الهرمل محرومة تربوياً: لا مدارس ولا مقاعد للطلاب!

منطقة الهرمل في لبنان من المناطق المهملة التي لا يوجد فيها مدارس تؤمن مقاعد دراسية لأبناء المنطقة، عدا أن المستوى التعليمي بحاجة إلى مزيد من الاهتمام ومن إعداد المعلمين، والتجهيزات اللازمة وما ينطبق على مدارس القطاع العام ينطبق على مدارس القطاع الخاص.

تعرض “شؤون جنوبية” لأوضاع عدد محدود من المدارس كمثال يعيشه أهالي الهرمل هذه المنطقة المحرومة. ففي بلدة الشواغير – الهرمل بدأت مدرسة تل مسعود الرسمية باستقبال التلاميذ منذ العام الدراسي 2008 – 2009، وهي تستقبل التلامذة من الجنسين لكن شُعَبَها الخمس تعلم باللغة الفرنسية. ويبلغ عدد تلامذتها 80 تلميذاً وتلميذة إذ يوجد فيها روضة واحدة تضم 21 تلميذاً وتلميذة، شعبة واحدة في الصف السادس تضم 14 تلميذاً، ثلاث شعب في المرحلة الابتدائية تضم 45 تلميذاً وتلميذة.

تجهيزات غير كافية

وفي المدرسة خمسة معلمين في الملاك و11 أستاذاً متعاقدين مع وزارة التربية، وإذا كانت وضعية البناء جيدة فإن تجهيزات المدرسة غير كافية لتوصيل المعلومات المطلوبة. وتهتم إدارة المدرسة بنشاط كروي ونشاط ترفيهي. ويدرس التلامذة مادة التاريخ والتربية المدنية حسب الكتب المقررة وفق منهج تلقيني واضح. وتصر إدارة المدرسة على ان علاقتها مع الأطراف السياسية السلطوية، وهي علاقة احترام متبادل في حين أن بعض الأهالي يصف هذه العلاقة بأنها علاقة سلطوية بامتياز.

اقرأ أيضاً: دور تربوي متميز لبلدة البازورية جنوباً: متوسطة وثانوية وتجهيزات واساليب تربية حديثة

محسوبيات!

وفي مدينة الهرمل توجد مدرسة قديمة تملكها جميعة جماعة الإحسان وتعرف بإسم مدرسة الإمام علي، وهي مدرسة مختلطة تدرّس اللغة الفرنسية في شعبها الـ18. ويبلغ عدد تلامذتها 472 تلميذاً وتلميذة، وهم موزعون كالآتي، 118 تلميذاً وتلميذة في قسم الروضات المؤلف من خمس شعب، 287 تلميذ وتلميذة في القسم الابتدائي المؤلف من عشر شعب. وفي حين يبلغ عدد تلامذتها في المرحلة المتوسطة 67 تلميذاً وتلميذة في ثلاث شعب. ويضم جهازها الإداري أربعة موظفين إلى جانب 25 معلماً ومتعاقدين اثنين.

يقول أحد المقربين من الإدارة: إن المدرسة تجري امتحانات ومقابلات تحدد من خلالها الموقف من توظيف الأستاذ أو المعلمة. وعلى الرغم من أن الإدارة تقول أن المعلمين يدرّسون كل في اختصاصه، إلا أن هناك شكاً في ذلك. أما التجهيزات فيبدو أنها قديمة وبحاجة إلى تطوير وتحسين. ولدى المدرسة ملعب كرة قدم حيث تنظم دورات رياضية بين الحين والآخر. وتحتفل الإدارة بالمناسبات الوطنية العامة وحسب القرارات الصادرة عن وزارة التربية، وتقول الإدارة أن علاقتها مع الأطراف السياسية جيدة، وأن هذه الأطراف السياسية تحرص على تقدم العمل ونزاهته. وتشهد المدرسة تطوراً إيجابياً كل عام.

شؤون جنوبية

بيع إفادات نجاح!

أما ثانوية القصر فقد جرى بدء العمل فيها عام 2000، وهي مدرسة مختلطة تضم تسع شعب، ثلاث منها في المرحلة المتوسطة، تستقبل 90 تلميذاً وست شعب في المرحلة الثانوية تضم 160 تلميذاً. جهازها التعليمي يضم مديراً و11 أستاذاً في الملاك.

في حين يبلغ عدد الأساتذة المتعاقدين 35 أستاذاً. ويبدو أن التجهيزات غير كافية، ولا تشهد الثانوية أي نشاط رياضي، وأن مادتي التاريخ والتربية المدنية تدرسان حسب المنهاج المقرر.

اقرأ أيضاً: مدارس صيدا مكتظة: اعداد التلامذة اللبنانيين يقارب أعداد غير اللبنانيين

لكن هذه الصورة عن مدارس في منطقة الهرمل لا تلغي معلومات عن مدرسة تبيع إفادات نجاحٍ حسب الطلب، وعلى الرغم من أن أحد المهتمين يشير إلى انخفاض هذه الظاهرة إلا أن حالات شهدناها، إذ أن أحد التلامذة رسب في مدرسة رسمية فحصل على إفادة نجاح عن نفس الصف من مدرسة خاصة بعد دفع الرسوم المتوجبة عليه.

كما تقول أحد المواطنات أنها لم نستطع الحصول على النتيجة المدرسية لابنتها، إلا بعد أن سددت كامل القسط لإحدى المدارس التي تتبع جميعة دينية، كما أقدمت إحدى الإدارات على منع أحد التلامذة من التقدم لامتحان نصف السنة لأنه لم يسدد القسط المتوجب عليه.

هـ.ب. ناظرة في إحدى المدارس الخاصة أقدمت على ضرب تلميذتين في أحد الصفوف بحجة الصراخ، وبدون أن يرف لها أي جفن وهذا نموذج لما يتعرض له التلامذة من عنف جسدي ولفظي مختلف.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 167 ربيع 2018)

السابق
نوح زعيتر والنائب المستغرب
التالي
التكليف الحكومي.. إلى الوراء در!