إستقالات متبادلة بين «حزب الله» و«حركة أمل» في بلديات الجنوب(2): تمتد الى العباسية…

الانتخابات النيابية اللبنانية
تشهد القرى والبلدات الجنوبية إستقالات جماعية متبادلة بين "حزب الله" و"حركة أمل" من المجالس البلدية التي بات عدد كبير منها مهدد بالحل نتيجة انفراط عقد التحالف بين الثنائي الشيعي في أكثر من بلدية في الجنوب.

وفيما تطرقت “جنوبية” في الجزء الأول من ملف ” إستقالات متبادلة بين «حزب الله» و«حركة أمل» في بلديات الجنوب (1): صور نموذجاً! عن الخلافات الكبيرة بين الثنائي التي أدت إلى إستقالات في عدّة بلدات، كان من نتائجها إستقالة الأعضاء التابعين للحزب من اللجان التابعة لبلدية صور إعتراضا على إستئثار أمل بقرارات البلدية.

تعرض “جنوبية” في الجزء الثاني إستقالات متبادلة بين ممثلي حركة أمل وحزب الله في بلديات سببها الرئيسي الإختلاف على توزيع الحصص فيما بينهما وسيطرة جهة دون أخرى على قرارات المجلس وإستفراد الطرف الأقوى في قرارات البلدية اضافة الى التجاوزات والفساد.

اقرأ أيضاً: إستقالات متبادلة بين «حزب الله» و«حركة أمل» في بلديات الجنوب (1): صور نموذجاً!

فقبل شهرين تقدم ثلاثة أعضاء من بلدة العباسية قضاء صور محسوبين على “حزب الله” باستقالاتهم من المجلس البلدي على خلفية اتهامات للسلطة التنفيذية في البلدية بالتفرد والاستنسابية، وذلك بحسب البيان الصادر عن الأعضاء المستقيلين، أمّا الأعضاء فهم الدكتور طاهر فردون، والدكتور علي دربج، والصيدلي محمد عزالدين. وبحسب معلومات “جنوبية” السبب الرئيسي للإستقالة هو الخلاف على المشاعات إذ يعتبر الطرف المعارض أي “حزب الله” أن رئيس البلدية يعطي مشاعات لمنتفعين بدون وجه حق، وبحسب مصدر متابع من داخل البلدة فإن رئيس البلدية أعطى رجل الأعمال عباس ناصر مشاعا يقع بالقرب من فيلته كي يبني مسبحا له فيها”.

فضلاً عن بلدة البازورية التي إستقال منها رسميا عضوين تابعين لـ”حركة أمل” وهما علي عواضة، فضل حدرج، وفي بلدة معركة تقدم أيضاً جميع الأعضاء المحسوبين على “حزب الله” بالإستقالة، وذلك إعتراضاً على تشكيل لجان في جلسة غير قانونية حسبما ما جاء في بيان الاستقالة.

كما إستقال العام الفائت الأعضاء السبع التابعين لـ “حركة أمل” من بلدة حداثا الجنوبية من المجلس البلدي وذلك بسبب تهميش “حزب الله” لدور “حركة أمل” والتسلط والتفرد باتخاذ القرارات التي تأتي من قيادات تابعة للحزب من خارج المجلس البلدي وغيرها من الإجراءات التي تحد من عمل أعضاء أمل في المجلس”.

وقبل يومين استقال 7 أعضاء من المجلس البلدي في زوطر الغربية (قضاء النبطية) المؤلف من 12 عضوا، وهم: نائب رئيس البلدية صلاح الدين مرتضى ياغي، علي سميح درويش، هلال حسن شقير، أحمد محمد شقير، أسعد علي صبيح، علي ماهر حريبي، وقاسم أنيس علو. إلا ان المشكلة في زوطر الغربية تختلف عن سائر القرى، فالأعضاء المستقيلين من البلدة هم من الحزب ومن حركة أمل وبحسب ما أشار مصدر من البلدة خاص لـ “جنوبية” أن “كلا الحزب والحركة إتفقا على رئيس البلدية المحسوب على أمل وإتهموه بالسرقة والفساد والهدر كما التفرد بإتخاذ القرارات”. وكشف المصدر “أن “حركة أمل” مقسومة في البلدة إلى قسمين قسم يقف إلى جانب رئيس البلدية وقسم آخر متحالف مع الحزب ضدّه “، مشيرا إلى “الحساسيات العائلية دخلت في الإشكال “.

وفي بلدة القليلة أيضاً تقدّم سبعة أعضاء مستقلون بإستقالتهم من المجلس البلدي في قائمقامية صور، كانوا قد فازوا بـ7 مقاعد من أصل 15 في الانتخابات البلدية بعدما ترشحوا على لائحة “عائلات القليلة” مقابل تحالف حركة أمل- حزب الله وذلك على خلفية اتهامات للسلطة التنفيذية في البلدية بالتفرد والاستنسابية.

وقد أفاد مصدر جنوبي مطلع أن “حجم الإختلاف بين الثنائي الشيعي في الملفات الداخلية المتعلقة بالعمل البلدي يكبر ككرة الثلج ويترجم منذ فترة بإقدام أعضاء بلديات مختلفة في الجنوب على الإستقالة”.

اقرأ أيضاً: غياب الدولة في بعلبك الهرمل(4): عن معابر حزب الله العسكرية ومعابر التهريب

ولفت إلى أن “في كل بلدة يعمد الطرف الأضعف إن كان تابع للحزب أو للحركة على الإستقالة أما الأسباب فليس كالمعلنة بأنهم ضد الفساد وإحتراما لمبدأ الشفافية”. مشددا على “أن الإختلاف بين الطرفين هو بسبب المحاصصة وكيفية توزيع المكاسب على بعضهم البعض، بحيث يتحكم الطرف المهيمن على القرار البلدي فيقوم الطرف الأضعف بقطع الطريق عليه عبر الإحتجاج وتقديم الإستقالات من البلدية تحت ما يسمى محاربة الفساد”.

إذا تشير الأجواء العامة في القرى الجنوبية بإنفراط عقد التحالف بين الثنائي الشيعي “حزب الله” و”حركة أمل”، والمساكنة “المصلحية” بين الطرفين التي تسري على الملفات السياسية الكبيرة الداخلية منها والخارجية لا تنطبق على ملف البلديات، وذلك بدليل الإستقالات التي تجري بالجملة بقرى وبلدات جنوبية مختلفة بسبب الخلاف على النفوذ الحزبي بينهما.

السابق
بعد فوز إردوغان بولاية جديدة: تركيا أكثر تشدّدا
التالي
السجال المسيحي يشتدّ وباسيل يتهم القوات بالإخلال بإتفاق معراب