أقلام حاقدة لن تنال من «فنجان القهوة» السعودي

ميليشيا إيران الإلكترونية تعلي العقيرة ضد نجاح الدبلوماسية السعودية. سفارةُ طهران مركزُ فرزٍ وتخريب ، وسفارةُ المملكة منطلقُ تعاونٍ وبِناء

لم يكد القائم بالأعمال السعودي السفير المفوض وليد البخاري ينجز اللقاء الثاني من مبادرته للحوار مع الإعلاميين والناشطين على وسائل التواصل الإجتماعي تحت عنوان “فنجان قهوة 2″ حتى علت عقيرة الميليشيات الإلكترونية و”زعران المقاومة” بالهجوم والتشويه وإبداء الغيظ والحقد على المبادِرِ وعلى المشاركين ، في محاولةٍ منهم لإفشال هذا النشاط المميز وتخويف المشاركين فيه وتعريضهم للتشهير والإحراج ومحاولة إحباط إستمرارية هذا التواصل الإيجابي غير المسبوق الذي يسجل للبخاري.

• هدف مبادرة “فنجان قهوة”

في 24 نيسان 2018 أعلن الوزير المفوض وليد البخاري أن “سفارة السعودية في بيروت تعتزم تدشين مُبادرة “فنجان قهوة”، كمنصة إعلامية لتواصل الصحافيين بنخبة من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في لبنان”، موضحاً “أنّنا اخترنا القيام بالمبادرة لأنّنا لاحظنا في الفترات الأخيرة، الكثير من الرسائل الإعلامية المشوّهة الّتي يتمّ تحويرها. وهذه المنصة هي للتواصل المباشر بين الوسائل الإعلامية والصحافيين والمراسلين، ومصادر المعلومات، أي السفراء المعتمدين في لبنان”.
وفي الأيام القليلة الماضية نظمت السفارة السعودية في لبنان، ملتقى “فنجان قهوة 2” بعنوان “ثقافة التواصل ومناهضة فكر التطرف والتعصب”، الذي جمع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بمجموعة من السفراء والديبلوماسيين العرب الذين إلتقوا في الملتقى الأول مع صحافيي جريدة “النهار”.

وشارك في الملتقى، إضافة إلى القائم باعمال السفارة السعودي الوزير المفوض وليد البخاري، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، النائبان سامي فتفت وديما جمالي، عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الكويت عبد العال القناعي، إضافة إلى ‏‏أكثر من 50 ناشطا على مواقع التواصل الاجتماعي من غالبية المناطق اللبنانية، ومن مختلف التوجهات والنشاطات.

• الرؤية السعودية للشباب والدبلوماسية الرقمية

أكد البخاري أن “فنجان قهوة 2″ يستعرض دور الشباب والشابات النشطاء الذين لهم دور رائد على وسائل التواصل الاجتماعي، والكل يدرك ان سبب وجوده اليوم هو ليلعب دوراً في تعزيز ونشر الثقافة الايجابية التي تعكس أهدافا إنسانية داخل كل مجتمع، وبالتالي فإن المملكة العربية السعودية، خصوصاً في رؤيتها 2030، إرتأت ان تدعم الفكر العربي، أينما كان وتحصنه من أي أفكار ضالة، تؤثر على حياته وتفاعله في هذه المجتمعات”.
وشدد البخاري على أن “وزارة الخارجية السعودية تدرك أهمية الدبلوماسية الرقمية وأهمية التواصل والتواجد في كل وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك إرتأت السفارة أن تدشن ملتقى “فنجان قهوة 2″ ليستعرض هذا الدورفي الساحة الاعلامية اللبنانية، نعزز نشر ثقافة التعايش السلمي وتنمية الانسان ومحاربة الفكر المتطرف”.

• عناصر حملة الميليشيا الإيرانية

لم يقدّم المنفلتون في حملتهم على الوزير البخاري ومبادرته جديداً ، فهي إزدحمت بالشتم والقدح والذم ، ولم تحمل أي مضمون سياسي ذي قيمة ، بل عكست توجهات “حزب الله” المستنفر والمتأبط شراً تجاه أي حركة تأتي من السفارة السعودية ، حتى لو كانت مجرد حلقات حوار ونقاش مفتوحة.

• حصار الدبلوماسية السعودية

يهدف “حزب الله” إلى محاصرة الدبلوماسية السعودية والسعي لشلّ حركتها ومحاولة إقناع الرأي العام أن لبنان والخارج بات مستعمرة إيرانية ، لا يحقّ لأحد التحرك فيه ، إلا بإذن المفوض الإيراني القابض على السلطة ، وخاصة بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة ، التي جرت على أساس قانون تم إقراره بالإكراه السياسي ، وأعطى “حزب الله” وأتباعه أغلبية في المجلس النيابي ، وهو ما إعتبره أكثر من مسؤول إيراني بمثابة إنتصار وإتمام سيطرة على بلدنا.

• السفارة الإيرانية: مركز التحريض والإنحياز

يدرك “حزب الله” أن السفارة الإيرانية غير قادرة على التعاطي مع النسيج اللبناني وأنها مجرد ثكنة عسكرية تمثل أحد أشكال الإحتلال الإيراني للبنان وهي بكل الأحوال لم تمارس أي نوعٍ من أنواع التواصل الجدي مع الأفرقاء اللبنانيين ، بل دأبت على تكون مركزاً للتحريض والتجنيد لمجموعات وفئات يربطها بالحرس الثوري رباط المال والتبعية والحقد على العروبة وأهل السنة ، وعلى الأحرار من المسيحيين والموحدين الدروز والشيعة..
لم يعرف اللبنانيون عن السفارة الإيرانية أنها نظمت ملتقى إعلامياً متنوعاً أو مؤتمراً إقتصادياً أو فتحت حواراً حول الواقع اللبناني ، حتى مع أتباعها ولو من حيث الشكل ، لأن الأساس عند مرجعيتها الأمر والإتـّباع والإملاء ، وليس الحوار والنقاش وتقصّي الحقائق وتوضيح الوقائع وتصحيح المسار ، كما يفعل الوزير البخاري ممثلاً الدبلوماسية السعودية..

• أتباع إيران: الولاء لطهران.. السعودية لحفظ السيادة

قال أحد مشعوذي الممانعة:”فلنقلب المشهد ولعب الأدوار ونضع السفير الإيراني في هذه الصورة مع شباب لبنانيين نشطاء وإعلاميين ، هل ستبتلعون ألسنتكم يا مدعي السيادة وتصمتون وتعتبرونها من حرية العمل السياسي والدبلوماسي؟”.
الواقع أن الحوار المفتوح مع الدبلوماسيين بالتأكيد ليس من الممنوعات لا في القانون ولا في العرف ، لكن هل تناسى هذا المشعوذ كيف يتقاطر أتباع إيران إلى سفارتها في مناسبات قيام الثورة أو وفاة الخميني أو غيرها من مناسباتٍ لا ناقة للبنان بها ولا جمل ، ليعلنوا مبايعتهم للولي الفقيه في طهران ، وهو الحاكم لهم في بلدٍ غير بلدهم ويعطونه كامل الولاء على حساب إنتمائهم لوطنهم لبنان ؟
في المقابل، تؤكد الدبلوماسية السعودية الحفاظ على الكيان والدولة والسيادة اللبنانية وعلى دعم المؤسسات الشرعية الدستورية والأمنية والمالية والإقتصادية.

• كذبة شراء الذمم: المال الإيراني المخرب

أثار مشاغبو الممانعة قضية شراء الذمم ، متجاهلين أن معارضي إيران في لبنان ومنذ سنوات صامدون على قناعاتهم وثوابتهم بدون أي دعمٍ داخلي أو خارجي ، وأن موضوع المال بات من المواضيع السمجة التي يستخدمها الحزب ، بعكس مجموعات الممانعة التي تستلم مخصصاتها الدورية من “المال النظيف”!

• التباكي على اليمن.. والإجرام في سوريا

إلا أن أسوأ وأوقح ما إستخدمه الميليشيون الممانعون هو تباكيهم على اليمن ، وتعاطيهم وكأن هذا البلد العربي الأصيل هو مستعمرة إيرانية فارسية ، يتولون النطق بإسمها ويتصرفون على أنها من ممتلكات وليّهم الفقيه ، بينما يخوض التحالف العربي وعلى رأسع المملكة العربية السعودية وقوات الشرعية والمقاومة اليمنية حرب تحرير ضد إحتلالٍ تلبّس لبوس الحوثية وتقمّص شخصيتها ، وأدارها حرب تخريب وتدمير بغية الوصول إلى الحدود مع السعودية وبدء مرحلة إستهداف جديدة للمملكة.
تباكى الممانعون على أطفال اليمن ، وهم ضحية الغدر الحوثي الإيراني ، ولهؤلاء نذكرهم بما فعله مجرمو “حزب الله” في سوريا عندما قاموا بضرب المرأة ضرباً مبرحاً وخلعوا حجابها وقاموا بتعرية إبنتها بعد وضع القيود في معصميها ومن ثم إشعال النار في رأسها وجسدها في مخيم اليرموك كنموذج عن سقوط قناع اللطف الخبيث الذي يرتديه هذا الحزب الناشر للدمار والتهجير من سوريا والعراق وليس إنتهاءاً باليمن.

• كذبة الدونية.. الساقطون ينظرون إلى غيرهم كأنفسهم

كتب بعضهم أن المشاركين في مبادرة “فنجان قهوة 2” يشعرون “بالدونية تجاه رجال النفط” ، وهم بهذا يقعون في حفرة الكذب الصراح ، لأن مجمل من يشارك في هذه المبادرة هم من أصحاب الصوت العالي المتمرد على الواقع ، الرافض للتسويات ، أو من أصحاب الهوية الثقافية المتميزة ، وفي المقابل ، لا يستطيع أحد أن يشكّك في تواضع وإنفتاح وقدرة الوزير البخاري على نشر المودة والمحبة وحسن الخـُلُق وأدب التواصل الجم..
وهذا التهجم على البخاري هو أحد أسباب فشل حملة الميليشيا الإلكترونية لـ”حزب الله” لأنه حمل كذباً مكشوفاً ، فكانوا كمن كذب الكذبة وصدقها ومشى بها بين الناس.

• فرية التآمر في عدوان تموز: “لو كنت أعلم”!!

ومن الكذبات المموجات ذلك الزعمُ الباطل بالتآمر على الحزب في حرب تموز 2006 ، وكأن السعودية هي التي أوعزت لحسن نصرالله بإختطاف الجنديين الصهيونيين وفتحِ مواجهةٍ قال عنها إنه لو كان يعلم تداعياتها لما قام بها.. ويصل الإنكار هنا ذروته بعد أن ساهمت السعودية في إعمار بيوت الجنوب والضاحية ، التي لا ينفكّ أصحابها عن شتم من أعاد إعمار بيوتهم وأعاد لمّ شمل أسرهم بعد شتات العدوان.

ولم ينسَ بعضُهم المتاجرة بغزة التي تركها الإيرانيون تحت القصف والإبادة الصهيونية مراراً وتكراراً من دون أن تطلق صاروخاً واحداً على كيان العدو ، رغم أن قيادات طهران تؤكد أنها قادرة على إزالة الكيان في ساعات معدودة..

• الدواعش أبناء إيران البررة

زعم المشاغبون الممانعون أن “السعودية شجعت الدواعش لقتلهم” ، وتناسوا أن زعيهم (نصرالله) أخرج الدواعش وأخواتهم من جرود لبنان بباصات “المهدي” المكيفة” ضامناً لهم “طيب الإنتقال” إلى سوريا منقذاً إياهم من أي محاسبة عن قتلهم لشهداء الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي..
ولا ننسى أنه سبق لأمين عام”“حزب الله” حسن نصرالله أن كشف في كلمة له بتاريخ 12 أيار 2017 ، أن إيران وأحزابها تتبع إستراتيجية واضحة تتمثل في السماح لتنظيم “داعش” بالدخول إلى المدن والبلدات (السنية) ثم يدخلون إليها ويدمرونها.. وهذا ما حصل من عين العرب وصولاً إلى الموصل والكثير من المدن السورية.. إلى درجة يمكن القول بأن الدواعش هم “أبناء إيران البررة”!

• خلاصة

أخيراً ، قال أحد الممقاومين مهدّداً:”قهوتكم مردودة وأيامك صارت معدودة” ، ونحن نقول لهم:”قهوتكم مقبولة وأيادينا ممدودة ومودتنا غير محدودة..”.
تقود الدبلوماسية السعودية حركة ناشطة في مختلف المناطق ومع شرائح متنوعة في لبنان ، وتقيم جسور التواصل بين النخب ومواقع العمل الدبلوماسي ، وهي مبادرةٌ رائدةٌ بكل معنى الكلمة ، ولعل أفضل ردٍّ على المتحاملين عليها هو توسيعُها جغرافيا ونوعياً ، والإستمرار بها . فأهلا وسهلا بمعالي الوزير البخاري في ربوع لبنان وبين أهله ، ولو كره الكارهون ، ومهما تحامل الحاقدون…

 

إقرأ أيضاً: «فنجان قهوة» يحط في برمانا : البخاري يفتتح حواراً بين ناشطي السوشيل ميديا والمشنوق

السابق
سوريا على توقيت ساعة كوهين
التالي
مقارنة بين دور التحالف العربي في اليمن وممارسات التحالف الروسي – الايراني في سوريا..