الغارات الاسرائيلية تطال الحشد الشعبي في سوريا..واتفاق الجنوب يترنح

استهدفت غارة جوية ليل الاحد الماضي مقرات عسكرية تابعة للحشد الشعبي في البوكمال السورية، وفي حين اتهمت الحكومة السورية قوات التحالف الدولي بتنفيذها، فإن واشنطن نفت تورطها بتلك الضربة وأعلنت ان اسرائيل هي من تقف وراءها.

اسفرت الغارة الجوية التي بقيت أياما مجهولة المصدر على منطقة البوكمال السورية الحدودية مع العراق، عن مقتل وجرح العشرات من أفراد الجيش السوري ومناصريه من القوات الرديفة، ما اثار علامات استفهام حول هوية الجهة المنفذة للهجوم بعد نفي قوات التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة توجيه اي ضربة في المنطقة المستهدفة.

من جهة اخرى، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان امس الاثنين، ان اعداد ضحايا الغارة الجوية في البوكمال السورية بلغ 52 قتيلا بينهم 30 من الحشد الشعبي العراقي و16 عنصرا من الجيش السوري وحلفائه.

وتشكل منطقة البوكمال في محافظة دير الزور جبهة اشتباك مع تنظيم داعش حيث نجحت قوات التحالف الدولي بالاشتراك مع الجيش السوري وقواته الحليفة بطرد التنظيم الارهابي من المنطقة الحدودية مع العراق، الا ان التنظيم يستعد لشن هجمات مضادة لاستعادة السيطرة على معاقله وآخرها سلسلة هجمات انتحارية أدت الى مقتل 30 من قوات الجيش السوري في 8 من الشهر الجاري.

وكشف مسؤول اميركي لشبكة “سي أن أن ” ان مقاتلات اسرائيلية وليست اميركية قامت بقصف المواقع العسكرية في شرق دير الزور، في حين اكد مسؤول اميركي اخر لـوكالة الصحافة الفرنسية ان واشنطن لديها اسباب تدفعها الى الاعتقاد ان اسرائيل قصفت مقرات الحشد الشعبي في منطقة الهري، مبديا تخوفه من قيام قوات الحشد الشعبي برد فعل انتقامي يطال قوات اميركية تعمل في المنطقة، حسب ما اشارت “الجزيرة”.

إقرأ أيضاً: واشنطن ومساراتها: استيعاب سوريا..استنزاف إيران وإطالة حرب اليمن

ونقلت “العربية” عن الحشد الشعبي في بيان اصدره ان مواقعا ثابتة له من لواءي 45 و46 المرابطة على الحدود السورية – العراقية، استُهدفت بصاروخين مسيرين، مطالبا الاميركيين بتوضيح ما جرى خاصة وان مثل هذه الضربات تكررت في الفترة الاخيرة.

وأضاف بيان الحشد الشعبي أنه بسبب طبيعة المنطقة الحدودية جغرافيا، وايضا كون الارض جرداء اضافة الى الضرورات العسكرية، كل ذلك يستدعي وجود قوات تابعة له في تلك المنطقة، حيث تشكل منطقة البوكمال السورية التي تبعد مسافة 700 متر عن الحدود العراقية، نقطة حاكمة على مقربة من “حائط الصد” مع التنظيم الارهابي الذي يزعم الحشد الشعبي ان الاخير يحاول احداث  ثغرة عبره يدخل منها الى الاراضي العراقية، مؤكدا ان تواجده هناك قائم بالتنسيق مع الدولة السورية من خلال غرفة عمليات مشتركة.

من جهته، اشار المبعوث الاميركي الى التحالف الدولي بريت ماكغورك الى انه لم تعد بلدة “الدشيشة” تشكل معبرا سيئ السمعة للسلاح والمقاتلين والانتحاريين، للمرة الاولى منذ 4 سنوات بعد خروج داعش منها، بحسب وكالة “فرانس برس”.

الا ان استهداف مقرات الحشد الشعبي من قبل اسرائيل التي لم تؤكد ولم تنفِ الحادث، يأتي في سياق خطة اسرائيلية بمنع طهران من اقامة خط بري استراتيجي يمتد لبيروت مرورا بدمشق، والذي قاد عملية تحريره عسكريا قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، حسب ما اشارت جريدة الحياة.

إقرأ أيضاً: نهائي عاصف قريبا بين إيران وإسرائيل:الذهاب في سوريا والاياب في لبنان!

وقد تفاقمت في الآونة الاخيرة حدة التوتر بين روسيا وايران في سوريا بعد تفرد موسكو بإعادة ترتيب الوضع السوري بالاتفاق مع اسرائيل بما يضمن مصالحها، وخاصة في مناطق الجنوب السوري وهو ما عرف بـ”اتفاق الجنوب” والقاضي بإبعاد القوات الايرانية لمسافة 40 كلم عن الجولان المحتل مع الحدود الاسرائيلية، واعادة تموضع القوات السورية في مناطق سورية مختلفة، الامر الذي استنكرته طهران معتبرة ان وجودها على الاراضي السورية هو بدعوة رسمية من الحكومة السورية نافية وجود مواقع ثابتة لها هناك.

يشار الى ان ايران تلقت ضربات اسرائيلية على مواقعها العسكرية في سوريا ابرزها في مطار تيفور العسكري بحمص واسفر عن مقتل 8 من مستشاريها وضباطها، ورأى مراقبون ان موسكو رفعت غطاءها الجوي عن القوات الايرانية المتواجدة في سوريا بغية تحييدها من المشهد السوري، ويعد هذا الاجراء ضغطا روسيا لحسم صفقتي “تل رفعت” مع تركيا و”الجنوب السوري” مع اسرائيل وتعرقل ايران حسمهما، حسب ما ذكرت جريدة “الحياة”.

 

السابق
براغيث تهاجم اللاعبين في مباراة انكلترا- تونس في مونديال 2018
التالي
المحاصصات تؤخر تأليف الحكومة وبري يستغرب العودة الى الوراء