نهاية سعيدة «لأطفال الكهف» في تايلاند والفرحة عمّت العالم أجمع

ما هي القصة الكاملة للأطفال المحاصرين في كهف مغمور بالمياه منذ أسبوعين في تايلاند، والتي انتهت بانقاذهم بطريقة اسطورية أثارت الملايين حول العالم الذين تابعوا خلال 18 يوما عبر الوكالات ومواقع التواصل عملية الانقاذ لحظة بلحظة.

يوم السبت الواقع في 23 حزيران، قرر نحو 12 لاعباً من فريق كرة القدم مع مدربهم  الاحتفال بعيد الـ 15 لاحد اللاعبين، من خلال رحلة استكشاف لكهف يدعا ” ثام لوانج” الواقع في منطقة “تشيانج راى” التايلاندية والذي يمتد على 10 كيلومتراً وهو وعر ومسالكه معقدة.

وبعد المباراة انطلقت رحلة الاستكشاف بقيادة المدرب، حيث وصلت المجموعة إلى الكهف، وبدأ الفريق بالدخول إلى ” ثام لوانج” بحذر ليتمكنوا من قطع مسافة  3 كيلومتراً لتبدأ بعدها  الامطار بالهطول بطريقة غزيرة ويحصل فيضان ويضطر المدرب والاطفال من الصعود إلى منطقة صخور مرتفعة موجودة داخل الكهف تدعى “باتايا” لكي لا تتمكن المياه من الوصول إليهم، ولكن المياه حاصرتهم من كل اتجاه.

بعد يوم من فقدان الفريق الذي يتراوح اعمار اعضائه بين 11 إلى 16 عاما بقيادة مدربهم البالغ من العمر 25 سنة ، بدأ الاهالي والغواصون وعناصر خاصة بالقوات البحرية التايلندية إلى جانب غواصين من استراليا والصين الذين انضموا اليهم فيما بعد، بالبحث عن الاطفال المفقودي ومحاولة انقاذهم ، هذا وتم الاعلان فيما بعد ان حوالي 30 من افراد القوات الاميركية في المحيط الهادئ انضموا لعميلة الانقاذ.

وبعد 9 ايام تمكن غواصون بريطانيون محترفون من العثور على الفريق، لتعم الفرحة بعد ان كانت قد سادت حالة من الحزن بين اقارب واهالي الاصدقاء المفقودين، بعد ايام من البحث دون جدوى.

ولكن العملية بحسب حاكم إقليم تشيانج لم تنته بسبب التحديات والتي هي: موسم امطار والمياه التي ستزيد بالرغم من عمل المضخات 24 ساعة على إخراج المياه من الكهف ، اما التحدي الثاني فهو طول المسافة وصعوبة الغوص في الكهف حتى للغواصين المحترفين، لانه يوجد في الكهف ممرات ضيقة لدرجة ان عبوة الاوكسيجين لا تستطيع المرور مع الغواص.

اما بالنسبة لحالة الاطفال فقد تمكن طبيب من الدخول إليهم وتغذيتهم من خلال إدخال كميات من الطعام وعالج إصابتهم الطفيفة.

إقرأ أيضاً: إرتفاع حصيلة السيول في اليابان إلى 141 قتيلا

ولكن الامر المحزن بحسب ما أعلنه الجيش التايلاندي هو ان عملية اخراجهم قد تستغرق شهوراً، و ليس امامهم سوى تعليم الاطفال والمدرب الغوص بالرغم من مخاطر هذه العملية، لان لا احد منهم يتقن السباحة عدا ان المكان مظلم، وقد أعلن الجيش التايلاندي انه سيتم تزويد الصبيان بطعام قد يكفيهم لأربعة أشهر على الأقل.

غير انه لاحقا، أعلنت السلطات انها تمكنت من تقليل نسبة منسوب المياه بشكل ملحوظ ولكن المشكلة هو ان الامطار قادمة في نهاية الاسبوع ما يعني ان منسوب المياه ستعود للارتفاع، لذلك تم إعلام الغواصين بفشل المهمة، وان يتحضروا من أجل إخلاء الكهف قبل يومي الجمعة والسبت وانهم لن يتمكنوا من انقاذ اي طفل.

ولكن الامر الطريف ان الاطفال بالرغم من حالتهم الصعبة إلا أنهم سألوا احد الغواصين عن كأس العالم ونتيجته، فأخبرهم ان الفرق العملاقة قد غادرت، لتقوم الفيفا بعد سماعهم بالحادثة بدعوة الاطفال والمدرب إلى  نهائي كأس العالم 2018 في روسيا.

الخبر المحزن الذي صدر فيما بعد هو ان عامل انقاذ وجندي سابق من  القوات البحرية التايلندية يدعى ” سامارن كونان” توفي بعد ان فرغت العبوة التي يحملها من الأوكسيجين.

وبعد حادثة الوفاة اعربت السلطات عن قلقها من تراجع نسبة الاوكسيجين في الكهف بسبب وجود عدد الكبير للغوصين بداخله.

ويذكر ان احدى المزارعات التي تدعى بـ ماي بو جتيتشان تطوعت للوقوف امام الكهف والطبخ لعدد الهائل من المتطوعين بالرغم من ان مزرعتها قد تضررت جراء المياه التي تم ضخها من الكهف.

ولاحقا تم حلّ مشكلة الاوكسيجين من خلال تركيب خط انبوب يزود الكهف ومكان الاطفال والمدرب بالهواء.

موقف الاهالي من المدرب:

قام مدرب الفريق بإرسال رسالة إلى ذوي الاطفال يتضمن إعتذارا عما يتعرض له أطفالهم ولكن الامهات والآباء أكدوا أنه لا ينبغي يلام المدرب.

وأعلن احد الاباء عن ثقته بالمدرب الذي ساعد الاطفال داخل الكهف من خلال تمكين الاطفال من المحافظة على هدوئهم وتركيزهم وتحمل ما يحدث معهم.

وذكرت صحيفة الـ BBC أنه يجب اخراج الاطفال بالطريقة االتي جاءوا بها، وقال خبير الحفر الأسترالي كيلفن براون أن انقاذ الاطفال من خلال عملية الحفر هي جيدة ولكنها مليئة بالمخاطر.

ويوم السبت الواقع في 7 تموز أعلنت السلطات بإنه يجب اخلاء الموقع لتبدأ علمية الانقاذ.

وقال الحاكم السابق الذي يقود عملية الانقاد انه بالرغم من وجود بعض الاجزاء الصعبة حيث عليهم الانحناء والزحف ولكن بامكانهم المرور بعدما تمكنوا من تقليل مستوى المياه بمقدار 30 سم.

طريقة انقاذ الفريق:

قامت الحكومة التايلاندية  بنشر رسم توضيحي لأقنعة غوص كاملة على الوجه حيث كل 2 غواصين يرافقهم طفلاً واحداً تدلهم الحبال المعلقة على الكهف، اما عند مواجهة مسار ضيف سيتم اطلاق اسطوانة الاوكسجين من الخلف ويديرونها ببطء ويقودون الطفل من خلالها.

وتمكن فريق الانقاذ من انقاذ 8 من الصبية على ان تستكمل عملية الانقاذ،

هذا واشارت معلومات صحفية ان الاطفال لن يلبوا دعوة الفيفا بسبب وضعهم الصحي.

وأعلن “نارونجساك أوساتاناكورن” ان” في اليوم الاول أمضينا فيه 11 ساعة في الانقاذ، اما يوم امس امضينا 9 ساعات ونأمل اليوم من القيام بذلك بطريقة اسرع”.

ولكن يبدوان اليوم ستكون عملية الانقاذ ابطأ بسبب منسوب المرتفع للمياه،

ومازالت عملية الانقاذ مستمرة حيث تم التأكد من انقاذ الطفل الحادي عشر، واعلن التلفزيون الرسمي في تايلند ان ” الطفل الثاني عشر قد اقترب من الخروج”، مشيراً إلى أن الطفل الحادي عشر الذي تم انقاذه هو الأصغر، إذ يبلغ من العمر 11 عاماً”.

واليوم الثلاثاء، جاءت البشرى وأعلنت السلطات التايلنديا عن خروج جميع فريق كرة القدم البالغ عددهم 13 من الكهف لتنتهي بذلك عملية الانقاذ التي دامت حوالي 18 يوماً.

إقرأ أيضاً: تعرّف على معبد «التنين» في مدينة سامفران – تايلاند!

واشار رئيس الوزراء التايلاندي  إلى أن الاطفال سيتلقون دواء مضاداً للقلق لازالة التعب والارهاق النفسي الذي حلّ بالاطفال.

اما مسؤول في وزارة الصحة التايلاندية، فقد اعلن أنه لن يكون هناك “عناق أو لمس” للأطفال حتى تثبت اختبارات الدم أن الأطفال يخلون من العدوى.

السابق
الحريري: المشكلة القائمة حكومياً يُمكن حلّها وعلى الافرقاء أن يركزوا على البلد وليس الحصص
التالي
قيادة القوات عممت على مسؤوليها بعدم الرد على اي تهجم تتعرض له