الفحوصات المخبرية تبرّىء البحر اللبناني من التلوّث ومنطقة الجناح تستغيث

ما هي حيقيقة تلوث البحر والصور المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

مع كل موسم صيف، تعود الحملات التي تحذر المواطنين من حجم التلوث التي يغزو الشاطئ اللبناني بفعل مياه الصرف الصحي ومكبات النفايات التي تصب مياهها واوساخها في البحر دون وجود أي حسيب أو رقيب.

تحذيرات عديدة أطلقها رواد مواقع التوصل الاجتماعي من خلال نشر صور لأطفال وقعوا ضحية البحر الملوث جراء السباحة، تنذر بوجود كارثة حيقيقة يعاني منها الشاطئ اللبناني.

وفي المقابل إعتبر البعض ان الامراض الجلدية والبكتيريا التي يتم التحدث عنها مصدرها المسابح الخاصة، والهدف من هذه الحملة هي تشويه صورة البحر على حساب المسابح الخاصة.

هذا وكشفت نتائج الاختبارات الاسبوعية البكتريولوجية لمياه شاطئ الجامعة الاميركية التي التقطت عيناتها في 4 تموز أي قبل أيام، وصدرت أمس، ان مياه البحر “آمنة للسباحة”، فيما شككت معلومات صحافية بهذه النتيجة وتابعت حملتها حول تلوث مياه الشواطىء اللبنانية.

في هذا السياق، أكد نقيب المسابح الخاصة جان بيروتي أنه ” يوجد الكثير من الإشاعات والصور، عدا عن انتشار التقارير المتضاربة، التي منها إيجابية تؤكد وجود أماكن نظيفة صالحة للسباحة، ومنها سلبية تشير إلى أن الشاطئ اللبناني بأكمله ملوث، وبالتالي علينا ان نسأل عن تأثير هذه الحملات على السياحة في لبنان، خصوصاً أنه مع بداية كل موسم صيف تظهر حملات مشابهة تؤثر على الاقتصاد اللبناني”.

وأضاف بيروتي ” يوجد بعض الشواطئ الملوثة  بالقرب من المصارف الصحية، ولكن وجود مكب مجارير في رملة البيضاء أو في طبرجا لا يعني ان شاطئ الجية او جونية او جبيل او البترون ملوث”.

إقرأ أيضاً: تلوّث الشواطىء في لبنان… بين الحقيقة والإشاعة

وتساءل بيروتي، قائلاً ” لماذا لم تبداهذه الحملات في شهر ايار و لماذا تم الانتظار حتى الموسم الصيفي “، مضيفاً ” اذااذا  الهدف الاصلاح من أجل محاربة التلوث، فلما فلماذا لا يتم تسليط الضوء عليه خارج الموسم؟!”.

وفي سؤال اخير حول ان كانت حملة تشويه البحر الصحية هي لمصلحة المسابح الخاصة، أجاب نقيب المسابح جان بيروتي أن ” هذا الكلام غير منطقي بإعتبار ان المسابح الخاصة لديها أيضاً بحر مفتوح وبركة مياه”.

فندق الرملة البيضا يتسبب بتلوث شاطىء الجناح

ومن جهته يشكو نقيب الصيادين في الجناح ادريس عتريس من الاجراء الحديث المتعسف الذي تسبّب بنسبة ارتفاع التلوث في البحر مقابل شاطىء منطقة الجناح لتصل إلى 80% “.

وأضاف عتريس أن ” السبب يعود إلى انبوب الصرف الصحي الذي تم وضعه منذ اسبوعين”، مشيراً إلى أن” أنابيب الصرف الصحي الموجودة في منطقة الرملة البيضاء تم توجيهها بإتجاه شاطئ الجناح وسلطان ابراهيم ومن حينها تلوثت المياه واصبحت غير نظيفة”.

هذا وأكد عتريس ان ” هناك اشخاصا لديهم تقارير تؤكد ان ما حصل معهم من امراض هو من جراء مياه البحر في الجناح”، مضيفاً ” من أجل مشروع أحد الفنادق الذي أنشىء حديثا في منطقة الرملة البيضا، تم إغلاق الصرف الصحي هناك وتحويله باتجاه شاطىء الجناح، ما الحق الضرر بالمواطنين”.

إقرأ أيضاً: ما الهدف من إشاعة وجود سموم مميتة في بحر لبنان؟

مشيراً إلى أن ” المياه في الرملة البيضاء بالقرب من الفندق صافية ونظيفة ولكن حين نبتعد عن الفندق يظهر لنا تلوث المياه”.

وفي الختام أكد نقيب الصيادين في الجناح ادريس عتريس أن ” الشاطئ في الجناح ملوث ولا يمكن تنظيفه إلا في حال تم توقيف انابيب المصارف الصحية عن شاطئ المنطقة”.

اذن فتلوّث البحر في لبنان مصطنع وآني، وهو محصور في الشواطىء التي تصب فيها مياه الصرف الصحي، وبعد ان صدرت نتائج الفحوصات المخبرية من الجامعة الاميركية، نستطيع القول ان ما يحكى عن تسمم الشواطىء وتلوّثها بشكل عام لا يعدو كونه إشاعات تستسيغها وسائل اعلامية ومواقع الكترونية من أجل تسجيل بعض الاثارة، أو خدمة لأهداف مشبوهة يمكن ان تتضح لاحقا.

 

السابق
النفايات تغمر كفررمان… وأعضاء في البلدية يعتصمون!
التالي
تساؤلات حول «المعارضة الدولية» لعودة النازحين الى سوريا