«معايير» نصرالله تزيد من الضغوطات على الحريري في تأليف الحكومة

في خضم المشاورات حول تشكيل الحكومة والمفاوضات بالنسبة للمحاصصة حول مقاعدها، برز قبل يومين كلام أمين عام حزب الله طارحا ما أسماه "وحدة المعايير"، ملمحا الى ضرورة تمثيل السنة المستقلين بمقاعد وزارية.

لفتت الإنتباه داخليا، المشاورات المكوكية التي أجراها الرئيس المكلّف سعد الحريري في اليومين المنصرمين، سيما اللقاء الذي جرى بينه وبين رؤساء الحكومة السابقين تم خلاله “استعراض الأوضاع السياسية في لبنان ‏والمنطقة، وتركزت الأحاديث، التي سادتها أجواء ودية، على موضوع تأليف الحكومة الجديدة”، بحسب البيان  الصادر عن مكتب الاعلامي للحريري.‏ وأضاف “كانت وجهات النظر متوافقة حيال مختلف الملفات، حيث أكد الجميع على ‏أهمية التعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري، والتضامن على دعمه في مهمته لتأليف الحكومة العتيدة وما يلي ‏التأليف من مسؤوليات”.

إقرأ ايضًا: ماذا يريد نصرالله من وضع يده على ملف عودة اللاجئين؟

من جهة ثانية، استقبل الحريري ليل أمس(الأحد) رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل وعرض معه مستجدات التأليف واستكملا البحث إلى مأدبة عشاء أقامها الحريري على شرف ضيفه.

وتقول مصادر معنية بالاجتماع الرباعيبين  (بين الحريري ورؤساء الحكومة السابقين) لـ “الحياة” إن البيان المقتضب الذي صدر عن مكتب الإعلامي للحريري ‏كان “ناعماً” وتم التجنب فيه االحديث عن الصلاحيات مكتفيا بالغمز لجهة أن “التوافق في وجهات النظر حيال ‏مختلف الملفات، وتأكيد الجميع على أهمية التعاون مع الرئيس المكلف والتضامن على دعمه في مهمته لتأليف ‏الحكومة “.

ورات هذه المصادر أن عدم الإفصاح عما جرى تناوله يؤكد أن مجرد اجتماع الرؤساء الأربعة هو بمثابة رسالة إلى سائر القوى السياسية حول التفاف وتضامن الرموز السنية حول الحريري من خلال ‏نص البيان على “التضامن على دعمه‎”.‎

وذلك بعدما كانت الأجواء التي سبقت انعقاد اللاقاء توحي أن  بوجود ضغوطات تمارس على الحريري كي يقدم التنازلات عن ما يراه ‏قيام حكومة متوازنة، عبر دعوات من قبل بعض نواب “التيار الحر” ونائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي لتحديد ‏مهلة للرئيس المكلف في التأليف، (لا ينص عليها الدستور) إذ إن الأخير اقترح في تصريح علني صيغة لسحب ‏تسميته للتأليف عبر مجلس النواب بعد رسالة من رئيس الجمهورية، بحيث يعيد الرئيس عون الاستشارات النيابية ‏الملزمة لتكليف رئيس جديد للتأليف‎.‎

في غضون ذلك، قالت مصادر مطّلعة لـ”الجمهورية” “إنّ ما يجب التوقّف ‏عنده هو ما طرَحه الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه قبل يومين حول التأليف الحكومي، بضرورة إتباع معايير واضحة ومحدّدة لعملية التشكيل وهو ما يعني يعني أنّ الطرق والأسس المتبعة مرفوضة لدى الحزب».

وكشفَت «أنّ أمام المطالبات بحصص على أساس أحجام الكتل النيابية، سيضطر الثنائي الشيعي «حركة «أمل» و«حزب الله» برفع سقف مطالبهم من 6 حصص وزارية إلى  8 و10 وذلك بحسب حجمهم النيابي، في حال تم إعطاء كتلة نيابية من 15 نائباً، 4 أو 5 حصص، يعني أن النواب السُنّة العشرة خارج كتلة «المستقبل» يجب إعطائهم وزارتين على الأقلّ».

إقرأ ايضًا: تأليف الحكومة في اجازة ونصرالله يدعو الى وحدة المعايير

ورأت المصادر أن “ضغط فريق 8 أذار من شأنه أن يزيد الضغوطات على عملية التأليف إما من خلال خفض سفق المطالب والعودة إلى الواقعية، إما عبر خلط الأوراق وفرض شروط مقابلة لتؤدي إلى عرقلة إضافية للحكومة”.

ورأت “النهار” أن هذا الاجتماع بدا رداً على  كلام للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير الذي بدلا من ان يكون خطابه مسهلاً لعملية التأليف، إنعكس سلبيا عبر معرقلة وشد العصب المذهبي. وقد أكد المجتمعون تمسكهم بالموقع السني وعدم المس به من باب عدم تحديد مهلة للتأليف لاي رئيس مكلف أو استبداله أو اعفائه من مهمته على رغم كل تأخير. كما رأت أن الرئيس ميقاتي منح الغطاء السني الأوسع للحريري بعد مطالبة سنة 8 آذار بحصة وزارية. وبالتالي مشاركة ميقاتي بالإجتماع ودعمه لحريري في مسار التأليف، من ِانه تراجع سنّة 8 اذار عن مطلبهم وبالتالي يضعف كل تدخل من خارج الطائفة لدعم توجههم.

السابق
بيروت رابع أغلى مدن الشرق الأوسط
التالي
حكومة «استعادة الثقة»