مضيق هرمز.. يقفل باب الخليج على نفط العالم

مضيق هرمز أهم ممرّ ملاحي لنقل النفط في العالم، إذ يمر منه نحو خمس استهلاك النفط العالمي يوميا. هل تنفذ طهران تهديدها وتقفله كرد على منع واشنطن نفط طهران من الخروج نحو دول اوروبا؟

مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن. يقع في منطقة الخليج العربي، ويفصل بين مياه الخليج العربي من جهة، ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر.

في أيار الماضي، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الذي يقضي برفع العقوبات عن إيران، مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وطلبت من الدول الاوروبية عدم شراء النفط الإيراني، اعتبارا من الرابع من تشرين الثاني، وإلا واجهت عقوبات اقتصادية.

اقرأ أيضاً: أمن مضيق هرمز

وكان الاتحاد الأوروبي، وهو أكبر مستورد للنفط من إيران، قد تعهّد بالحفاظ على الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بعد انسحاب واشنطن منه. الا ان طهران هددت على لسان رئيسها الشيخ حسن روحاني خلال زيارة له الى سويسرا بمنع صادرات نفط دول المنطقة إذا جرى منع طهران من تصدير نفطها.

ففي اتصال مع المحلل السياسي، أسعد حيدر، وردا على سؤال حول امكانية تنفيذ ايران لتهديداتها في اغلاق مضيق هرمز، قال لـ”جنوبية” إن “هذه التهديدات جزء من عمليات التفاوض التي تحصل، حيث يكبّر الحجر الايرانيون من اجل مزيد من التفاوض، والقول انهم سيقفلون مضيق هرمز الحيوي. والرئيس حسن روحاني بتهديده هذا يكون قد حقق هدفه بمزيد من الوحدة الداخلية، الا ان الحرس تلقف التهديد واعلن موقفه من خلال تأييد الموقف. ولكن هل ستعمد إيران الى اقفال المضيق، أقول ان ذلك كله كلام إعلامي، ونوع من رفع السقف، وتكبير حجر المفاوضات”.

ويضيف حيدر، الخبير بالشؤون الايرانية اسعد حيدر، بالقول “ان الصين وروسيا وواشنطن، لن يسمحوا بذلك، لأن 25% من صادرات النفط تمر عبر المضيق، وهو أمر غير وارد ولن يستطيعوا القيام بأي شيء، لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد العسكري، حيث ان الاسطول الاميركي سيُغرق السفن الإيرانية مباشرة”.

من جهة ثانية، يرى الباحث والمحلل السياسي قاسم قصير ان “هذا التهديد هو نوع من رد على التهديد الاميركي بمنع إيران من تصدير نفطها. وإيران تملك قدرة عسكرية في تنفيذ قراراتها. خاصة ان المضيق محدود المساحة، وقد تعمد إيران الى اطلاق مدفع واحد ضد أية سفينة مما يؤدي الى اغلاق المضيق كاملا، كما حصل مع كوريا الشمالية والولايات المتحدة الاميركية حين هددت بيونغ يانغ واشنطن. وهذا التهديد هو جزء من التصعيد الإيراني بوجه التهديدات الاميركية والاسرائيلية والعربية”.

اقرأ أيضاً: سفير ايران الجديد في لبنان: صقر إيرانيّ لزوم المرحلة!

ويؤكد قصير ان “هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التهديد، وكانت إيران قد هددت سابقا خلال حرب الخليج، وهذا نوع من عناصر القوة الايرانية بوجه واشنطن”.

ويضيف قصير “هذا قد يحصل اذا ذهبت الامور الى الانفصال الشامل، وهم يملكون قدرة على فعل ذلك، اذ سابقا فتشوا جنودا اميركيين على سفينة أميركية. وقد يتطور الوضع اذا اتخذت إيران خيار المواجهة، وهو من احتمالات الحرب”.

فالى أين ستؤول الأمور في منطقة ملتهبة بفعل وجود آبار النفط؟ وهل تكون المفاوضات خاتمة التهديدات؟

السابق
إسمع يا دولة الرئيس(26): في حساسية العلاقات السنية – الشيعية
التالي
مونديال روسيا 2018 ولعنة سقوط الفرق الكبيرة