القوات تكشف بنود «إتفاق معراب» وفرصة الإنقاذ الأخيرة برسم باسيل

بعد الكشف عن بنود "اتفاق معراب"، بدأ هذا الاتفاق يترنّح على حد سكين الخلاف بين القوات والتيار الحرّ، ولم يبق سوى خيار الحسم، فإما انقاذ الاتفاق أو الاعلان عن موته ودفنه نهائيا.

بعد نشر بنود “اتفاق معراب” الذي تم توقيعه قبل عام بين الرئيس ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وابرز ما فيه انه نصّ على مبدأ المناصفة في المقاعد الوزارية وفي التعيينات بين الفريقين المسيحيين، يجمع المراقبون ان ما حدث كان “ضربة معلم” من القوات اللبنانية بعد اعلان رئيس التيار الحرّ جبران باسيل خلال لقاء اعلامي عن نّيته اطلاع الجمهور على بنود الاتفاق.

وفي اتصال مع الاعلامي حبيب يونس، مسؤول الإعلام السياسي في التيار الوطني الحرّ، قال لـ”جنوبية”، ردا على سؤال عن مرحلة ما بعد اتفاق معراب، فقال إن “اتفاق معراب تحدّث عنه الرئيس ميشال عون، ونحن نريده، وهو اتفاق له شروطه، وليس لائحة طعام نختار منها ما نريد، والاساس فيه هو دعم العهد. وبحسب الرئيس ان الاتفاق بحاجة لقراءة ثانية على ضوء ما نُفذ منه، لذا نسأل أين المواقف العمليّة التي دعمت العهد. وليس المشكلة فقط بالتعيينات ولم يكن ثمة دعم للعهد بحسب رأينا. وهم طوال السنة لم يدعموا العهد”.

ويضيف يونس، بالقول “خلافهم معنا كتيار ليس معناه انهم دعموا العهد، فطوال سنتين اختلفنا في قضية الكهرباء، فلو طبقت خطة وزير الطاقة حينها لم نصل الى ما وصلنا إليه اليوم من انهيار”.

إقرأ ايضا: شارل جبّور يرد على نجل جميل السيد: نوع من أنواع الحقارة والسفالة والقذارة والدناءة

ويضيف “نحن نعمل للخير العام، ولم نخدم جماعة التيار فقط. فخلال عشر سنوات وفّر جبران باسيل على الناس خمسة آلاف ليرة عند كل تنكة بنزين، و25 دولار على كل لبناني في قطاع الاتصالات، أيّ 6600 دولارسنويا. فهذا كله لخدمة اللبنانيين جميعا. فنحن أكبر منهم، ونحن نعمل بحق وبإرادة”.

وردا على سؤال، هل تذهب الأمور نحو نقض الإتفاق بين الطرفين، قال حبيب يونس إن “هذا الاتفاق منوط بلقاء بين جبران باسيل وسمير جعجع، وما أقوله سبق وقيل من قبل، ونحن نبوّبه ونشير إليه، وننتظر لقاء الرئيسين”.

الكاتب والصحفي شارل جبور

في الجهة المقابلة، أكد شارل جبّور، رئيس جهاز الإعلام في القوات اللبنانية، “الحقيقة اننا متمسكون، وما زلنا بتفاهم معراب، لكن للاسف الذي خرق هذا الاتفاق هو جبران باسيل، وليس القوات اللبنانية. ونحن ما زلنا على موقفنا، وعلى تمسكنا بالاتفاق، وقد اتخذنا قرار نشر بنوده لأن التشويش على مضمونه وصل الى حد لا يطاق في سبيل التضليل المتعمّد وتشويه الإتفاق، وما حصل أمرا خطيرا للغاية، وقد وصلت الحملة الى مكان خطر، وخصوصا بعد لقاء باسيل -جعجع، ولم يلتزم بالاتفاق وواصل الخرق. ونحن بانتظار التواصل مع فخامة الرئيس. كما اننا نعتبر ان كلامه رسالة موّجهة ضد الرئيس. وما إن يعود باسيل من اجازته سنبحث بالأمر لانه هو من خرق الإتفاق والتفاهم، وما وصلت إليه الامور هو يتحمّل نتائجها”.

ويتابع، جبّور، بالقول “باسيل هو من هدد ولوّح خلال لقائه مع وليد عبود، وكان يجرّب ان يثير البلبلة، معتقدا ان القوات لن تنشر بنود الإتفاق، مقابل نشره مشوّها. لذا ومن اجل وضع حد لكل هذا التحريف والتهويل اضطررنا لعرض كل الامور بكل تفاصيلها”.

ويلفت جبّور الى انه “لم يعد بالإمكان السكوت، لذا اتخذنا القرار بالنشر، وواضح ان العلاقة وصلت الى ما وصلت إليه. باسيل اطاح بالتفاهم، فالعلاقة لم يبق منها شيئا، وما كان قائما هو علاقة شكليّة، خاصة في رفضه للتنسيق، وفي التفرد”.

ويشدد، شارل جبّور، في الختام، على انه “من الواضح ان هذا التفاهم يكبّل باسيل، علما ان باسيل اكثر شخص لم يحترم قرارات العهد، ويواصل حملاته، كما يرفض الامتثال لقرارات الرئاسة”.

إقرأ أيضا: الإتفاق بين القوات والتيار الحرّ لا يعني وجوب التحالف في الانتخابات

اذن، الكرة الان في ملعب رئيس التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل، فهل يقدم على تلقف فرصة الانقاذ الاخيرة بعد كشف القوات عن بنود اتفاق معراب، أم يتركه يترنح ليسقط نهائيا.

السابق
مستشفى الروم تمنع طالبة من الستاج والسبب الحجاب!
التالي
وزير السياحة كيدانيان لـ«جنوبية»: فتحنا أسواقاً سياحية جديدة جذبت الأوروبيين