بعد سقوط «إتفاق معراب».. التسوية الرئاسية تترنح

ما مصير عملية التأليف الحكومي بعد ترنح التسوية الرئاسية وسقوط "إتفاق معراب"؟

بعدما نسفت “الطبخة” الحكومية الإتفاقات التي سبقت التسوية الرئاسية بين القوى السياسية  بفرط “تفاهم معراب” بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والتي قطفها ثمارها التيار الوطني بترئيس العماد ميشال عون، يبدو أن التسوية الرئاسية بين التيارين الأزرق والبرتقالي على كفّ عفريت، وعند أول مفترق ترنحت مع عدم سيرالحريري مع الارادة العونية – الباسيلية.

وأشارت “النهار” إلى النزاع بين فريقي رئيس الجمهورية والحكومة حول الصلاحيات المتعلّقة بتأليف الحكومة ، امّا قصر بعبدا، فقد غمزَ في بيان صادر عنه، من قنوات عدّة، خصوصاً في ما يختصّ بصلاحياته في تأليف ‏الحكومة، ورَدّ “على من يدّعي الحرص على اتفاق “الطائف”، مؤكداً “حق رئيس الجمهورية في ان يختار نائب ‏رئيس الحكومة وعدداً من الوزراء، يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والأداء الحكومي”، ودعا “الذين ‏يَسعون في السر والعلن، الى مصادرة هذا الحق المكرّس لرئيس الجمهورية، ان يعيدوا حساباتهم ويصححوا ‏رهاناتهم”.‎

إقرأ ايضًا: السجال المسيحي يشتدّ وباسيل يتهم القوات بالإخلال بإتفاق معراب

وسرعان ما اتاه الرد من “كتلة المستقبل” النيابية التي “اكدت ان مهمة تأليف الحكومة من ‏المسؤوليات الدستورية المنوطة حصراً بالرئيس المكلف، بالتعاون والتنسيق الكاملين مع رئيس الجمهورية، ‏والمشاورات الجارية مع الكتل تقع ضمن هذه المسؤوليات التي يفترض ان تراعي موجبات التوصل الى حكومة ‏وفاق وطني‎”.‎
ومن هنا يبدو ان الإشكال تطور مألة احجام الكتل وكيفية توزيع الحصص الوزارية ، إنما وصلت إلى حدّ النزاع حول الصلاحيات والاستئثار بالسلطة ‏ ومحاولات الاقصاء  لـ “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي ‏الاشتراكي، وصولاً الضغط على  “تيار المستقبل” عبر المطالبة  بتمثيل سنة آخرين من خارج كتلة المستقبل وهي الاوسع تمثيلاً بتحريك ‏نواب جدد على أكثر من جبهة، عدا عن إتهام الرئيس المكلف بعدم الجدية بالتعاطي مع ملف التأليف وإتهام بالتباطؤ والتعطيل، وصولا إلى التهديد بتكليف رئيس آخر في حال لم يتم تأليف الحكومة بسرعة يتحكم فيها صهر الرئيس. وهو ما يشبه ما حدث مع والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري مطلع عهد الرئيس اميل لحود عندما أحرج ‏فأخرج، وولدت حكومة طيّعة برئاسة الرئيس سليم الحص‎.‎

كما علمت “النهار” أن لقاء الرئيسين عون والحريري الجمعة الفائتة  لم يكن جيدا، وان الرئيس عون أسمع الحريري كلاماً لا يطمئن لجهة أنه الوقت لعملية التأليف ليس مفتوحاً أمامه. كما أن عون نصح الحريري ‏بعدم اللجوء الى  لعبة تعطيل التأليف لأن العهد لن يسكت عن هذا الأمر حتى أنه  غمز  بأنه في حال لم يكن هناك ولادة حكومية قريبة ، فان البديل جاهز عبر الوزيرين السابقين محمد الصفدي ‏أو عدنان القصار”‎.‎ وهو الأمر الذي أشار إليه النائب جميل السيّد أمس في تغريدة له عن إمكانية إستبدال الحريري.

وامام هذا الواقع، قالت “الجمهورية أنه من المفترض ان تبدأ مرحلة جديدة قد تشكّل اختباراً للعهد. فإمّا ان يهتز مع ‏سقوط التسويات، او تبدأ مرحلة جديدة تحكمها تسويات جديدة‎.‎
و قالت مصادر مواكبة لها لـ”الجمهورية”: “ما حصل ليس نهاية العالم ‏وارتفاع السقوف في التخاطب والبيانات ليس سوى وَضع للنقاط على الحروف قبل البدء فعلياً بالمخاض الأخير ‏لولادة الحكومة، فكل القوى السياسية أدركت خلال الساعات الماضية انه لم تعد هناك تفاهمات ولا اتفاقات تحكم ‏عملية التأليف وخصوصاً “تفاهم معراب”، الذي ولّى الى غير رجعة‎”.‎

وتوقعت المصادر “أن يعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أيضا سقوط ‏‏”تفاهم معراب”، لأنه ليس لديه خيارات أخرى وأنه ليس لديه نقاط قوة يواجه فيها فريثق العهد. لذا فلن يكون أمامه سوى  الموافقة على العرض المقَدّم له ليبقى موجوداً في ساحة الحكم”. وإعتبرت: “بعدما قال الجميع ما لديهم، سوف تدخل القوى السياسية في مرحلة ‏استراحة المحارب ولربما سفر رئيس مجلس النواب الى الخارج يمنح فرصة لالتقاط الانفاس، ويعاود كل طرف ترتيب أوراقه.  والولادة الحكومية قد تؤجل  لبضعة ايام‎”.‎

إقرأ ايضًا: الحريري يلتقي جعجع ويدخل على خط التهدئة بين القوات والتيار

ورأت مصادر سياسية لـ “اللواء”، انه في غياب أية دلالات تشير على احتمال ولادة حكومية قريية، فإن أكثر ما يمكن توقعه هو تبريد الساحة السياسية التي الهبها الجدال مؤخرا، لعودة الحوار بين الحريري وباقي الأطراف، بحثاً عن “خلطة سحرية” يمكن ان توفق بين السقوف المتباينة للفرقاء السياسيين”.

كما أعتبرت ان “بيان بعبدا هو سقف الموقف الرئاسي من موضوع أحقية حصة رئيس الجمهورية في نيابة رئاسة الحكومة والوزراء، ولفتت إلى ان بعبدا خرجت أمس عن صمتها بعد التحليلات وقالت ما يجب أن يقال”.

وأشارت “الشرق إلى تحدث الأوساط  عن كلام للرئيس الحريري قال فيه انه سوف الرئيس عون خلال اليومين المقبلين، موضحا “ان الرئيس بري لا يعني تعليق مشاورات ال‏تأليف الحكومة”.

السابق
رهان أميركي على روسيا… في سوريا
التالي
جعجع الخلاف بين العاقورة واليمونة هو عقاريا بحت