إحسان عطايا لـ«جنوبية»: الطائرة الورقيّة الحارقة رد سلميّ على جرائم اسرائيل

من هو صاحب فكرة الطائرات الورقية الحارقة التي انطلقت من قطاع غزة باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة. مسؤول "حركة الجهاد الاسلامي في لبنان" احسان عطايا يشرح سرّ هذه الطائرات لـ"جنوبية".

انها طائرات ورقية وبالونات حارقة، تشعل عشرات الحرائق في الاراضي المحتلة المحاذية لقطاع غزة، حيث أشعلت هذه الطائرات حقولا في المنطقة المحتلة المجاورة للقطاع.

فبعد قصف اسرائيل للمدنيين، بدأ سكان غزة بإرسال طائرات ورقية محملة بأقمشة مشتعلة باتجاه المناطق الإسرائيلية كوسيلة للرد على حصار غزة، في خطوة أغضبت إسرائيل. مما دفعها لاعلان اقتطاع  جزء من أموال تحولها إلى الفلسطينيين، تحت عناون التعويض على  مزارعيها المتضررين، لأن هذه الحرائق دمرت أكثر من 6 آلاف فدان خلال اسابيع قليلة مما تسبب بخسائر تقدّر بنحو 2 مليون دولار.

ففي خلال مسيرة العودة التي انطلقت في 30 آذار من كل عام، اطلق الفلسطينيون الطائرات الورقية الحارقة، والتي كان الفلسطينيون قد لجأوا اليها سابقا من خلال رمي قنابل “المولوتوف” باتجاه العدو.

إقرأ ايضا: «التغيير» يطرق باب القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان

واليوم يستعيدها الفلسطينيون، باسلوب جديد، فماذا يشرح عن سرّ الطائرات الورقية الحارقة ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان، إحسان عطايا، لـ”جنوبية” الذي يقول ” بصراحة موضوع الطائرات الورقية هي بناء” على القول ان الحاجة أم الاختراع، فالشعب الفلسطيني قرر ان يُحرج العدو الصهيوني في موضوع المسيرات السلميّة التي خرج بها، والتي عبّرت عن الشارع الفلسطيني، ومثلت الشعب الفلسطيني بكل اطيافها، وهي ترفع الحجة والذرائع باستخدام السلاح، خاصة ان العدو الصهيوني لا يتوانى عن محاولة احراج الفلسطينيين امام العالم، وان كان الامر لا يخلو من وجود احرار يتضامنون معنا”.

ويرى احسان عطايا انه “امام موضوع  ضرب المسيرات بالسلاح واستخدام السلاح الحيّ ضد المتظاهرين العزّل، بدأ الصراع وبدأ التفكير بابتكار حلّ محل “دواليب الكاوتشوك”، خاصة ان الرائحة كانت ترتد على المتظاهرين وتؤذيهم، وجاءت فكرة الطائرات الورقية الحارقة كرد سلميّ على القتل والإمعان في القتل الصهيوني للعزّل، فخرجت الفكرة، وهي ليست وليدة شخص محدد. ففي المرحلة الاخيرة حاول العدو الصهيوني إلقاء القبض على اي شخص يحمل الطائرات الورقية. وكانت الفكرة تجريبية، ولما وجدوا انها تسير بسهولة صاروا يحملونها كتلة من النار. مما شكّل ارباكا للعدو لدرجة ان “الكابينت” عقد جلسة لمناقشة كيفية حلّ هذه المشكلة، وللضغط على السلطة، وللحد من الخسائر، فقام بالتهديد بقطع جزء من ميزانية السلطة للتعويض على مزارعيه، الا ان هذا الامرلم يُوقف الطائرات”.

ويلفت عطايا، بالقول “صارت المواجهة مركبة بين الطرفين، والطائرة موصولة بخيط، وتسير وفق رغبة المقاومين، ومن يعمل هم مقاومون أذكياء وأدمغة، وليسوا بعابري سبيل او ان عملهم عن طريق الصدفة. هناك اسلوب تفكير لأذية الشعب الصهيوني، وعدم ايجاد مبرر له للقتل”.

ويكمل عطايا “ليس هناك إلغاء للمقاومة جراء اللجوء الى الطائرات الورقية، بل هو نوع جديد من النضال، حيث انهم شعروا اننا لن نغيّر قواعد النضال او قواعد اللعبة”.

إقرأ ايضا: حماس والجهاد… من رحم الإخوان المسلمين الى ايران

وبرأي إحسان عطايا “اتجاه اصرار اهل غزة  على النضال، ثمة لجان مختصة مؤلفة من كفاءات مختلفة، وثمة تلاحم وتكامل وتأثر مما وّلد عصف ذهني وافكار خلاقة، اضافة الى التوعية حول الصراع، حيث ان التاريخ سيحدثنا عن ابتكارات حصرية خاصة بالفلسطينيين كـ”الطائرات الورقية” او “احراق الكاوتشوك””.

فمع ابتكار “النقيفة” و”انتفاضة الحجارة” و”حرق الكاوتشوك” و”الطائرات الحارقة” و”الأنفاق”، لن يتوقف الفلسطينيون عن ابتداع طرق جديدة سليمة للمواجهة والمقاومة..

السابق
الفلتان الأمني في البقاع: أين تكمن القطبة المخفيّة؟
التالي
اليمن: مطار الحديدة سقط لم يسقط.. ومعركة المرفأ قادمة