زيارة ميركل واغراءات ألمانيّة مالية للإبقاء على اللاجئين السوريين

ما هي خلفيات زيارة ميركل وتقديمها الدعم الإقتصادي للبنان؟ وهل هي إغراءات مالية للضغط على لبنان لإبقاء اللاجئين على أراضيه؟

تأتي زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بيروت يوم (الخميس) المقبل في خضم المواجهات بينها وبين وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر بشأن الهجرة وإقتراحه تدعيم الحدود ومنع طالبي اللجوء من دخول بلاده وهو ما يتعارض مع طريقة إدارة ميركل  لأزمة اللاجئين  إضافة إلى ضغط الإتحاد الأوروبي عليها على خلفية  فتح حدود بلادها للاجئين من جهة، ومن جهة ثانية تأتي هذه الزيارة مباشرة بعد الأزمة التي أثارها وزير الخارجية جبران باسيل مع المفوضية العليا للاجئين مع زعمه ان الأخيرة تعرقل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وإتهامه للمجتمع الدولي أنه يعمل على توطين اللاجئين السوريين في لبنان، سيما بعد تصريح السفير الألماني قبل أيام بأن لمجتمع الدولي “مستاء من الاتهامات الكاذبة المتكررة” له، وتشديده على  «أن الأمم المتحدة ملتزمة بالكامل عودة اللاجئين السوريين”.

وبمجرد الإعلان عن زيارة ميركل التي يرافقها فيها رجال أعمال ألمان وستستمر لغاية يوم الجمعة، كثرت التكهنات والتأويلات عن أسبابها، إذ ربطت بعض الأوساط السياسية حضور ميركل إلى لبنان بملف النازحين  سيما بعد تعالي مؤخرا الصرخات الرسمية والشعبية لضرورة عودة اللاجئين السالمة إلى سوريا مع تحرير جزء كبير من الأراضي فيها. وفي هذا السياق تؤكد مصادر مطلعة لـ “جنوبية” أن الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان، بما في ذلك أزمة اللاجئين السوريين، ستكون حاضرة في المحادثات. ومن المقرر ان  تحمل ميركل  رسالة اقتصادية- سياسية تقدم فيها الدعم لبنان وكل ما يحافظ على إستقراره، في ظل العبء الملقى على عاتقه جرّاء استضافته اعداد كبيرة من اللاجئين. ومن المقرر أن تبدأ بلقاء رئيس الحكومة المكلف، ومن ثم لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على أن ينظم لقاء اقتصادي في السراي الحكومي صباح الجمعة يجمع الوفد الاقتصادي الألماني برجال أعمال واقتصاديين لبنانيين وتنتهي بمؤتمر صحافي يجمع الحريري وميركل.

وفي هذا الإطار، تتساءل الأوساط عن خلفيات زيارة ميركل وتقديمها الدعم الإقتصادي للبنان وإن كانت إغراءات مالية للضغط على لبنان لإبقاء اللاجئين على أراضيه؟

رندلى جبور

أكدت عضو المكتب السياسي  في “التيّار الوطني الحر” ريندلى جبور في حديث لـ”جنوبية” أن “موضوع اللاجئين السوريين سوف يكون حاضرا في محادثات ميركل، والأكيد أنه سيكون هناك لقاء بينها وبين وزير الخارجية  جبران باسيل، مشيرة إلى أن عدة مواضيع ستكون حاضرة من بينها الدعم والمساعدات المالية الألمانية للبنان”.

ونفت أن “تكون هذه الزيارة أتت جراء الإشكال الذي وقع بين باسيل والمفوضية، بل كانت مخططة من قبل”، مؤكدة أن “موضوع االلاجئين سيكون حاضرا و بقوة خصوصا مع إرتفاع الصوت أيضا في ألمانيا ضدّ هذه الأزمة”.

وعن ربط المساعدات المالية الألمانية إلى لبنان بإبقاء اللاجئين قالت جبور “نحن نقول بما أن المجتمع الدولي يريد إعطاء اللاجئين السوريين مساعدات وبما أن اللاجئين يبدون رغبة بالعودة إلى بلادهم فلتأتي المساعدات للسوريين في بلادهم بشكل فوري كحوافز للبقاء في أرضهم”، وأكّدت “نحن لا نريد مساعدات لأننا كمجتمع مضيف لا يصلنا مساعدات بقدر ما نتكبده من أعباء مالية  لذلك لا نريد أن نغرق بموضوع الإغراءات المالية وتكبير أزمة اللاجئين بشكل لا نستطيع حله فيما بعد”.

إقرأ ايضًا:  قرار باسيل ضدّ مفوضية اللاجئين: هل تصدم لبنان مع المجتمع الدولي؟

كما كان لـ “جنوبية” حديث مع وزير الدولة لشؤون النازحين  في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي الذي أكّد أن “لا أحد يستطيع التكهن عن مضمون المحادثات، لكن من ضمن المواضيع المطروحة  موضوع اللاجئين المنتشرين في كافة أنحاء العالم والذي يقض مضاجع الجميع من أميركا وصولا إلى لبنان وغيرها،” مؤكدا أن هذا الملف سوف يكون طبقا رئيسيا في المحادثات، كما أنها ستقدم دعم للبنان من خارج مؤتمر “سيدر” إضافة إلى الأمور المشتركة وهو أمر طبيعي”.

وعما يدور عن إغراءات مالية لإبقاء اللاجئين في لبنان إستغرب مرعبي ما يتم تداوله مشيرا إلى الكلام الصادر عن السفير الألماني قبل أيام والذي شدد فيه على أن “الأمم المتحدة ملتزمة بالكامل عودة اللاجئين السوريين”، متساءلا لو كان للأوروبيين مساعي لمنع عودة السوريين إلى بلادهم لكانوا تواجدوا في سوريا، واليوم الأوروبيين شبه غير موجودين وغير مستفدين من بقائهم في لبنان وعدم عودتهم إلى بلادهم”.

وأشار المرعبي إلى أن “باسيل يتعاطى مع ملف النازحين بطريقة عنصرية، ويخرج ارانب في كل وقت وآخر ما تفتق ذهنه عليه هو العودة المتدرجة للنازحين وهذا ما كان يجري سابقا وليس باسيل من ابتدعه بالدليل أن عدد اللاجئين السوريين المسجل  في لبنان كان مليون وعشرة الاف لاجئ سوري اليوم إنخفض العدد إلى أقل من مليون وهذا بسبب ما يسمى عودة متدرجة”.

إقرأ ايضًا:  مشروع «الانفاق الاستثماري» يسفر عن توظيف 70% من النازحين السوريين!

وأكد أنه “هو كمعين المرعبي الذي يعتبر أن إحتضان اللاجئين واجب إنساني وضروري، إلا أنه ضدّ توطينهم بأي شكل من الإشكال وتحت أي ذريعة لكن نحن نحتضنهم إنسانيا لغاية عودتهم الطوعية والآمنة إلى بلادهم”.

وشدّد على “أنه سياسيا نحن نقول اليوم أن  الإيراني والروسي وكل الأنظمة التي تحاول إحتلال سوريا وتغيير الديموغرافيا فيها لا يمكن مواجهتها إلا عبرعودة االشعب السوري إلى أرضه “. مؤكدا “أنه شخصيا وفريق الوزارة يتابعون أي طلب  للعودة إلى سوريا أو الخروج إلى لبنان إلى بلاد أخرى يواجه برفض أو عرقلة”.

وختم المرعبي أن “باسيل أمضى سنة ونصف في الحكومة دون أن يولي أي إهتمام لهذا الملف ولم يحضر أغلب الإجتماعات والمؤتمرات المتعلقة بملف اللاجئين، لذا لن نستطيع أن نبني مواقفنا على كلام شخص لا يفعل سوى إنتقاد الغير إضافة إلى أنه حليف “حزب الله” والنظام السوري الذين يحتلون الأراضي السورية ويقتلون الشعب السوري ويهجرونه، وبالتالي يجب أن يتوجه باسيل لحلفائه بدوعتهم إلى الإنسحاب من القلمون والقصير وحلب كي يتمكنوا من العودة إلى أراضيهم وبناء منازلهم”.

السابق
حفر القناة يحوّل قطر الى جزيرة: مشروع سياحي أم عزل سياسي؟
التالي
الخارجية السورية تدين توغل القوات التركية والأمريكية في منبج