السجال المسيحي يشتدّ وباسيل يتهم القوات بالإخلال بإتفاق معراب

القوات اللبنانية
بعد تفاؤل ساد حول إمكانية ولادة الحكومة العتيدة عادت العقدة المسيحية إلى الواجهة من جديد مع اعنف هجوم يشنه باسيل على القوات.

مع مرور شهر على تكليف رئيس الحكومة سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة، تدخل هذه العملية اسبوعها الخامس وسط تعقيدات عديدة ابرزها “العقدة المسيحية”، فان الآمال المعلقة على امكانية ولادة الحكومة في شهر تموز بدأت تتضائل في ضوء تجدد الإشتباكات الكلامية بين كل من “التيار الوطني الحر َ” و”القوات اللبنانية”، وذلك مع إصرار الاخير على “صحة التمثيل” من خلال الحصول على حصة شبيهة لحصة “التيار الوطني الحر” في الحكومة، الامر الذي يرفضه رئيس تكتل “لبنان القوي” الوزير جبران باسيل.

التوتر الجاري بين الكتلتين المسيحيتين رافقه أعنف هجوم من قبل العونيين على “القوات اللبنانية”، إذ بدأ باسيل يتشدد في مقاربته لكيفية توزيع الحصص المسيحية في ظل شعوره أن “رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إنقلب على العهد وبالتالي لم يعد يستحق هدايا وزارية كما كان يجري في السابق”.

اقرأ أيضاً: تشكيل الحكومة مؤجّل وعقدة التمثيل المسيحي تعود الى الواجهة

ونقل عن باسيل قوله أن “على القوات اللبنانية أن تعرف أنّ زمن العطاء المجاني قد انتهى…”، وذلك حسبما أشارت الجمهورية.

هذا وإتهم مصدر مقرب من “التيار الوطني الحرَ” “القوات اللبنانية” أنها انقلبت على العهد بعدما كانت تعتبر الداعم الاول لرئيس الجمهورية ميشال عون، كما اخلت بإتفاق معراب، إضافة إلى الطعن بمرسوم التجنيس، هذا عدا بحسب المصدر الوقوف بوجه حصول الرئيس على حصة وزارية وفي إختيار نائب رئيس الحكومة.

رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبّور أكد في حديثه لـ”جنوبية” أنه “لا يوجد هجوم من قبل التيار الوطني الحرَ على القوات اللبنانية إنما الهجوم الفعلي يتولاه رئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل، ومن الواضح أن الهجوم يتفرد به وهو هجوم الشخصي”، مضيفاً أن “القوات اللبنانية على تواصل مع التيار الوطني الحر ومع العهد، ويمكن إعتبار العلاقة جيدة، ولكن من يحاول الإنقلاب على التفاهم السياسي بين القوات والتيار هو الوزير جبران باسيل لأسباب شخصية ولأهداف ذاتية”.

الصحافي شارل جبور

وأكد جبور أن “هذا المنطق المغلوط يدعي ان القوات اللبنانية تراجعت عن التفاهم السياسي والدليل عن تراجعها أنها هي لم تدعم العهد في محطات مختلفة، كل هذا الكلام محط افتراء والقوات اللبنانية كانت إلى جانب العهد منذ اللحظة الاولى، وهي التي فتحت طريق بعبدا أمام قصر الجمهوري، وهي التي أكدت أنها ستكون وستشكل الركيزة الاساسية للعهد طيلة السنوات، ومازالت تؤكد أنها ستواصل دعمها للعهد، ولكن مع الأسف تصرفات الوزير باسيل منذ اللحظة الاولى من إنتخاب الرئيس العون إلى اليوم هي تصرفات تفردية استنسابية هدفها اقصاء القوات اللبنانية واستبعادها”.

وأشار جبور إلى أن “التفاهم السياسي بين القوات والتيار كان يرتكز على مسألة أساسية هي التنسيق المشترك بكافة المواضيع والقضايا والملفات، والامر الذي حصل هو ان باسيل رفض أي تنسيق مع القوات اللبنانية في كل الملفات، وبالتالي هل يريد الوزير باسيل ان توافق القوات على كل ما يطرحه من مسائل دون أي تنسيق مسبق وتبادل افكار وتشاور وبدون دراسة الملفات المشتركة”.

وأضاف جبور أن” باسيل كان يضع القوات أمام الامر الواقع داخل مجلس الوزراء دون علم وتنسيق مع القوات، بالرغم من أن التفاهم السياسي مع القوات ينص بشكل واضح على ضرورة التنسيق في كل القضايا وفي كل الملفات من اجل تشكيل فريق عمل مشترك يتابع كل القضايا والملفات، الامر الذي لم يتحقق لأن الوزير باسيل رفض أن يتحقق هذا الامر، بالمقابل القوات ترفض ان توافق عن أي أمر يتعارض مع ثوابتها ومبادئها ونظرتها للشأن العام”.

اقرأ أيضاً: زيارة ميركل: مظلة أمنيّة و500 مليون دولار مقابل بقاء النازحين

وتساءل جبور حول إن “كان باسيل يريد من القوات المواقفة على ملف بواخر الكهرباء علماً أن هذا الملف كان مرفوضاً من قبل معظم الكتل الوزارية بدءاً من القوات اللبنانية وصولاً إلى حزب الله مروراً بحركة أمل والاشتراكي وتيار المردة”، مضيفاً ” هل يريد جبران باسيل الموافقة على مرسوم التجنيس الذي عماد عون شخصياً أول من قدم الطعن بهذا المرسوم من خلال تكليفه لأمن العام بأن يدقق بالأسماء الواردة فيه”.

وفي الختام أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبّور أن ” الاتهامات بحق القوات هي اتهامات مغرضة لا أساس لها من الصحة، والقوات اللبنانية كانت ومازالت تشكل قوة دفع اساسية للعهد انطلاقاً من مقاربتها للامور الوطنية على مستوى الدستور والشفافية والالتزام بالقوانين المرعية، وبالتالي هي حاولت ولازالت تحاول وستبقى تحاول القول بأن قوة العهد تكمن من خلال الالتزام بمعايير الشفافية التي تشكل قوة العهد في المرحلة الحالية الامر الذي لم يتحقق فعل ممارسة الوزير باسيل وبالتالي القوات عندما تتنفس بهذه المبادئ والمعايير هي تكون من موقع يخدم العهد وسياسته بإعتبار ان العهد يريد تقديم صورته على هذا الاساس”.

السابق
إستقالات متبادلة بين «حزب الله» و«حركة أمل» في بلديات الجنوب(2): تمتد الى العباسية…
التالي
الليطاني «مجرى الموت» (3): الحلول برسم الهدر لا طائل منها!