صفقة روسية_أميركية تطلق صفارة الهجوم على درعا

أُعطي الضوء الاخضر الاميركي لبدء الهجوم السوري الروسي على درعا، كيف ستكون صورة الجنوب السوري على اثر الاتفاق الاميركي- الروسي وكيف تسير العمليات العسكرية للجيش السوري هناك؟

تسير العمليات العسكرية للجيش السوري وحلفائه في محافظة درعا ومحيطها وفق مخطط “صفقة الجنوب” التي توافق عليها الروس والاسرائيليون قبل شهر، وبعد ما عرف بلقاء سوتشي الشهير بين الرئيسين بوتين والاسد من جهة اخرى، وهو الاتفاق القاضي بإبعاد المقاتلين الايرانيين وتقليص نفوذهم في سوريا، وبات معلوما ان اهداف هذه المعركة انما يراد منها اعادة سيطرة الجيش السوري على الحدود كمكسب للنظام على حساب المجموعات المسلحة من جهة، وتأمين امن الحدود الشمالية لاسرائيل من جهة ثانية، فكل ما يجري من تطورات عسكرية وميدانية يؤشر الى ضمان استقرار وامن اسرائيل ليس فقط على امتداد جبهتها الشمالية وترتيب الجولان المحتل واحياء هدنة 1974، وانما العمل على تنظيف المناطق الحدودية مع العراق وتوالي الضربات الجوية على مواقع عسكرية تابعة لايران واخرها الغارة التي استهدفت البو كمال الحدودية وادت الى مقتل العشرات من عناصر الحشد الشعبي العراقي.

اقرأ أيضاً: الغارات الاسرائيلية تطال الحشد الشعبي في سوريا..واتفاق الجنوب يترنح

الدكتور في العلاقات الدولية الخارجية خالد العزي اكد لـ”جنوبية” ان “هناك ثلاث نقاط اساسية تستدعي التوقف عندها اولا، نجاح الوساطة الفرنسية بتطبيق مقررات سوتشي بين الاميركيين والروس، ثانيا، قبول اسرائيل بانتشار او اعادة تموضع الجيش السوري على الحدود الجنوبية، وهو ما تطلبه اسرائيل ونتيجة ثقتهم بنظام بشار وحماية الحدود بعمق 80 كلم، وطبعا هذا يرتبط بما قاله رامي مخلوف لصحيفة بريطانية في العام 2011 ان امن اسرائيل من امن سوريا، ثالثا، عدم مصداقية الروس في عدم الالتزام بوقف اطلاق النار، فالروس لديهم عنجهية القوة ويعتبرون ان عودتهم من خلال الضغط على المعارضة واخذها نحو ادلب مجددا”.

من جهة اخرى، رأى العزي ان ما يجري في الجنوب السوري يرتبط “بخطة المبعوث الدولي دميستورا التي وضعها واجتمع من اجلها مع 6 دول اي “المطلوب منكم رفع الاعلام البيضاء لصالح النظام السوري وتفويض روسيا بالحل في سوريا.”

وعن تحليله لما جرى يقول العزي” ربما هناك تبادل اوراق وخاصة الرسالة الاميركية التي ارسلتها بواسطة وزارة خارجيتها للمعارضة في درعا، وهي تستدعي طرح اسئلة عديدة، فهل انسحبت فعلا ايران لمسافة 80 كلم عن الحدود؟ وهل انتفى وجود ميليشيات حزب الله والايرانيين في سوريا في حين ان الفرقة السابعة والفرقة الخامسة في الجنوب السوري اعادت تموضعها في الجنوب وتم ادخال تلك الميليشيات ضمنها”.

واشار العزي الى ان “الروس يكذبون ففي وقت اعلنوا عدم تدخلهم نجد ان القوات السورية بقيادة سهيل الحسن والتي تحدث عنها بوتين في اكثر من موقف وان غرفة العمليات ليست بقيادة ايرانية ولا سورية بل بقيادة ضباط من الجيش الروسي ” مضيفا “سيتم تقسيم درعا الى ثلاثة اقسام على غرار ما حصل في غوطة دمشق وهي محاولة الروس ابهار العالم بأن الجيش السوري ممسك بزمام الارض ميدانيا، وهي محاولة لإعادة تعويمه.”

وبرأي العزي انه “لم يعد هناك من وجود للجيش السوري فهو عبارة عن تجمع ميليشيات تم دمجها منها فاطميون وميليشيات حزب الله واخرى عراقية في لباس عسكري بإمرة غرفة عمليات روسية، وتعدادهم يصل الى اكثر من 30 الف عنصر اضافة الى عناصر مرتزقة من مناطق اخرى”.

وختم العزي” تم التحضير لمعركة الجنوب وتم جلب الاليات وحشد المقاتلين والمرتزقة، وطبعا بالاعتماد على الطيران الروسي كغطاء جوي لخرق هذه الجبهة واختراقها واعتماد خطة الارض المحروقة والتهجير والقتل واستخدام الصواريخ الفراغية والقنابل الفوسفورية والاسلحة الممنوعة دوليا”.

من جهته، الكاتب والمحلل السياسي غسان جواد تحدث لـ”جنوبية” حول معركة درعا والجنوب السوري، وقال “العملية العسكرية الان دائرة في جنوب شرق سوريا وهي مرتبطة بشكل مباشر بقرار الجيش السوري لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، ويجري تنفيذها من قبل القيادة السورية بالتعاون مع القوات الحليفة تدريجيا، اما الكلام عن صفقة الجنوب وارتباطها بخروج الايرانيين مباشرة من سوريا هو نوع من انواع الكلام السياسي وهدفه تغطية هزيمة المسلحين والقول ان خروج ايران من المنطقة سيكون على حساب صفقة روسية- اميركية بعيدا عن الواقع، فالقوات الايرانية دخلت الى سوريا بدعوة رسمية من الدولة السورية وبقرار سوري، كما تعتبر ان حضورها الاستراتيجي مؤمنا، وبهذا المعنى نحن امام فصل جديد يشبه حلب ويشبه الغوطة الشرقية لدمشق ويقضي باستعادة محافظة درعا، اضافة الى منطقة الجنوب الغربي السوري المطروح في المرحلة المقبلة وفق الخطة العسكرية وهو يأتي بالتأكيد في اطار ترتيبات روسية- سورية للسيطرة على الحدود الجنوبية بالكامل واستعادة درعا”.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» سيشارك بمعركة درعا رغم اتفاق الجنوب

واكد جواد ان ” الوجود الايراني وحزب الله في سوريا هما حاجة لروسيا وبالتالي الرهان على ان روسيا تعمل على اخراج حزب الله وايران من سوريا هو رهان غير واقعي لان المعركة لا تزال طويلة وكان الرئيس الاسد واضحا في مقابلة مع قناة العالم عندما تحدث عن هذه النقطة وقال لا تزال المعركة طويلة وتحتاج الى وقت”.

وختم جواد “اما التفاهمات الروسية- الاميركية مع الدول الكبرى فهي واضحة وهي دول عظمى ولديها مروحة من المصالح المشتركة والمتبادلة، والتي من الممكن ان يكون فيما بينها تفاهمات لا احد ينكرها، ولكن هذه التفاهمات لا تعني بالتأكيد تفريط روسيا بورقة كبيرة ومهمة بالنسبة اليها كوجود حزب الله وايران في سوريا”.

السابق
احتجاجات البازار في إيران ولعنة إلغاء الاتفاق النووي
التالي
لقاء النائبات بالشباب.. مهرجان انتخابي «مؤجّل»