مقارنة بين دور التحالف العربي في اليمن وممارسات التحالف الروسي – الايراني في سوريا..

ما يدفعنا لاجراء مقارنة ومقاربة بسيطة وسريعة بين دورالتحالف العربي في انقاذ اليمن من براثن ايران وميليشياتها، وبين ممارسات التحالف الروسي – الايراني في سوريا وضد شعب سوريا.. هو هذا التجاهل الاعلامي الذي يقوم بتغييب الحقائق والوقائع عن اذهان ابناء الامة العربية. وكذلك حملة الضخ الاعلامي الذي توجهه وتموله وتديره دولة ايران في عالمنا العربي، لتضخيم او لتخفيف النتائج والتداعيات لهاتين الحربين… وتحوير الوقائع بما يخدم سياساتها وطموحاتها ويخفي اطماعها كما يتستر على خسائرها..؟؟

من الطبيعي ان تقع خسائر بشرية بريئة في اية حربٍ، ومن المؤكد ان هناك حالة من الدمار والخراب التي تقع نتيجة قصف خاطيء او بسبب احتماء مجموعات مسلحة سواء كانت نظامية او ميليشيوية بين المدنيين… ولكن المفارقة التي سنعرضها هنا تكشف ان ما يجري في اليمن مختلف تماماً عما يقع ويحدث في سوريا…

اقرأ أيضاً: المعركة في درعا والمساومة في الجولان!

لم نر في اليمن وفي اية منطقة دخلتها القوات الشرعية اليمينة المدعومة من قوات التحلف العربي، اية عملية تهجير سكاني او فرز ديموغرافي على الاطلاق… في حين ان اية منطقة يدخلها تحالف روسيا – ايران.. يتم تهجير سكانها الى شمال سوريا والى محافظة ادلب التي لم يعرف مصيرها المقبل ما هو وما قد ينتظرها من دمار وخراب…كما سبق وراينا في مدن وبلدات اخرى..والباصات الخضراء اصبحت مثلاً يضرب وتهديداً يطلقه بعض تجار الاعلام والسياسة الميليشيوية..؟؟
لقد قامت القوات اليمنية الشرعية وقوات التحالف العربي بتحرير ما يقارب من التسعون بالمئة من اراضي اليمن… فلم نشاهد ان مدينة ما او قرية معينة قد تم تدميرها بالكامل، واجبر اهلها على مغادرتها سواء من خلال قصفها بالطيران او بالمدفعية والصواريخ لتمهيد دخول قوات الشرعية اليها..في حين اننا نرى ان القوات الروسية الجوية والايرانية المتنوعة الانتماء والجنسيات تقوم بنتميرالمدن والقرى قبل الدخول اليها واجبار اهلها وسكانها على مغادرتها….دون تعداد القتلى والجرحى..؟؟
مدينة الحديدة على اهميتها الاستراتيجية تتريث القوات الشرعية في الدخول اليها عنوة، واوقفت القصف الجوي والمدفعي حتى لا تصيب السكان المدنيين بالاذى في حين ان ما شاهدناه ولا زلنا نشاهده في سوريا هو الدخول عنوةً الى اية مدينة يقرر التحالف الروسي – الايراني الدخول اليها بعد تدميرها على روؤس ساكنيها…ومشاهد الدمار تنطق بوضوح ومخيم اليرموك اكبر دليل…
لم يحدث ان شاهدنا القوات اليمنية الشرعية وقوات التحالف العربي تقوم بسرقة المنازل والممتلكات من اية مدينة او قرية تم الدخول اليها… في حين اننا نشاهد ميليشيات الاسد الطائفية والقوات الايرانية تقوم بسرقة الممتلكات علناً وامام كاميرات التصوير الصحافية دون رادع او وازع…فيما يطلق عليه في سوريا (التعفيش)…
آلالاف من مواطني سوريا ابتلعهم البحر الابيض المتوسط وهو يسعون للمغادرة بطريقة غير شرعية، مخاطرين بحياتهم الى اوروبا، هرباً من حاكم دمشق المدعوم من قبل روسيا وايران.. ولم نشاهد آلاف او حتى مئات من اليمنيين يخوضون غمار البحر او البر للمغادرة ..؟؟؟ ولم نلحظ مئات المخيمات التي اعدت لنازحين من اليمن كما نرى مخيمات النازحين السوريين..!!
رغم ضراوة الحرب واستخدام الصواريخ الايرانية الباليستية ضد مدن المملكة العربية السعودية.. وضد بعض المدن اليمنية…ورغم قساوة المواجهات لم نشاهد ملايين ولا حتى آلاف اليمنيين يغادرون مناطقهم او يفرون امام الجيش الشرعي الذي يتقدم بخطوات حذرة.. في حين ان 12 مليون مواطن سوري تم تهجيره او قام بالهجرة في الداخل السوري او الى دول اوروبا وغيرها …بسبب اقصف الهمجي الذي تمارسه هذه القوات البربرية..؟؟
ميناء الحديدة وقبله عدد من الموانيء البحرية اليمنية كما مطار صنعاء لا زالت مفتوحة لاستقبال السفن والطائرات، بالتنسيق مع دول التحالف العربي والشرعية اليمينية، حت يبقى تدفق الغذاء والدواء طبيعياً الى الداخل اليمني الذي لا يزال بيد ميليشيا الانقلابيين الحوثية..في حين ان تحالف روسيا – ايران، يفرض حصاراً خانقاً على المناطق المعارضة في سوريا ويمنع عنها كل شيء من غذاء ودواء وماء حتى تستسلم او يتم تهجيرها الى الشمال السوري..؟؟
لم يتم الاعلان يوماً عن ان دول الحالف العربي او الشرعية اليمينة قد استخدمت اسلحة محرمة دولياً او مواد كيماوية لضرب ميليشيا الحوثي الانقلابية… في حين ان في سوريا استخدم التحالف الروسي – الايراني كافة انواع الاسلحة تحت اسم ميليشيا الاسد.. بل عملت روسيا على تعطيل التحقيق الدولي وعرقلته وهددت بعواقب وخيمة في حال تمت ادانة الاسد..؟؟
لم يصدر فياليمن قانون رقم عشرة الذي يتيح للشرعية اليمنية مثصادرة املاك اليمنيين المعارضين او النازحين او غير ذلك… فيحين ان تحالف روسيا – ايران قد قام باصدار القانون رقم عشرة متستراً بنظام الاسد لمصادرة املاك السوريين المعارضين والنازحين والمهاجرين والجرافات تعمل على تهديم المباني وتجريف المناطق السكنية وتوسيع املاك ايران في محيط دمشق…
يتم الحديث باستمرار عن ازمة مالية خليجية نتيجة الانخراط في الحرب اليمنية لتحريرها من رجس الطغيان الايراني..طبعاً لا يوجد حرب دون كلفة مالية وباهظة جداً…؟؟ في حين ان الازمة المالية الايرانية نتيجة تورطها في حروب عديدة في المنطقة من بينها اليمن وسوريا والعراق وغيرها..قد تسببت بازمات مالية واقتصادية خانقة للنظام الايراني… واخر الارهاصات هو استجاء ايران لدولة المانيا للافراج عن مبلغ 300 مليون يورو من اموالها.. وهو مبلغ زهيد جداً ولكن الدولة الايرانية المفلسة بحاجة لاي مبلغ ولو ان بسيطاً…؟؟
هذه بعض النقاط التي نرى من الضرورة ان نشير اليها..نتيجة ممارسة سياسة التغيب والتجهيل والظهورالايراني – الروسي بمظهر المنقذ والحريص على الامة الربية والاسلامية في حين ان العكس تماماً ه الصحي ولو انفق جزء من المال الايراني لبناء المنطقة وتطويرها لكان افضل بكثير ولمصلحة الجميع العالم العربي وايران.. ولكانت دول التحالف العربي غير مضطرة للدخول في اتون هذه الحروب، وبالتاكيد كان سيكون مستقبل سوريا واليمن والعراق افضل بكثير، اضافة الى لبنان الذي يعاني من ازمة اقتصادية خانقة نتيجة سياسات حزب الله التي تضع لبنان في خانة المراقبة والمتابعة المالية والسياسية الدقيقة نتيجة ما يعيشه من فوضى سياسية وقلق امني… بسب تورطه في هذه الحروب نتيجة انخراطه في محور يران وخدمة سياساتها…

السابق
أقلام حاقدة لن تنال من «فنجان القهوة» السعودي
التالي
الاقتصاد اللبناني يهتزّ تحت وطأة تعثّر تأليف الحكومة