الهرولة العربية الفلسطينية تسيرُ بطيئةً.. ضد صفقة القرن العتيدة

تُظل على فلسطين والمنطقة المجاورة في هذا الوقت العصيب والضائع والمحرج خطراً داهماً جديداً يراهُ الكثيرون بإنهُ سوف تنقلب الطاولة رأساً على عقب. إذا ما تداركوا تلك الأهوال المحفورة والتي سوف تُمليها الإدارة الأمريكية الجديدة .إبان فترة الماضية والمتبقية من حكم الرئيس دونالد ترامب الأقرب للصهاينة على الإطلاق، وهذا ما صرح عَنْهُ منذُ بروز اولى البشائر لفوزهِ في ان يُصبحُ حاكماً للبيت الأبيض.

صفقة القرن تلك التي يتداول تفاصيلها الصهر الفذ للرئيس “جاريد كوشنير” الذي يحظى بأوسع العلاقات وتفاصيلها مع منظمة “إيباك” الصهيونية في نيويورك. وللمنظمة تلك ادوار مزمنةً في التخطيط للدعم الكامل الى دولة إسرائيل واليهود والصهاينة. حسب ما تراه مهما كلّف ذلك من ميزانيات مادية قد تصل الى حدود الغير “معقول”.
وهذا ما رأيناهُ عندما وصل الرئيس باراك اوباما الى الحكم وكان الممثلون للحزب الديموقراطي في الكونغرس الأمريكي الذي يُمثِّل كافة القادة الكبار من الحزبين والمستقلين. قد شددوا على المراجعة في الميزانية الامريكية التي يهبها الكونغرس الى إسرائيل على إنها شبه مخاطرة في دوافعها وتقود الولايات المتحدة الامريكية الى معاداة اكثر “الشعوب في العالم” وتسهيل مهام الفرص امام الصهاينة.تأكيداً على ذلك في مطلع الأسبوع الحالى قد هاجم دونالد ترامب الشرطة الأمنية الأمريكية بعد تقاعسها في عدم تنفيذ الإبعاد للذين يُقيمون في الولايات الامريكية المحاذية الى دولة المكسيك وكانوا قد فصلوا وعزلوا” الأبناء عن الأهل “في طريقةً عنصرية لا تمتُ للإنسانية في تطبيقها حتى في العصور البائدة؟

اقرأ أيضاً: المعيب والمريب والغريب في المسمّاة «صفقة القرن»

كما إن الولايات المتحدة الامريكية لم تأبه الى إنتقادها في مجال التعامل الأنساني .قررت إنسحابها من مجموعة “المدافعين عن حقوق الإنسان”. هذا يضعنا الى النظر بكامل المسؤليات التي قد تتسببها القيادة “المتكبرة” الامريكية في فرض إملاءات صعبة؟
الى ان وصل الحزب الجمهوري وإن لم يكن راضياً عن المنافسة بين المرشحين في أسلوب الزعماء. وكان على وجه التحديد الرجل “الأصفر” او المهرج الذي يختفي خلف أموال طائلة وثروة تعود الى مجهودهِ الخاص، حسب تصريحاتهِ قبل وبعد، والآن، بأن لا تداخل في “السياسة وسلطة المال”، لكن ما يهمنا اليوم في التركيز عي دوافع إعادة “صفقة القرن” الى الواجهة وإيفاد “جيسون جرينتبلانت” الممثل الشخصي والمبعوث الامريكي الجديد الى الشرق الاوسط وتحديدا في الملف العالق الأشهر”فلسطين”. حيث سيحاول الصهر والموفد، إقناع إسرائيل او الحديث مع زعماؤهاحول ترسيم الخارطة الجغرافية الجديدة القديمة، الى إقامة “حق الدولتين” المتلاصقتين. ومحاولة اخيرة في إجبار الطرف الفلسطيني الأضعف .في تحديد حدود عاصمة فلسطين. والتخلي عن القدس؟ وتنص بعض البنود في إبعاد الأجواء الفلسطينية من مدينة القدس.الى حدودها الشرقية الشمالية في بعض القرى المطلة والمجاورة.” شعفاط،العيسوية، جبل المكبر، وأبو ديس”. وترحيلها وإبعاها عن حدود ما خلف التواجد المركزي للكيان الصهيوني. وان تُغدو ابو ديس العاصمة البديلة الى فلسطين.

مهما تفادت السلطة الفلسطينية الحالية في الضفة الغربية في مقر المقاطعة” رام الله” تبدو بوادر الأزمة للتوقيع على صفقة القرن خطيرة ومذلة وقد تتسبب في إشعال حرب أهلية فلسطينية جديدة إذا ما وافقت الأخيرة على السير في مشروع “ترامب كوشنير نتنياهو”.هذا إذا ما إستثنينا “حركة حماس والجهاد الإسلامي” وباقي المنظمات الأخرى في نظرتها التاريخية الى ان فلسطين .”لا حل لا تفاوض لا إعتراف”. التي تتخذ من قطاع غزة معقلاً مقاوماً، برغم التحذيرات المتكررة ضد التحركات الأخيرة مما يعني قد تشِنُ إسرائيل هجوماً عسكرياً. يجعل من المشروع الجديد في “صفقة القرن” واقعاً اليماً ومرارةً قد يتجرعها الشعب الفلسطيني البطل الذي تعوّد على الصمود في وجه الأزمات. منذُ عام النكبة ١٩٤٧، وصولاً الى النكسة ١٩٦٧. مروراً بإتفاقيات” اوسلو واخواتها” ١٩٩٣،الدولة المسخ ما دامت تغتصب وتقتل وتهدم البيوت فوق ساكنيها وتقوم بالمجازر الجماعية المتكررة .وتحظى بدعم وتغاظى معظم الدول المتقدمة وحلفاء امريكا وأوروبا الذين يرون في دولة إسرائيل ديموقراطية. تُجاورها دول تعيش على الإستبداد والدكتاتورية المزمنة.
الهرولة العربية المُعيبة والملطخة بعرق ودماء الأبرياء. تقوم على أنقاض غزة الجريحة. وسوريا البائسة التي تإنُ من تداعيات ابعد بكثر من التقسم للمنطقة.
واليمن المتعثر بالفقر القابع منذُ ولادة التاريخ الحديث في إيحاء الى حماية الجوار، الهرولة المفعمة بالتخاذل والركوع عند عتبات البيت الأبيض بعد زيارات متكررة للشرق الاوسط قام بها ساعون الى تقبيل حذاء “لعقاً وتملقاً”دونالد ترامب في المضيّ والمسير بإنجاز الصفقة “المشبوهة”.

السابق
الاشتراكي يوضح: الكلام المنقول ليس دقيقاً!
التالي
حزب سبعة: تعرضنا لعملية احتيال كبرى