إيران تريد إزالة إسرائيل من دِرْعا؟!

درعا
بعد تحرير جنوب لبنان سنة 2000 من الإحتلال الإسرائيلي بتضحيات رجال المقاومة الوطنية اللبنانية وما يُسَمَّى مقاومة حزب الله وكان لنا شرف المشاركة بها على مدار 18 عاما  وبذلنا كل ما تحت يدنا في سبيلها بكل إخلاص وصدق وشفافية من دون أن نجني من ورائها قصوراً  وعقارات وأرصدة في البنوك كما جنى منها حسن نصر الله ورجاله.

قاتلنا وحررنا الجنوب  في ظل قرار دولي رقمه [425] صدر من مجلس الأمن الدولي قضى بوجوب أن تنسحب اسرائيل من أرض لبنان من دون قيد أو شرط بوصفها دولة محتلة لأرضنا وهذا القرار هو الذي منح جهادنا ونضالنا الشرعية الدولية ، ولا يُنكر أهمية الشرعية الدولية  بوصفها  العمود الفقري لأية مقاومة  سوى أحمق غبي جاهل سفيه مغامر مجازف مقامر بمصير شعبه ودولته كما هو حزب الله.
وصحيح أن إيران  دعمتنا مالياً لكن كل عقلاء الأرض يعلمون البديهة التالية:
بأنه لا يوجد دولة على وجه الأرض تساعد حزبا بالمال شهرياً  وبصورة ثابتة قربة إلى الله من دون أي مقابل ومقايضة، فذلك لا يفعله سوى الأنبياء، والأرض ستبقى بلا أنبياء  إلى يوم القيامة  بعد وفاة خاتمهم محمد ( ص ) وكل عقلاء الأرض يعلمون  بأن إيران بعدما انتهت من تصفية قادة وكوادر رجال المقاومة الوطنية اللبنانية بالإغتيالات غِيلة ً وغدراً لتحتكر قرار المقاومة من أجل  التجارة به على طاولة المفاوضات مع أميركا وأوروبا والحصول على مكاسب مادية منهم  قامت بدعم مقاومة حزب الله  لكنها بالمقابل استفادت منه فوائد هائلة وعظيمة حيث قايضت الرهائن الغربيين الذين خطفهم الحزب في بيروت  بأوامرها لكي تضغط على أميركا وأوروبا بهم للحصول على وسائل عسكرية وعلى ثروات مالية وللضغط عليهم حتى لا ينحازوا لعدوها صدام حسين ولقد نجحت في إبرام الصفقات مع أميركا وأوروبا مقابل إطلاق الرهائن من أيدي حزبها حزب الله في بيروت، وإن عمليات الخطف للرهائن الغربيين التي قام بها ما يُسَمَّى حزب الله في لبنان أساءت للعلاقات بين لبنان وأميركا وأوروبا إساءة فادحة، وضربت إقتصاده ضربات موجعة ،  ألحقت به الخسائر الهائلة، وبات جواز السفر اللبناني بنظر السفارات الغربية جواز سفر ارهابي فَحُرِمَ عشرات آلاف الشباب اللبناني من العمل والعلم  والتعلم في بلاد الغرب!

إقرأ أيضاً: صفقة روسية_أميركية تطلق صفارة الهجوم على درعا

إن إيران تعلم بأن الإستمرار بمشروع المقاومة لتحرير فلسطين وإزالة إسرائيل من الوجود أمر مستحيل لأنه لا يوجد معه قرار دولي كالقرار /425/.
ولذلك من المستحيل أن يسمح  المجتمع الدولي باستمرار مشروع المقاومة  أو أن تسمح به روسيا (بوتين) حليف إيران وصديق إسرائيل على حد سواء وتربطه باسرائيل صفقات ومعاهدات تكفل بها حماية إسرائيل كما تكفلت بها أميركا وأوروبا ودول مجلس الأمن الدولي حاكم كوكب الأرض.
ولولا بوتين روسيا – (ولي أمر خامنئي وحسن نصر الله وبشار) –  لانكسرت إيران وانهزمت وانسحقت هي وحليفها الديكتاتور  بشار الأسد في الحرب السورية التي تخوضها  إيران ضد الشعب السوري المظلوم بقلب ليس فيه ذرة رحمة انسانية!

كما تصنع اليوم الفظائع والمجازر في منطقة درعا  لم يصنع مثلها شارون ولا موشى ديان  ولا بيغن في فلسطين!
وبعقل غبي أحمق متعجرف  تتوهم معه  بأن نتيجة الحرب ستكون لصالحها بنهايتهاّ
والأمر الخطير الذي ما بعده خطورة أن ايران تخوض الحرب في سوريا بروح مذهبية!

وبشعارات مذهبية، وتعبئة مذهبية جهراً وعلانية أيقظت الفتنة المذهبية بين المسلمين الشيعة والسنة في جميع انحاء العالم!

إقرأ أيضاً: درعا.. ضحية الغدر الروسي والتخاذل العربي والخيانة الأميركية

فمن الصعب المستصعب اليوم أن تجد مسلما سنيا من أصل مليار ونصف مليار مسلم سني في الأرض ليس حاقدا على ايران والشيعة بسبب غباء ولاية الفقيه وحمقها وأطماعها في بلدان العرب وثرواتهم الطبيعية والطمع بالسيطرة على مقدسات المسلمين كمكة المكرمة والمدينة المنورة.
فإيران ولاية الفقيه كل الحروب التي خاضتها ضد اسرائيل بعد سنة 2000 والحروب التي تخوضها اليوم والتي ستخوضها بالمستقبل بدمائنا ودماء السوريين هي ليست لتحرير فلسطين ولا الجولان ولا مزارع شبعا ولا لإزالة اسرائيل من الوجود بل هي لتبرير تدخلها بشعار المقاومة ببلدان العرب للسيطرة على ثرواتهم والتحكم بمصيرهم السياسي.
الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا .

السابق
لبنان… مسرح اللامعقول
التالي
الصّائغ لـ«جنوبية»: «المطارنة الموارنة» يعيدون الإعتبار للدولة في مقاربة «النزوح السوري»