«العودة الطوعية» للاّجئين السوريين… بالعشرات فقط!

إستأنفت صباح أمس (الأحد) المرحلة الثانية من عملية "العودة الطوعية" للاجئين السوريين، إذ غادر نحو 42 لاجئا سوريا لبنان أمس باتجاه الأراضي السورية، عبر نقطة المصنع ‏الحدودية، حيث كان في استقبالهم ممثل عن اللواء ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، فيما عاد ‏‏30 شخصاً من رجال الأعمال السوريين إلى معضمية الشام بسياراتهم المدنية بشكل منفصل عن القافلة التي ‏واكبها الأمن العام وبتنسيق وحضور المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ‎.

وفيما تعتمد السلطات اللبنانية آلية جديدة لللتنسيق مع النظام السوري بشأن عودة “طوعية” للاجئين إلا أن اللافت هو العدد المتواضع للعائدين الذين يخضعون لشروط ومعايير يحدّدها النظام السوري الذي وافق الخميس الفائت على عودة 294 لاجئ من أصل 3000. و أمس لم يعد سوى 42 لاجئ في المرحلة الثانية التي كانت سوف تمرّ مرور الكرام لولا بيان الأمن العام .

هذه الأرقام المتواضعة وضعت علامات تساؤلات كبيرة حيال تسليط الضوء على عودة 336 لاجئ فقط على مرحلتين منفصلتين في حين أن عدد اللاجئين المسجل في لبنان هو مليون و700 ألف، خصوصا انها ليست العودة الجماعية الأولى عبر معبر المصنع، بل سبقتها في شهر نيسان الفائت عودة جزئية لعدد من لاجئي بلدة بيت جن الذين كانوا يقطنون في منطقة شبعا الجنوبية. عدا عن علامات إستفهام كبيرة من إنتقاء النظام اللاجئين الذي يسمح بعودتهم ومن جهة ثانية وضع “حزب الله” يده على هذا الملف لبنانيا.

اقرأ أيضاً: ماذا يريد نصرالله من وضع يده على ملف عودة اللاجئين؟

النائب في تكتل تيار “المستقبل” بكر الحجيري، إستغرب في حديث لـ “جنوبية” الآلية المعتمدة لإعادة اللاجئين، امام رفض النظام عودة العدد الأكبر من اللاجئين متسائلا هل فعلا يريد النظام عودة السوريين إلى وطنهم؟”. مشيرا إلى أن “الآليات التي كانت الموجودة في المنطقة والتي عاد حوالي 42 منها كان على متنها شخصين على الأكثر فيما بقي في لبنان 72 آلية”. مؤكدا أنه “يشك أيضا إن كان العدد المعلن عنه هو 394 بل هو أقلّ بكثير”.

ورفض تحميل الأمم المتحدة، مسؤولية بقاء اللاجئين، قائلا “وفقا لما نلمسه على الأرض فإن السلطات السوريّة لا تريد لكل النازحين أن يعودوا الى ديارهم، بدليل القانون رقم 10 الذي أقرّه النظام السوري مؤخرا وإنتقائه عدد محدد وضئيل من الأفراد يدفع الكثير من العائلات للبقاء في لبنان وهو ما يشكل خطورة كبيرة”.

وافترضالحجيري أنه “لو ان المسؤولين السوريين فعلا مهتمين لعودة لاجئين فربع ساعة كفيلة بأن يصبح اللاجئون في الأراضي السورية ” كاشفا أن “النظام السوري يحاول تدجين المعارضين السوريين بفرض عليهم شروط معينة قبل العودة وهناك جزء من هؤلاء المعارضين الذين قدموا إلى المنطقة إتضح أنهم مدسوسون من قبل النظام”.

كما أكّد الحجيري أن “عرسال عانت 7 سنوات من أزمة اللاجئين وقد تحملت البنى التحتية فيها أكثر مما تحتمل، وبالتالي نحن أول المستفيدين من اتمام هذه العودة في ظل وجود حوالي 65 ألف نازح سوري في بلدتنا”، مشددا على أن اللاجئين أصبحوا عبء كبير على المنطقة، متمنيا على الجميع تأمين عودتهم اليوم قبل الغد في حال فعلا كانت عودتهم آمنة”.

ورأى أن “الحل الأمثل لعودة النازحين، التي نتمنّاها بأسرع وقت ممكن، هي برعاية دوليّة كاملة، ليتمّ تأمين الحماية اللازمة للعائدين داخل سوريا، أما طردهم واجبارهم على العودة من دون أي غطاء، ومن دون موافقتهم، فأمر لا نؤيده”.

وفي الختام إعتبر الحجيري أن “هناك مسألة إنسانية تحملنها طوال هذه المدة، والمطلوب اليوم أن يكون لدى الدولة اللبنانبية قرار واضح وحسام تجاه عودة اللاجئين أمام النظام السوري”.

من جهة ثانية، رأت العضو السياسي في “التيار الوطني الحر” رندلى جبور في حديث لـ “جنوبية” أنه “علينا أن نقوم بما يتوجب علينا بشأن إعادة اللاجئين دون أن ننتظر الطرف الآخر إن كانت المفوضية أو النظام السوري”.

رندلى جبور

وأشارت “هناك 3 محطات متتالية وضعتها الدولة اللبنانية لإعادة مجموعات من اللاجئين وعلينا تقديم اللوائح، وقد يكون النظام لديه حججه لرفض أو لتأخير قبول بعض الأسماء، ولكن المؤكد أنه يريد عودتهم بدليل أن هناك عددا كبيرا يعود إلى الأراضي السوري وهو أعلن عدة مرات إستعداده لإستقبالهم”.

اقرأ أيضاً: زيارة ميركل واغراءات ألمانيّة مالية للإبقاء على اللاجئين السوريين

وأكّدت أنه “على الدولة اللبنانية متابعة عملها في هذا الإطار عبر التسجيل وتجميع الداتا وتقسيم السوريين إلى فئات تحضيرا لعودتهم جماعيا، على أن يوافق النظام في كل مرحلة على عدد لا بأس فيه، ورأت أن “لا يمكن إرغام النظام على الموافقة على عودة الجميع دفعة واحدة إلا أنه يجب البناء على هذا الأمر عبر إرسال بشكل متواصل لوائح بأسماء الراغبين بالعودة وبغض النظر عن تعداد العائدين فهذا الأمر يعد إنجاز”.

كما إستبعدت أن يكون “النظام يقوم بفرز الناس بين معارضين وموالين للنظام، مشيرة إلى أنه “من الممكن أن يكون هناك إعتبارات أمنية لأشخاص شاركوا بالمعارك أو لإعتبارات مناطقية، لكن ما يمكن قوله أنه ما جرى خطوة جيدة”.

وفي الختام، قالت جبور إن “النازحين الموجودين في لبنان هم نازحين إقتصاديين أكثر من كونهم نازحي حرب يستفدون من المساعدات ولديهم فرص عمل وبالتالي وضعهم المعيشي جيد، لذا يجب التوجه لهؤلاء بإقناعهم على العودة لأن الوضع في سوريا سوف يكون في مرحلة إعادة الإعمار أفضل من الوضع في لبنان معيشيا وإقتصاديا”.

السابق
الصحافي خليل فليحان يتعرض لحادث سير!
التالي
جعجع: طبعاً هناك تمييز بين الرئيس عون وبين التيار الوطني الحر