الخداع الروسي

كما في كل مراحل احتلالها سوريا؛ اعتمدت روسيا الخداع إلى جانب التدمير الدموي؛ إستراتيجية لدعم النظام السوري. فاوضت فصائل الغوطة ووقعت معها اتفاق خفض التصعيد، وعندما حان الوقت؛ أعلنت فصائلها إرهابية، ودمرت الغوطة، وهجّرت أهلها، وتجاهلت الضمانات التي منحتها لمن قبِلَ بالمصالحة؛ (أعلن النظام السوري رسميا في 1/6/2018 عن تجنيد 9200 ممن بقي بالغوطة، أو انتقل إلى مراكز الإيواء، خلافا لاتفاق “جيش الإسلام” مع الروس، والقاضي بوقف التجنيد القسري من 6 إلى 10 أشهر ليتمكن خلالها الراغبون بالمغادرة من ذلك).

في درعا؛ السيناريو نفسه. أقنع الروس، في الصيف الماضي، فصائل الجنوب بالدخول ضمن مناطق خفض التصعيد، في إطار تفاهم مع الولايات المتحدة وبوساطة أردنية، “لتسريع وتيرة المساعي للتوصل إلى حل سياسي في سوريا”، وعندما جاء دور درعا، أعلنت قاعدة حميميم “انتهاء فترة خفض التصعيد في جنوب سوريا”، كما خالفوا إعلان وزير خارجيتهم “ضرورة تواجد القوات السورية وحدها عند حدود البلاد الجنوبية” (28/5/2018)، بعد الإعلان عن المشاركة القتالية لميليشيات عراقية ولبنانية أو مجموعات تتبع إيران، ضمن تشكيلات جيش النظام السوري.

المخادع لا يكون ضامناً، ولا وسيطاً، ولا تردعه سوى القوة. نفض اليد الأميركي من تفاهم الجنوب -غير معلوم الأسباب والنتائج بعد- هو الذي جرّأ الروس والنظام السوري، بينما قوة التواجد التركي في الشمال هو الذي يمنع الروس والنظام.. وتكالب الدول على الثورة السورية يذكر بالنداء الأول: “يا الله مالنا غيرك يا الله” شعاراً لفرجٍ.. طال انتظاره.

السابق
الزغبي: العهد وتياره ينتقصان من مسؤولية الرئيس المكلف
التالي
واشنطن تدعو الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات على إيران