قمة بوتين – ترامب في 15 تموز: تلزيم سوريا لروسيا؟!

قمة اميركية - روسية مرتقبة في 15 تموز المقبل تجمع الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

مع انتهاء زيارة مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون الى موسكو، تكشفت تفاصيل القمة التي ستجمع الرئيسين الاميركي والروسي في بلد ثالث، وبالرغم من توتر العلاقات بين الغرب وموسكو اثر اتهام الاخيرة بتسميم العميل الروسي سكريبال في بريطانيا، ومزاعم واشنطن بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الاميركية في العام 2016، والتي استدعت عقوبات اقتصادية وحصارا على روسيا، يرى مراقبون ان من شأن القمة اعادة ترتيب العلاقات بين البلدين.

ونقلت صحيفة الحياة عن مصدر ديبلوماسي غربي ان قمة بوتين- ترامب سيكون في صلبها التفاوض على إصرار واشنطن انسحاب إيران من سورية مشيراً إلى أن “المسؤولين الأميركيين مدركون أن روسيا لن تدفع ثمناً باهظاً لبقاء إيران”، ولفت إلى انفتاح أميركي على استمرار الأسد في الحكم واستعادته كل سورية، مشيراً إلى “ضوء أخضر أميركي لإسرائيل باستهداف الوجود الإيراني أينما كان وكيفما كان”.

اقرأ أيضاً: غرام بين ترامب وبوتين يشعر اوروبا بالقلق!

فحص: القمة تأكيدا على تلزيم سوريا لروسيا

الكاتب الصحافي مصطفى فحص رأى ان هذه القمة “تشكل تأكيدا على استمرارية العلاقة بين البيت الابيض والكرملين ضمن سياسية يمكن تسميتها بـ” ترامب – بوتينية”، لان العلاقة بين الرجلين هي شخصية بشكل اكبر، وبعيدا عن موقف “الاستبلشمانت الاميركي” الذي لا يزال ينظر نظرة عدائية لموسكو” معتبرا ان” القمة هي استكمالا لسياسة اميركية بدأت في عهد ترامب وهي استمرار تكليف روسيا بالملف السوري، فأميركا المحرجة في مسائل وشعارات ترفعها عن الحريات وحقوق الانسان استعانت لرفع الحرج عنها بتكليف بوتين القيام بهذه العملية القذرة وهي تغطيه في كل جوانبها”.

مصطفى فحص

واضاف فحص” لم تكن هذه العملية بعيدة ايضا عن القبول الاسرائيلي فهذه الاخيرة تريد ايضا بقاء نظام بشار الاسد، ولكن روسيا لعبت على الهامش وتوسعت هوامشها في سوريا بشكل اصبحت قادرة على فرض جزء من الشروط الخاصة بها في اللعبة السورية، وهذا يظهر في التخبط الاميركي في الموضوع السياسي وليس ميدانيا، لافتا الى ان “المناطق الغنية بالنفط والغاز هي بيد الاميركيين وايضا المناطق الزراعية، اما سوريا المفيدة اقتصاديا وجغرافيا هي بيد الروس وخاصة حدود دمشق والجولان المحتل مع الحدود الاردنية واللبنانية وذلك يشكل مأزقا استراتيجيا كبيرا بالنسبة اليها” مشيرا الى ان” الحل اعطته اسرائيل من خلال الايعاز الى الروس وجيش النظام السوري بدخول درعا، والمعروف ان استخدام الطائرات في هذه المنطقة تحديدا لا يتم الا بموافقة اسرائيل، نظرا لوجود اتفاقيات منع التحليق في اجوائها”.

من جهة اخرى رأى فحص ان “خروج ايران من سوريا هو امر شبه مستحيل، لان الروس لا يمكنهم وحدهم تغطية كل المساحة السورية، ولكن كل ما يحصل هو من اجل جلب ايران الى طاولة المفاوضات، ويبدو انها اثبتت حسن نواياها بابتعادها عن الجولان لوقف الاستهداف الاسرائيلي لمواقعها، ولكن أكرر ان روسيا لن تتخلى عن ايران في سوريا لان جيش بشار الاسد لا يمكنه السيطرة على المساحات التي يسيطر عليها اضافة الى وجود اجماع رسمي عربي على بقاء نظام الاسد، لان النظام العربي بذلك يريد وضع حدّ للثورات العربية التي تشكل خطرا على وجوده”.

اقرأ أيضاً: الرجل الأقوى فلادمير بوتين

قصير: عوائق كثيرة امام التوافق الروسي- الاميركي

المحلل والكاتب السياسي قاسم قصير من جهته اكد انه ” لا معطيات حتى الان على توافق روسي اميركي على ادارة شؤون العالم، ولا يزال هناك الكثير من العوائق لا شك ان موضوع كوريا الشمالية اعطى دفعا في هذا المجال الا ان العلاقة الاميركية الروسية تشوبها حتى الان الكثير من الخلافات وهذا الامر يعبر عنه الروس في الكثير من مواقفهم” مضيفا “شكل موضوع جنوب سوريا مؤشرا الى تخلي الاميركيين عن المعارضة السورية هناك افساحا في المجال لدخول الجيش السوري ومنع ايران وحزب الله من السيطرة على تلك المناطق، ولكن حتى الان لا تزال الامور قيد التوافق لوجود عدة نقاط خلافية بين الطرفين منها الموضوع الفلسطيني واليمني وحتى هناك خلافا مع الاوروبيين”.

واشار قصير الى ان ” آداء ترامب لا يبعث بالإطمئنان لاحد حتى لحلفائه، ومن السابق لآوانه الان الحديث عن توافق اميركي روسي حول اي مسألة، بل نحن امام مفاوضات ” مؤكدا انه “مع شخصية مثل ترامب لا يمكن توقع استمرار اي قرار يصدر عنه، وما يهمه اولا واخرا مصالح اميركا”.

السابق
عون: يجب سحب موضوع المخدرات من التراشق
التالي
ريفي يعتذر من أبناء طرابلس