السياحة في لبنان: السائح الخليجي مفقود والتعويض بالأوروبي 20%

كيف يقيّم نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر الوضع السياحي في لبنان؟ وهل ترجم هذا الإنفراج السياحي في الحجوزات بالفنادق؟

يعتبر القطاع السياحي في لبنان من أهم الركائز الإقتصادية بحيث يدخل ما يقارب 2 و3 بلايين دولار، ما يساهم في النمو الإقتصاد وتطوره، بعدما كان القطاع يُدرّ في السنوات الأخيرة نحو 800 مليون دولار.

وعلى الرغم إمتلاك لبنان مقومات وأماكن سياحية كثيرة فضلا عن تميزه بمناخ معتدل يجذب السياح، إلا أن الموسم السياحي شهد في السنوات الماضية تراجع سببه الأوضاع الأمنية والسياسية الظروف الإقليمية المحيطة بلبنان وهو ما كفيلا بخسارة الإقتصاد أهم مورد مالي خصوصا مع خسارة السوق السياحي الخليجي بعد الحظر الذي فرضته دول الخليج لأسباب سياسية.

اقرأ أيضاً: 5 مواقع تراثية وطبيعية ودينية عليكم زيارتها في بلدة دوما البترونية

يؤكّد وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان لـ “جنوبية” أن ” عام 2017 كان مزدهرا سياحيا وكان أفضل ثاني عام بعد عام 2010 منذ 1951 من حيث السياحة، بالإشارة أن لبنان إستطاع النهوض بعد أزمة تراجع هذ القطاع وإنخفاض عدد السياح، أما عام 2018 في القسم الأوّل منه إستطاع لبنان أن يحافط على معدلات العام الفائت على أنه من المتوقع أن يكون الوضع جيدا خلال الأشهر الستة القادمة من ضمنهم شهر حزيران، خصوصا أن مطار بيروت يشهد إزدحاما كبيرا وهناك أعداد كبيرة من السياح وافدة إلى لبنان”.

وقد اعتمدت وزارة السياحة في لبنان في العامين الماضيين استراتيجية جديدة تقوم على أربعة محاور رئيسية: تعزيز وجهة لبنان وتسويقه لدى منظمي الرحلات السياحية الأجنبية، جعل لبنان مركزا للمؤتمرات والأعمال على الصعيد الإقليمي والدولي بالتعاون مع الشركات السياحية الإقليمية والدولية، تشجيع المغتربين اللبنانيين على زيارة لبنان، إعداد أدوات رقمية لمواكبة هذا التطور السياحي مع التركيز على إيجاد تعاون بين مختلف المؤسسات السياحية وتأمين مواقع مخصصة للسياحة الترفيهية والتجارية. وأطلق الوزير كيدانيان خلال زيارته فرنسا مؤخرا “الاستراتيجية السياحية الجديدة للتنمية السياحية”، انطلاقا من الأسواق الأوروبية والعالمية، من أجل جذب السائح الأوروبي ومن مختلف دول العالم إلى لبنان.

وبحسب ما كشف كيدانيان لموقعنا فإن “هذه الإجراءات كان لها نتائج ملموسة مع إزدياد أعداد السياح الأجانب من أوروبا واميركا بين 18إلى 20% بشكل عوض السوق الخليجي إلى حدِّ ما”.

وإلى جانب هذه الإجراءات انطلقت الشهر الماضي المهرجانات الثقافية والموسيقية في مختلف المناطق اللبنانية ومن المرتقب أن تتكثف منتصف هذا الشهر، وهي تشكل عاملا أساسيا جاذبا للسياح الأوروبيين والأميركيين، مع العلما بن عدد هذه المهرجانات تضاءل إذ لم تصل حتى الآن إلى 100 حفل.

فكيف يقيّم نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر الوضع السياحي في لبنان؟ وهل ترجم هذا الإنفراج السياحي في الحجوزات بالفنادق؟

يرى نقيب اصحاب الفنادق بيار الأشقر أن “السياحة اللبنانية ترتكز على السائح الخليجي وطالما أن حضوره خجولا فلا يمكن التعويل على الموسم السياحي، وأكّد في حديث لموقع “جنوبية” أن “هناك تحسن بالمقارنة مع العام الفائت بما يقارب 7 إلى 8%”. مشيرا إلى أن “ما يحدث هو تنويع السياحة اللبنانية بحيث لا يبقى الإتكال على السوق الخليجي وهناك توافد كبير للسياح الأجانبن”.

بيار الاشقر

ولفت إلى أنه “لا أحد يحلّ احد مكان الخليجي من حيث مدّة الإقامة في لبنان خصوصا خلال موسم الإصطياف بوقت يأتي الأجنبي إلى لبنان ليمكث لمدة 4 أو 5 أيام في وقت أن الخليجي كان يقيم لمدة شهر أو شهرين والفارق كبير، فصحيح أن أعداد السياح تزداد إلا أن المشكلة بمدّة الإقامة إلا في حال إزدياد عدد السياح إلى ما كان عليه عام 2010 بما يقارب ملينونان وثلاث مئة في حين ان التعداد حتى الآن هو مليون وتسع مئة ما من شأنه تعويض النقض بفترة الإقامة”. مشددا على أن “التقدم موجود إلا أنه ليس بقدر طموحاتنا وقدراتنا”.

وعن المهرجانات الثقافية والموسيقية في مختلف المناطق اللبنانية، رأى الأشقر أن “لا شيء يعوّض إلا بعودة لبنان إلى ما كان عليه في السابق وجهة سياحية أساسية للعرب دون مقاطعة من قبل الدول العربية الأسياسية لأن أهل الخليج هم العامود الفقري للسياحة في لبنان، مشيرا ” لا شكّ أن ما يقام على الصعيد المناطقي تفيد القرى فقط وتحسن السياحية الداخلية في لبنان ما يفيد الإنماء المتوازن، إلا أنه لا أحد يحلّ مكان الأعداد الكبيرة من السياح خصوصا الخليجيين”.

وأكّد “ليس هناك مقاطعة من قبل الدول الخليجية إلى لبنان إنما هناك تحذير من المجيئ، مشيرا إلى سفراء الدول الخليجية خصوصا سفير السعودية والإمارات يقومون بمساعدة لبنان بشكل كبير على الأرض وبإيجابية كبيرة”، وقد أقيم في هذا المجال على مدى خمسة أيام عدّة لقاءات إقتصادية مع عدد من السفراء العرب الذين تعاونوا مع الوفد بإيجابية معربين أن هناك بعض الأمور التي لا تزال عالقة.

اقرأ أيضاً: السيّاح الأوروبيون الى لبنان هذا الموسم

وعن مدى تأثر الفنادق في لبنان بسبب تراجع القطاع السياحي وإنخفاض عدد السياح خصوصا العرب، قال الأشقر إنه “فعليا لم تصل الأمور إلى إغلاق فنادق بل تم إقفال عدّة أقسام منها على صعيد الغرف أو المطاعم وهذه الإجراءات رافقها صرف لعدد من العاملين، لكن العام الفائت تم تجاوز هذه الأزمة وأعيد فتح الأقسام”.

وفي الختام أكّد الأشقر أنهم “متأملين خيرا على أمل أن تشكيل حكومة تؤدي واجبها تجاه لبنان خصوصا أن جميع الدول العظمى تنتظر الحكومة وشكلها التي يمكن أن تمنح الإستقرار السياسي للبلد حتى يتمّ إتخاذ القرارات المهمة كعودة الخليجيين إلى لبنان أو فتح أبواب إقتصادية أخرى للبلد”.

السابق
استقبال مهين للفريق البرازيلي بعد خسارته في مونديال روسيا 2018
التالي
اتفاق معراب… هل يقوم بعد الصلب؟!