ملامح تبريد للأزمة.. الحريري وجعجع يبادران

سمير جعجع سعد الحريري
أعطت الزيارة "القواتية" إلى بعبدا المفاجئة أمس والتي إستبقت زيارة الرئيس الحريري المرتقبة اليوم إلى القصر الجمهورية إنطباع بعودة الهدوء وإحتواء للأزمة الحاصلة المتعلقةالتأليف الحكومي.

يبدو أن الظروف المحيطة بتشكيل الحكومة من سقوف مرتفعة وتشبث بالمطالب، وما رافق ذلك من تأزم بين الرئاستين الاولى والثالثة على خلفية الصلاحيات في ضوء بيان مكتب رئاسة الجمهورية والرد من قبل كتلة المستقبل النيابية أمس، متجهة نحو التهدئة وذلك إثر اتصال الحريري بالرئيس عون أمس واتفاقهما على زيارة يقوم بها الأول الى بعبدا اليوم لمتابعة المشاورات الحكومية ، إضافة إلى  زيارة وزير الإعلام  ملحم رياشي للرئيس عون موفدا من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وقد وصفها على الاثر بالممتازة، وتركزت المباحثات بينهما على إعادة ترتيب الأمور مع تمسك “القوات” باتفاق معراب والمصالحة، وذلك بعد أن نعاهما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل امس.

إقرأ ايضًا: سجالات المحاصصة الحكومية: الاشتراكي يصر على الحق الدرزي والقوات تلتزم بالهدنة

وتتوجه الأنظار اليوم إلى زيارة الرئيس المكلف إلى بعبدا، وفيما لم تبرز ملامح إيجابية أمس، توحي بعودة مسار التشكيل الحكومي، تردّدت معلومات بحسب “الرشق” تشيرا إلى أنّ الحريري سوف يحمل معه الى بعبدا، مسوّدة حكومية جديدة، وهي تكون بذلك مسودة ثالثة معدلة في بعض جوانبها عن المسوّدة التي كان قد عرَضها  الحريري الاسبوع الفائت على الرئيس عون، ولم تحظ بتاييده.

كما أشارت “اللواء” إلى معطيات تفيد بأن لقاء عون – الحريري له  “معنى عملي” ، مع العلم أن الرئيس نبيه بري دخل فترة الصمت، مع مغادرته لبنان: وأول هذه المعطيات إعادة طرح حكومة من 24 وزير للتخفيف من أعباء المطالب والشروط، وثاني المعطيات الليونة التي أبدتها القوات إن كانت بزيارة رياشي إلى بعبدا أو بتصريح نائب رئيس الحزب جورج عدوان يؤكد على حرص القوات على نجاح العهد وبأن لا مانع لديهم أن يكون نائب رئيس الحكومة “قواتي” أو من حصة رئيس الجمهورية. إلى ذلك نفي اوساط بعبدا إبلاغ عون للحريري أن البديل عن لتكليف تشكيل الحكومة جاهز،  والمعطى الرابع تأكيد مصادر قريبة من الحريري أن لا يرفض أي مطلب من مطالب حزب الله، إلى ذلك تأكيد مصادر مقربة من باسيل انه متسمك بالمصالحة المسيحية.

 

وبينما رأت الاوساط المتابعة للمشاورات الجارية لتجاوز الأزمة الحاصلة  لتجاوز المأزق الحاصل أن إرتفاع سقوف المواجهةتنذر بأزمة تشكيل مفتوحة تداعيات وخيمة على كافة الاوضاع الداخلية، ورأت أن البان الرئاسي وجه رسائل في اتجاهات متعددة اتسمت بالتشدد، والتي قطعت الطريق على كل التاويلات حول تعيين نائب لرئيس مجلس الوزراء ووزراء ضمن حصته.

كما لاحظت هذه الاوساط تجنب اي فريق أي مواجهة مع رئيس الجمهورية في هذا الشأن، الامر الذي عكس تهيب الجميع زيادة التوتر السياسي في لحظة اختناق يراهنون على مرورها بسرعة لاعادة احياء اتصالات التأليف والمشاورات.  كما تترقب الاوساط المعتابعة الكلمة التي سيلقيها غداً الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله فيمكا يتعلّق بالتشكيل وتحديد موقف واضح للحزب بشأنها.

كما علمت “الجمهورية” أنّ أثر البيانِ الرئاسي لم يكن مريحاً في بيت الوسط، وأثيرَت حوله علامات استفهام وتساؤلات عدّة، كما دفع إلى إتصالات على اكثر من مستوى سياسي. وعلى الرغم من سلبية البيان إلا أن الرئيس الحريري، بحسب ما نقل عنه مقربون كما سيزور بعبدا اليوم بروحٍ إيجابية.

إقرأ ايضًا: الدستور اللبناني يُفشل تهديد جميل السيّد للرئيس الحريري

وبغض النظر إن كان هناك مسوّدة جديدة، أو لا، أكّدت أوساط بيت الوسط للصحيفة  “استعجال الحريري على بلوغ غايته سريعاً جداً. سيما أن يعلك مدى دقّة وضعِ البلد وخطورة الأزمة التي يعانيهاوهو ما يتطلب تأليف حكومي بأسرع وقت ممكن.

وتابعت بأن “الحريري ماضٍ في مهمته، والمشاورات التي أجراها في الفترة الاخيرة، أكّدت أنّ الامور غير مقفَلة، خلافاً للجوّ الذي شاع في البلد عن طريق مسدود”.

السابق
عون: كل الدعم والتمنيات بالتوفيق لمنتخب لبنان في كرة السلة
التالي
روحاني: البعض يسعون حسب اوهامهم للقضاء على الجمهورية الاسلامية