الحريري سيحلّ العقدة السنية وتأليف الحكومة قبل نهاية الاسبوع

الحكومة اللبنانية
اعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن تشغيل "توربو" الاتصالات والمشاورات في شأن التأليف الحكومي، وسط أجواء إيجابية توحي أن الحكومة ستبصر النور عما قريب.

لم تحجب زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بيروت الأنظار عن مشاورات تشكيل الحكومة ، إذ أعاد الرئيس المكلف سعد الحريري  تشغيل محركات الحكومية فور عودته من باريس.

وفي هذا السياق، أبلغ الحريري الرئيس نبيه بري عبر الهاتف أنه سوف ينتهي من عملية التأليف قبل نهاية هذا الأسبوع وأنه سيلتقي برئيس الجمهورية ميشال عون في اليومين المقبلين للتشاورمعه بشأن التشكيلة الحكومية. مع العلم أن زيارة ميركل كانت وأشارت مصادر مطلعة لـ “الجمهورية” أن الحريري قام بحراك على متسوى واسع وكبير منذ عودته وأنسه سيتابع مشاوراته مع سائ الأفرقاء السياسيين، ولفتت أن التصور الأولي الذي قدمه الحريري إلى عون لم يكن سوى فكرة عامة حول شكل الحكومة”.

إقرأ ايضًا: عراقيل تشكيل الحكومة مستمرة والمحاصصة بانتظار التسويات

وجرى تداول معلومات تفيد بأن الحكومة سوف تبصر النور قبل الثلثاء المقبل وهو موعد سفر الرئيس بري في إجازة سنوية إلا أن مصادر الصحيفة إعتبرت أن سفر الأخير ليس سقفا زمنيا، لأن الإجازة ستسمر إلى أيام”.

وفي وقت التقى الحريري ميركل مساءً في السراي الحكومي وتخللَ اللقاء عشاء عمل سافرَ بعده الى الاردن في زيارة خاصة لبضع ساعات، للمشاركة في حفلة قرانِ أخيه نور النعيمي، ثمّ يعود بعدها إلى بيروت. نفى في معرض حديثه ما نقل عن بري قوله بأن الحريري “مطنش” فيما يتعلق بالشأن الحكومي، مؤكدا أن “التوربو” دارت.

أشارت “اللواء” أن الحريري أنجز تشكيلة وضع عليها بعض “الرتوش” ا قبل التوجه إلى بعبدا، والتشاور حول كيفية تذليل العقبات المحلية” .

وشهد أمس السراي الحكومي حركة مشاورات لافتة ـ إذ إلتقى الحريري برئيس تيّار المردة سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف فنيانوس في حضور الوزير غطاس خوري، ووزير الاعلام ملحم الرياشي بحضور خوري. والوزير علي حسن خليل، والنائب وائل ابو فاعور،الذي نقل اصرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الحصة الدرزية كاملة المتمثلة بثلاثة وزارات إضافة  إلى حقيبة اساسية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة ، تأكيدها  توزير نادر الحريري من حصة الرئيس عون الذي يطالب بمقعد وزاري من الحصة السنية، على غرار ما حصل في الحكومة المستقيلة.  وأشارت هذه المصادر إلى ان نواب سنة 8 آذار يطالبون بمقعدين وزاريين، بشكل يتناسب مع حجم الكتل المتحالفين معها.  على صعيد آخر، من المتوقع تمثيل طرابلس بمقعد سني من تيّار “المستقبل”، واستبعاد أية مشاركة لكتلة الرئيس نجيب ميقاتي التي تضم نواب الأقليات المسيحية والعلوية في المدينة، وليس فيها أي نائب سني غير رئيسها، حيث من المستبعد انضمامه إلى الوزارة العتيدة.

وقد أشارت المعلومات  أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ما زال مصرا على موقفه ومطالبه الوزارية المتمثلة بوزارتين لـ”التكتّل الوطني” المؤلف من 7 نواب، والحصول بالتالي على حقيبة من هذه الحقائب التالية: الأشغال العامة، الطاقة والمياه، أو وزارة الاتصالات، بينما لم يتخذ الرئيس سعد الحريري قراره حتى الآن.

وعُلمت “الشرق”  أن الاجتماع الذي عقده الحريري مع رئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل انتهى إلى اسناد 7 حقائب للتيار، و4 للقوات (بينها وزارة العدل)، إضافة إلى 3 لريئس الجمهورية، في وقت افادت المعلومات بأن الأسماء القواتية المرشحة للتوزير تم تحديدها على أن يتم اسقاطها على الحقائب في المرحلة التالية.

أما في ما يتعلق بعقدة التمثيل السني، فلفتت المعلومات الى أن اسم النائب فيصل كرامي يحظى بتأييد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في وقت يصر النواب السنة المقربون من 8 آذار على وزيرين لا يكونان من حصة الرئيس عون، علما أن بات من المعلوم أن الحريري سيحظى بوزير ماروني مقابل السني من حصة رئيس الجمهورية إلى كتلته الوزارية .
إقرأ ايضًا: المحاصصات تؤخر تأليف الحكومة وبري يستغرب العودة الى الوراء

ومن جهة ثانية، أجرى الحريري الجولة الرسمية الاولى من المحادثات ميركل في السرايا، وتناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري. وشارك في المحادثات عن الجانب اللبناني الوزير غطاس خوري وسفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب والمستشاران نديم المنلا وهاني حمود، وعن الجانب الألماني السفير الالماني في لبنان مارتن هوث.

وأكدت ميركل وقوفَ بلادها الى جانب لبنان ودوَّنت في سجلّ الشرف الكلمة الآتية: “لا تزال ألمانيا تقف إلى جانب لبنان مستقرّ ومنفتح على العالم ومزدهر، حيث يعيش الناس من مختلف الأديان معاً في سلام. أتمنّى لكم كلَّ النجاح والتوفيق في تنفيذ الإصلاحات التي بدأت.”

السابق
هل وراء الأكمّة ما وراءها؟
التالي
إسمع يا دولة الرئيس (25): الشيعة والواقع السياسي المتزلزل