سجال جنبلاط -العهد توقّف..والتقدّمي يؤكّد براءة الزيارة الى السعودية

هل لتصعيد جنبلاط ضدّ العهد علاقة بزيارته الأخيرة إلى السعودية؟ وهل هذا التصعيد مؤشر عن تدخلات خارجية لأجل تأخير وإعاقة تشكيل الحكومة؟

بدلا من أن يخيم الهدوء والسلام على عطلة عيد الفطر تحوّلت الساحة السياسية المحلية بشكل مفاجئ  إلى منصة حربية وإشتباك إلكتروني بين زعيم “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط، ‏وفريق “لبنان القوي” المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال عون رفعت منسوب المواجهة بين الفريقين إلى سقوف مرتفعة.

وفيما دأب رئيس التيار الوطني الحرّ  الوزير جبران باسيل على رفع راية “إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم” وماض في مواجهته مع المجتمع الدولي، كانت تغريدة جنبلاط لافتة في هذا السياق سيما أنه صوّب هذه المرة على العهد ورئيس الجمهورية ميشال عون بشكل مباشر ووصفه انه “فاشل”  قائلا “في لبنان يطالبون بتسليم النازحين الى الجلاد بحجة تحميلهم ‏سوء الأحوال.. ومصيبتنا في عهد فاشل من أول لحظة..”.

هذه التغريدة كانت كفيلة بتراشق الإتهامات  العنيفة بين الطرفين وهي كادت ان تتطور نحو الأسوأ، لولا الإتصالات والتدخلات التي جرت من قبل الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري لكبح جماح الجدل الحاصل.  ما طرح تساؤلات عدّة عن مصير تشكيل الحكومة سيما أن هذه الإتصالات لم تغيرّ موقف الحزب التقدمي الإشتراكي باصراره الحصول على حصة الدروز كاملة في الحكومة المقبلة وبالمقابل إصرار رئيس الجمهورية على تمثيل تكتل النائب طلال إرسلان، بالمقابل ربط “التيار الوطني الحرّ” التصعيد الجنبلاطي بزيارته إلى السعودية مؤخرا وهو ما رسم بالتالي علامات إستفهام  حول موقف المملكة من التأليف الحكومي؟   في ظلّ ترجيح الأطراف المتابعة لعملية التأليف أن هناك لا وجود لمناخ تشجيعي من الخارج للحض على تأليف الحكومة في وقت قريب.

رأى النائب في تكتل “لبنان القوي” فادي الأعور في حديث لـ “جنوبية” أن ” التصعيد الجنبلاطي من المفترض أي يكون مرتبط بزيارته الأخيرة إلى السعودية لأن هذا الكلام لم يكن له مبررا ولم يكن هناك ما يبرر في المواقف السياسية ويستدعي جنبلاط أن يذهب لهذا الحدود بالتصعيد، وأضاف “في تقديري “هذا التصعيد متلازم مع التوجه السعودي الذي لم يتضح حتى الآن صورته”.

وأكّد “الكل يعلم أن جنبلاط في السياسة لا يمكن إحتساب مواقفه السياسية على مدار الساعة، مشيرا إلى أن “هذا الأمر طبيعي ففي النهاية عندما تبصر الحكومة النور سوف تشارك جميع القوى السياسية فيها وسوف يلتئم الجميع بمواقف موحدة”.

وبخصوص الحديث عن محاولات خارجية لإعاقة تشكيل الحكومة إستبعد الأعور أن “يستطيع أي طرف خارجي إعاقة تشكيل الحكومة “، مشيرا إلى أن “جميع القوى السياسية تفتعل كباش للمحافظة على حصصها وموقعها في الحكومة ، مشددا على أن “لبنان بلد التسويات ففي النهاية يصل الجميع إلى تسوية في ما يتعلق بالحكومة  وينتظم الجميع فيها”.  

إقرأ أيضاً: تغريدة جنبلاط تكشف المستور وسجال عنيف بين نواب التقدمي والتيار الحر

بالمقابل نفى مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس ان تكون زيارة زعيم الجبل وليد جنبلاط  الى السعودية هي التي تسببت بالتصعيد، وقال لموقع “جنوبية”أن “لا نية من قبل الحزب التقدمي الإشتراكي  لإفشال أو إضعاف مجهود الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، بالعكس من المعروف أن الحزب التقدمي  كان دائما أوّل طرف يسهّل عملية تشيكل الحكومات ويقدّم تنازلات وتضحيات”.

رامي الريس
رامي الريس

 

ورأى  أن “موقف النائب وليد جنبلاط من العهد هو موقف سياسي، وطالما نحن في نظام ديمقراطي حتى إشعارٍ آخر يحق لرئيس حزب سياسي بوزن جنبلاط أن يدلي برأي سياسي حول رؤيته لمسار العهد”، مشيرا إلى أن “حملة الردود الشعواء التي صدرت والتي  كانت خالية من أيّ مضمون سياسي إنما للأسف ترتد على العهد لأنها توحي بأن هذا العهد ليس لديه سوى هذا المستوى من الردود”.

كما أكّد الريس  “نحن نبحث عن نقاش سياسي في البلد  فهناك مجموعة من العناوين الخلافية حول طريقة إدارة الملفات السياسية في البلد والتي تستوجب مقاربات مختلفة تماما، وهذا للأسف ما لم يحدث طوال مرحلة إنطلاق هذا العهد”.

إقرأ أيضاً: من وصف جنبلاط بـ«المجنون»؟

وقال الريس “حصل هذا السجال وكنا نتمنّى أن لا يحصل وأن لا نغرق في هذا المستوى من السجالات”، وأضاف ” حاولنا أن نحافظ قدر الإمكان على مستوى الموقف السياسي لكن للأسف الشديد وصلنا إلى هنا”، داعيا بالقول “فلنعد إلى العملية السياسية الديمقراطية الطبيعية على أن تكون أي خلافات ونقاشات تحت سقف الدستور والقانون والمؤسسات والمنطق السياسي ولنذهب جميعا للبحث في عملية تأليف الحكومة الجديدة وفق نتائج الإنتخابات النيابية التي لا  نستطيع تجاوزها أو الإلتفاف حولها”.

في الختام كشف الريّس أنه “جرى بعض الإتصالات  السياسية لتهدئة الجدال، ونحن تجاوبنا لأننا في الأساس لم نكن نرغب بوقوع هذا الجدال والأهم اليوم أن نذهب بإتجاه تسهيل عملية تشكيل الحكومة الجديدة نظرا لمستوى التحديات الكبرى التي يعيشها لبنان”.

السابق
الأم ميساء منصور..انتزع القضاء طفلها عشية العيد!
التالي
الإمارات تمنح الإقامة لمدة عام لرعايا الدول التي تعاني من حروب وكوارث