جمود حكومي.. واهتزاز مساعي التهدئة بين القوات والتيار الوطني

بددت السجالات النارية بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" الايجابية التي سادت مطلع الاسبوع وقبيل سفر المسؤولين في اجازاتهم عن حلحلة بملف التأليف الحكومي.

لا تزال عملية التأليف الحكومي تراوح مكانها، بإنتظار عودة الرئيسان الغائبان علّها تحرك المياه الراكدة، خصوصا أن اللقاءات التي أجراها رئيس ميشال عون على خط “القوات اللبنانية” وحزب “التقدمي الإشتراكي” ومع رئيس المكلّف سعد الحريري لم تثمر عند رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الذي يفترض أن تحصل لقاءات بينه وبينهم.

ولمس زوّار عون أمس (الخميس) “أنّ الطبخة الحكومية لم تنضج بعد، مؤكدا أن التأليف سيكون على  أساس معيار علمي وموضوعي عبر تمثيل الكتل وفق الاحجام التي افرزَتها الانتخابات النيابية”. وبحسب “الجمهورية” أشار إلى أن “دستوريا، تعود مهمّة تشكيل الحكومة الى الرئيس المكلف بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، وهو ما يعني انّ لنا رأيَنا ايضاً ولا نوقّع فقط، من دون ان يكون هناك مساسٌ بصلاحيات أحد”.

إقرأ ايضًا: لبنان في العين الأميركية في لحظة اختبار التصعيد ضد إيران

إلى ذلك خرق أمس الجمود الحكومي اشتعال جبهة الثنائي المسيحي مجدداً بعد الهدنة الاعلامية الهشّة  بينهما، وذلك بعد الحديثِ المتلفز لرئيس تكتل “لبنان القوي” الوزير جبران باسيل وانتقاده بعنف أداءَ وزراء “القوات” في عددٍ من الملفات، ومنها ملف البواخر وملف السقوف المالية للمستشفيات، فيما لفتَ موقف رئيس حزب “القوات” سمير جعجع لجهة المشاركة في الحكومة، رابطاً هذه المشاركة بفعاليّة وجودِ “القوات” فيها وبقدرتها على التغيير، قائلاً: “إنّ ما نصارع من أجله اليوم هو ليس مقدار الحصّة الوزاريّة التي سنحصل عليها، وإنّما من اجلِ ان نستطيع أن نكون “أدّا”، في حين اكّدت مصادر القوات لـ”الجمهورية” انّ “لصبرِها حدوداً”.

وأشارت “اللواء” إلى انهيار هدنة “القوات” “التيار الوطني الحر” على ضوء نشر ما نص عليه “تفاهم معراب”، والموقع من قبل الدكتور سمير جعجع رئيس حزب “القوات”، باسيل رئيس التيار الوطني ،

إذ  كشفت قناة الـ “ام تي في” أن الصفحة الثانية من اتفاق معراب تشير إلى ان “القوات” و”التيار” يتوزعان مناصفة المقاعد الوزارية المخصصة للمسيحيين في حكومات العهد كافة، وتلفت إلى ان الحقائب السيادية هي وزارات: الخارجية والدفاع والمالية والداخلية.

وبيّنت أنّ “الإتفاق ينصّ على توزيع مراكز الفئة الأولى في الإدارات الرسمية والمؤسسة العامة ومجالس الإدارة العائدة للمسيحيين، بالإتفاق بين الجانبين وفقًا لمعياري الكفاءة والنزاهة”، منوّهةً إلى أنّ “الصفحة الرابعة من الإتفاق، تشير إلى أنّ الجانبين اتّفقا على أن تكون كتلتاهما النيابيتان مؤيدتين لرئيس الجمهورية، وعاملتين على إنجاح عهده، من خلال مكافحة الفساد، تحقيق الإصلاح المنشود، تحقيق المصالحة الوطنية، تعزيز الدور المسيحي الوطني وصلاحيات رئيس الجمهورية”.
وركّزت على أنّه “تمّ الإتفاق أيضًا على تشكيل فريق عمل من قبل الجانبين، لتنسيق خطوات العهد”.

واضاف عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان، على ما كشفته الـ “ام تي في” من تفاصيل في اتفاق معراب، ان أهم ما في التفاهم كانت تأييد “القوات” بإنتخاب الرئيس عون وتبذل كل جهدها لإيصاله لقصر بعبدا مقابل الحصول على شراكة كاملة بهذا العهد” لافتا أنه فيما يتعلٌ بترئيس عون قمنا بما يجب أن نقوم به وأكثر حتى”، ” ولكن الطرف الآخر أخل بالإتفاق”.
وفي ظل احتدام السجالات بين “القوات” والتيار. ومع  إصرار باسيل على عدم الإلتزام بما اتفق عليه في تفاهم معراب،  تتجه الأنظار إلى مرحلة من الانتظار، وإلى الخطوة التالية التي ييقدم عليها جعجع؟

إقرأ ايضًا: تشكيل الحكومة مؤجّل وعقدة التمثيل المسيحي تعود الى الواجهة

وفي المقلب الآخر، لا تزال الحركة السنية تسجل مواقف لافتة رافضة المس بصلاحية الرئيس المكلّف، وقد سجّل أمس اجتماع  في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، اكد المجتمعين من المفتيين أن تأخير ولادة الحكومة هدفه  خلق أعراف جديدة لا تتلاءم مع وثيقة الوفاق الوطني والتي أضحت دستورا اجمع عليه اللبنانيون. مؤكدين على “وجوب إلتزام جميع  القوى السياسية على اتفاق الطائف وعدم إيجاد أعراف تعوق تشكيل الحكومة”. وطالب المجلس بإحترام  صلاحيات السلطتين التنفيذية والتشريعية وتأكيد مداورة الوزارات والفئات الأولى من خلال مجلس الوزراء وبرعاية رئيس الجمهورية . ونبه الى مدى خطورة المس بصلاحيات رئيس الحكومة المخول وفقا للدستور تشكيل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية بعد استشارات غير ملزمة يجريها الرئيس المكلف مع الكتل النيابية لتشكيل الحكومة.

السابق
بيان توضيحي لـ«جمعية المقاصد الخيرية» ردا على التهجمات
التالي
القوات ردا على باسيل: للصبر حدود!