تركيا: النظام الرئاسي يحكم سيطرة أردوغان على السلطة

اردوغان
تركيا تلغي صلاحيات رئيس مجلس الوزراء وتتحول الى نظام رئاسي، واردوغان يوسع صلاحياته الرئاسية بمرسوم اشتراعي.

يتجه المشهد الديموقراطي التركي الى مزيد من العزلة السياسية من خلال حصر صلاحيات القرار بشخص الرئيس رجب طيب اردوغان، فـ”السلطان أردوغان” كما يصفه معارضوه عمد منذ توليه السلطة وعلى مدى 15 عاما من حكمه كرئيس حزب العدالة والتنمية العلماني-الاسلامي، ورئيس للوزراء اصدر قوانين وتشريعات ساعدته على احكام سيطرته ووضع التشريعات التي تحصن نفوذه وتجعله متفوقا على معارضيه.

اقرأ أيضاً: بعد فوز إردوغان بولاية جديدة: تركيا أكثر تشدّدا

وكان اردوغان قد فاز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي جرت في 24 حزيران الماضي، عقب استفتاء على الدستور يقضي بتوسيع صلاحيات رئيس الجمهورية ويحول النظام في تركيا الى رئاسي بعد ان كان برلمانيا.

نور الدين: من المتوقع ان تصعّد تركيا خارجيا

الدكتور محمد نور الدين الخبير في الشأن التركي قال لـ” جنوبية” انه “في الواقع اردوغان لم يكن بحاجة لتعديل النظام البرلماني القائم منذ العام 1924 حتى اليوم لكي يؤكد انه الرجل الاقوى او الرجل شبه الوحيد الحاكم، فهو يسيطر على البرلمان والحكومة والبلديات وكان يمارس سياسة اقطاع في كل مؤسسات الدولة ومنها العسكرية والقضائية”.

ورأى نور الدين ان ما دفع اردوغان الى القيام بحصر الصلاحيات لديه هما ” عاملان اثنان الاول هو قطع الطريق على اية محاولة لاستعادة المعارضة انفاسها والاطاحة به بشكل او بآخر ولو بطريقة ديموقراطية” مضيفا”، أما العامل الثاني فيتلخص في سعي اردوغان الى اقامة نظام رئاسي بصلاحيات مطلقة تتجاوز بكثير ما هو قائم ومعروف في الانظمة الرئاسية في العالم”.

واشار نور الدين الى “النزعة الشخصية عند اردوغان التي تدفعه لكي يكون الشخص الوحيد الذي يقرر وينفذ وهذه النزعة الاستبدادية ان جاز التعبير، مارسها اردوغان ليس فقط على خصومه بل ايضا على رفاقه داخل حزب العدالة والتنمية او في التيار الاسلامي، وبالتالي لم يعد يوجد في الحزب اي شخصية نافذة وبارزة يمكن ان تحل محله في حال غيابه”.

وأردف نورالدين “اردوغان فاز في الانتخابات الاخيرة بطريقة ديموقراطية من حيث الشكل وهي الطريقة التي يفهمها الغرب وهي نقطة تسجل لصالحه، من جهة اخرى، هو موجود في منصبه لمدة خمس سنوات وهي فترة طويلة مع امتلاك صلاحيات الدعم الرئاسي المطلق، والغرب مضطر للتعامل مع هذ الامر الواقع الذي يعطي اردوغان ميزة تصعيد مطالبه، وان يكون اكثر تشددا لتحقيق اهدافه” متوقعا “تصعيد مواقفه الخارجية سواء مع حلفائه المستجدين مثل روسيا او ايران او التقليديين منهم مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي”.

شومان: اردوغان ربط مصير تركيا بشخصه

توفيق شومان

الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان من جهته، قال لـ” جنوبية” انه ” بداية يجب التركيز على مسألة اساسية وهي ان الانتخابات في تركيا أكانت محايدة او غير محايدة يفوز فيها الاسلاميون، وهذا الامر اصبح واقعا منذ العام 1950، ومسألة “الشيخ السلطان” او “الرئيس السلطان” هي متغلغلة بشكل كبير في الثقافة السياسية لمجتمعاتنا الاسلامية، وبالنظر الى ما يمكن ان يفعله او يفكر به اردوغان دون التبرير له دون شك، فانه حاليا يمسك بزمام السلطة على كافة المستويات، ولكن بالنتيجة لا بد من احترام خيار الشعب التركي، فمنذ العام 2003 كل الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية يفوز بها اردوغان وحزب العدالة والتنمية، وبغض النظر عما يسعى او يخطط له اردوغان يبقى ذلك خيار الشعب التركي”.

اقرأ أيضاً: عن أحوال تركيا وأحوال العالم

من جهة اخرى، رأى شومان ان “الثقافة السياسية لدى الاتراك ليست اوسع او اكثر حداثة من ثقافة الشعوب العربية في عموم المشرق العربي “وتساءل” ماذا بعد العام 2023 بعد انتهاء ولاية اردوغان؟ هل سيبقى حزب العدالة والتنمية في السلطة؟ هل سيأتي رئيس اخر؟”

وختم شومان “الخطورة في كل ذلك ان اردوغان يربط تركيا بمصير شخصه كما هي معظم او سائر دول المشرق العربي والسؤال الخطير هو ماذا بعد اردوغان في المرحلة المقبلة في العام 2023؟”

السابق
موقف مغاير للمطارنة الموارنة: النزوح السوري أكبر من أن يواجهه لبنان وحده
التالي
وزير المالية علي حسن خليل تقدم بإخبار إلى المدعي العام المالي!