اتفاق معراب… هل يقوم بعد الصلب؟!

اتفاق معراب
كشف حزب القوات اللبنانية اتفاق "معراب"، فانكسرت الجرة ووصلت المشاحنات إلى أقصاها.

“انكسرت الجرّة”، فتحوّل اتفاق معراب “السرّي”، إلى مائدة مكشوفة تظهر في خفاياها عملية المحاصصة والاستثئار بالصوت المسيحي التي قام عليها الاتفاق!
القوات لم تكذب خبراً، استجابت لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والذي قال في حديث لقناة الـmtv، أنّه يتمنى إعلان اتفاق معراب الذي وقعه هو شخصياً وليس الرئيس عون، رامياً بأسهم انتقاداته على حزب القوات ومتهماً إياه بأنّ لا عمل له إلا مهاجمة وزراء التيار وذلك في خرق للهدنة التي اتفق فيها الإثنان على سحب الخلاف من التداول الإعلامي!

انطلاقاً من ذلك كانت القوات السباقة، فقالت لـ”باسيل” لك ما تريد، وعلى هذا المنوال عرضت قناة الـmtv الشق السياسي من “اتفاق معراب”، والذي يظهر توقيع باسيل على بند المناصفة في المقاعد الوزارية المسيحية بين القوات والتيار، مما أدّى إلى اشتعال جبهة بين الطرفين بدأت سياسياً لاسيما بتغريدات النائب زياد أسود التي خرجت في مضامينها عن اللباقة واللياقة، وصولاً إلى الناشطين، فما بين “القوات خانت معراب”، و”القوات صانت معراب”، كان المناصرون يتبادلون الاتهامات فيما بينهم، وكلّ يشدّ لناحية زعيمه وتياره!

اقرأ أيضاً: الحريري يستأنف المشاورات وبكركي تدخل على خط الوساطة بين التيار والقوات

وفيما تساءلت المصادر عن ازدواجية التيار الوطني الحر في التعامل مع الاتفاقيات التي يوقعها، فالتيار نفسه الذي يحمي اتفاق مارمخايل برموش العين، ثبت بالدليل القاطع أنّه قد نكث باتفاق معراب في بنود وقع عليها الوزير باسيل نفسه، أشارت في المقابل مصادر التيار الوطني الحر إلى أنّ القوات هي التي أخلّت بتعهداتها في حكومة العهد الأولى وكانت تظهر وكأنّها تسعى لمقاسمة رئيس الجمهورية صلاحياته لا لدعم العهد!

إلى ذلك أشارت معلومات إلى أنّ بكركي ستدخل على خط التهدئة بين الطرفين، عبر دعوة ممثلين (نواب أو وزراء) من طرفي التفاهم إلى الاجتماع في صرحها لترطيب الأجواء ومحاولة معالجة ما حصل، ولفتت المعلومات إلى أنّ سيد بكركي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراع لن يرضى بعودة الأمور إلى مربّعها الأول، وبالتالي عودة التشنّج والاحتقان بين المسيحيين.

من جانبه لم يرَ النائب في كتلة القوات اللبنانية العميد وهبي قاطيشا أنّ اتفاق معراب قد سقط، مؤكداً في حديث لـ”جنوبية” أنّ “اتفاق معراب هو مصالحة تاريخية بين فريقين، وهذه المصالحة هي ملك الشعب اللبناني ولا أحد بإمكانه التخلّي عنها، فيما الخلاف اليوم هو فقط حول الحصص الوزارية وتجاوز السلطة”.

وأضاف “هذا لا يلغي اتفاق معراب، فالاتفاق ثابت”.

وهبي قاطيشا

 

وعند سؤاله عن مصير الثقة بين الطرفين، في ظلّ الاتهامات المتبادلة بالنكث بالاتفاق قال قاطيشا “باسيل هدد بفضح الاتفاق، فقمنا بإعلانه نحن وإعلان البنود التي لم يلتزم بها، المشكلة هي حصراً بيننا وبين باسيل كشخص، وخلاف حزب القوات اللبنانية ليس بالعلاقة مع رئيس الجمهورية الذي نكنّ له كل الاحترام والتقدير وإنّما بالعلاقة مع رئيس التيار”.

وفي الختام أكّد نائب القوات أنّه “في حال أراد رئيس التيار التسلط على صلاحيات الجمهورية فإننا سنرفض ذلك، لاسيما وأنّ باسيل يتصرف حالياً على أساس أنّه يتسلط على صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة”.

الصحافي والمحلل السياسي جوني منير، رأى من جانبه أنّ الأمور بين التيار والقوات قد وصلت إلى الذروة، وأنّ كلاهما قد قتلا اتفاق معراب وخرجا منه على عكس التصريحات الصادرة.

وأضاف منير في حديث لـ”جنوبية”، “لم يعد هناك حاجة في المرحلة الحالية لاستمرار الاشتباك السياسي، وهذا سيتم إيجاد أكثر من مخرج له من بين هذه المخارج المبادرة التي أعلنتها بكركي، فالتهدئة مطلوبة، ولا بد من تثبيت هدنه لمتابعة المفاوضات في الحكومة، إضافة لكون الاشتباك قد استنفذ غايته والآن يجب خفض السقف لمصحلة الطرفين”.

هذا وأشار منير إلى أنّ الطرفين قد ضربا اتفاق “معراب”، وأنّ كلاهما قد سعيا لقتله بالرغم من إنكارهما، معتبراً أنّ هناك توافق ضمني لدى الإثنين أنّ اتفاق معراب قد استنفذ مصلحته.

اقرأ أيضاً: القوات تكشف بنود «إتفاق معراب» وفرصة الإنقاذ الأخيرة برسم باسيل

أما فيما يتعلق بتراشق الاتهامات فقد أوضح منير أنّ “هناك فريقاً يعتبر أنّه قد انجز الشق المتعلق برئيس الجمهورية وبمرحلة حكومة العهد الأولى بوالتالي ما من إمكانية للاستمرار في ظلّ عدم وجود التوافق السياسي، فيما هناك فريق ثاني هو على يقين من أنّ الفريق الأوّل لن يعطيه الحصة التي يريدها، لاسيما أنّ هناك انتخابات رئاسية قادمة وكل من الطرفين يستعد لها، وبالتالي لماذا سيربط الفريق الثاني نفسه باتفاق لا ينفذ”.

وفي الختام شدد الصحافي والمحلل السياسي جوني منيّر أنّ الطرفين يريدان الخروج من معراب، لافتاً إلى أنه لا يمكن قراءة التوقيع على هذا الاتفاق بعمق، لكونه قائم على محاصصة لا على عناوين سياسة، او مشروع سياسي، أو أي بعد استراتيجي.

السابق
السياحة في لبنان: السائح الخليجي مفقود والتعويض بالأوروبي 20%
التالي
التلفزيون الإيراني: مساعد المرشد الإيراني إلى موسكو غداً