الأزمة المسيحية بين التيار والقوات تعطل تأليف الحكومة

كيف سيؤثر نشر "الورقة السرية" المخفية لإتفاق معراب الموقع بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" على التأليف الحكومي؟

تشير المعطيات التي سادت في الساعات الأخيرة أن عملية تشكيل الحكومة أصبحت أشدّ تعقيدا، ولم يعد الرهان على عودة الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري من إجازتهما تكفي لإعادة حركة المشاورات سعيا لحلحلة العقد، خصوصاً مع اتساع الهوة بين الثنائي المسيحي “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية “.

إقرأ ايضًا: القوات تكشف بنود «إتفاق معراب» وفرصة الإنقاذ الأخيرة برسم باسيل

ورأت “الشرق الأوسط” أن عملية التأليف عادت إلى المربع الأوّل بعدما تم نسف الهدنة الإعلامية الي أرساها الرئيس ميشال عون بين الطرفين.

وقد شكّلت المواقف التي أطلقها مؤخراً رئيس “التيار الوطني” وزير الخارجية جبران باسيل مادة استفزازية لـ”القوات ” التي سارعت للرد عليها عبر تسريب مضمون اتفاق معراب الذي ظلت بنوده حتى يوم أول من أمس، غير معلنة.

وفيما واصل الطرفان الحرب الكلامية  والاتهامات المتبادلة والتشهير لليوم الثاني على التوالي تساءلت “النهار” عن مدى تأثير إحتدام العلاقة والعداء  بين الفريقين على شكل الشراكة في الحكومة المقبلة أو على مستوى الشارع وقواعد الحزبين.

 

وأشارت “النهار” أن المعركة بين “التيار” و”القوات” إنتقلت إلى  شاشات التلفزيون  بين قناتي “ام تي في ” و”ال بي سي آي “. وفيما كانت الـ “mtv” المحطة الأولى التي سربت مساء الخميس البنود الاساسية في “تفاهم معراب ” واتهمت “التيار الوطني الحر ” بخرقها، قامت المحطة الثانية مساء أمس بنشر نص التفاهم كاملا على موقعها الالكتروني وأوردت رداً لمصادر “التيار الوطني” على “القوات ” تتهمها فيه بخرق الاتفاق ووعدت بمزيد من الردود لاحقاً.

وأكّدت مصادر “التيار” لـ”النهار” إنهم لم يخرقوا التفاهم إنما “القوات”  هي من بدأت بالخرق وليس باسيل. ورأت ان “الخرق بدأ منذ سنة ونصف مع قيام القوات بعرقلة عمل الحكومة على الرغم ان الاتفاق ينص على  دعم  العهد عدا عن  موقف القوات حين استقال الرئيس الحريري معتبرين انها قائمة وهو ما يفسر بأنه انقلاباً على العهد، ثم رفض القوات التحالف مع التيار في الانتخابات النيابية وصولاً الى خرق الهدنة كليا عبر خرق مبدأ سرية الاتفاق ونشره”. وتساءلت كيف يمكن “القوات” ان تطالب بالمناصفة في الحكومة التي هي قيد التشكيل فيما هي من خرق الاتفاق السياسي؟.”

في المقابل مصادر من “القوات” عبرت لـ”النهار” عن “اطمئنانها جراء المواقف التي تبلغها جعجع مباشرة أو غير مباشرة من الثنائي الشيعي حيال موقفه من حصتها في الحكومة من حيث الحجم أو من جهة حصولها على حقيبة سيادية حتى لو كانت حقيبة الدفاع”. وهو ما ينفي بحسب رأي المصدر بإدعاء  “التيار” أن موقفهم  يعكس موقف الحزب عندما يرفض اسناد حقيبة سيادية الى “القوات”، وقالت مصادر مقربة من الحزب لـ”الجمهورية”: “إنه خلاف بين تيارين سياسيين، ولا علاقة لـ”حزب الله” به”.

وشددت المصادر على ضرورة تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، وكررت الموقف الذي أعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، بوجوب الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية يمثل فيها جميع القوى السياسية”.  مؤكدة أن “لا عقد خارجية على عملية التأليف  إنما هي داخلية، وقالت: “بالطبع هناك دولة إقليمية تعمل في سبيل تأخير التأليف، لكن مثلما نجحنا في وقت سابق بجعل موضوع رئاسة الجمهورية مسألة داخلية، يجب ان ننجح في ان يحصل تأليف الحكومة دون تدخّل خارجي”.

إقرأ ايضًا: جمود حكومي.. واهتزاز مساعي التهدئة بين القوات والتيار الوطني

وتساءلت “اللواء” إلى ما ستؤول إليه الأمور بعد  تسريب “الورقة السرية” المخفية بين القوات والتيار  وما تأثير ذلك على عملية تأليف الحكومة؟ وهل يمكن تشكيل الحكومة “دون القوات”؟ وهل يمكن أن يذهب الحريري إلى هذا الخيار”؟ وفيما لو إحتدم الخلاف إلى حدّ ان يلامس الدستور بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، وكلاهما دستورياً، يتعين ان يوقعا على مرسوم الحكومة العتيدة والبعيدة؟

السابق
«منتدى التكامل الاقليمي» في بيروت: للإنتقال من أتون النزاعات إلى التكامل
التالي
مرسوم التجنيس جُمّد للمرة الثانية