلاج النفسي. وله مئات الكتب والمقالات المترجمة إلى مختلف لغات العالم.

في حين نقل موقع (بي. بي. سي. عربي) ان أوكتار، المولود في أنقرة عام 1956، يتحدر من أسرة قوقازية، وكان درس الفقه وحفظ القرآن منذ الصغر، والفلسفة والفنون في جامعات اسطنبول.

وفي عام 2006 ألّف كتابا وطبعه باسم مستعار هو “هارون يحيى”، انتقد فيه نظرية داروين للتطور. كما ألّف أكثر من 300 كتاب، تُرجمت إلى 73 لغة.

ويزعم أن “الإسلام يحرّم فقط إظهار حلمتي المرأة، وفرجها”.

وكانت رئاسة الشؤون الدينية قد تقدمت بشكوى ضده بتهمة المسّ بالقيم الدينية. كما طالبت الهيئة السمعية البصرية التركية بوقف برنامجه عن البث أكثر من مرة.

اما “القطط” فهي مجموعة من النساء تحيط بأوكتار، في برامجه حيث ترتدي معظمهن ملابس كاشفة لأجسادهن.

ويتضمن برنامج أوكتار فقرات رقص تقدمها “القطط” بصحبة الداعية التركي، بحسب (الحرّة).

اقرأ أيضاً: بعد فوز إردوغان بولاية جديدة: تركيا أكثر تشدّدا

وكان أوكتار قد سجن 19 شهرا، قضى معظمها في مصحة نفسية بسبب “الشيزوفرينيا”.

وأعيد اعتقال أوكتار مرة أخرى، عندما تبيّن أن دمه يحوي على الكوكايين.

وكان قد ألف كتاب “أطلس الخلق” في 800 صفحة وترجم إلى أكثر من لغة.

وحاول الترويج لنظرية وحدة الديانات السماوية، الا انه تعرّض للنقد من قبل رجال الدين الذين شككوا في قدراته. وقد استنكروا ا مراراً برنامجه التلفزيوني الذي اكتسب سمعة سيئة لديهم.

السابق
بوتين يمدّد الإجراءات الجوابية حتى 2019 على الدول التي فرضت عقوبات ضد ​روسيا
التالي
مصطفى حمدان: «وإن غداً لناظره قريب»