اليمن: مطار الحديدة سقط لم يسقط.. ومعركة المرفأ قادمة

تتضارب المعلومات حول سقوط مطار الحديدة اليمني، في قبضة قوات الرئيس هادي المدعومة من التحالف السعودي- الاماراتي وانتزاعه من الحوثيين.

تؤكد مصادر مطلعة ان العملية العسكرية في مطار الحديدة تجري بغطاء غربي ويشارك فيها ضباط اميركيون وبريطانيون في غرفة العمليات الجوية، اضف الى وجود قوات فرنسية على ارض المعركة، وتتناقل وسائل اعلام عن مشاركة 21 الف مقاتل من قوات التحالف والقوات اليمنية في هجوم هو الاعنف منذ اسبوع وسط تأكيدات عن مقتل نحو 250 من المقاتلين الحوثيين مع وجود آلاف الالغام التي تعيق تقدم القوات اليمنية.

ويكتسب مطار الحديدة اهمية استراتيجية فهو يطل على البحر الاحمر ويبعد اقل من عشر كيلومترات عن ميناء المدينة، وهو الشريان الحيوي الوحيد المتبقي بأيدي الحوثيين، وتقع الى جواره قاعدة جوية عسكرية مركزية قبل ان يستولي الحوثيون عليها ويحولوها الى معسكرات خاصة بهم، ونزع مطار الحديدة من قوات عبد الملك الحوثي يعني السيطرة على الخط 16 الذي يربطه بالعاصمة صنعاء، وقطع امدادات الخط الحيوي الذي يوفر جسرا جويا للتموين والاغاثة والاستشفاء.

ما هو مسار العمليات العسكرية في مطار الحديدة ؟ وهل انتهت العملية السلمية في اليمن مع الهجوم الساحلي المستمر على الحوثيين؟

جابر: لا يوجد اي اهمية عسكرية لمطار الحديدة

العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات، اكد لـ “جنوبية” انه  لم تتم السيطرة على مطار الحديدة كما يشاع في  الاعلام، ورأى ان المعلومات عن قرب سقوطه “يدخل في اطار الحرب النفسية التي لها اهمية كبرى ودورها في اضعاف المعنويات خلال الحرب”.

من جهة اخرى، اعتبر جابر انه “لا توجد  اي اهمية عسكرية لهذا المطار، فهو معطل ولا يمكن استعماله الا لطائرات هليكوبتر، وكما قال احد القادة الحوثيين ساخرا هو ليس مطار بغداد وارى ان اهميته نفسية ومعنوية وربما جغرافية.”

جابر اكد ان “السيطرة على المرفأ هي الاهم، وكذلك مدينة الحديدة فنسبة 70% من الامدادات تصل الى المدينة عبر المرفأ، ورغم وجود قوة بحرية اماراتية كبيرة فالسيطرة على هذا المرفأ هي عملية صعبة”.

إقرأ أيضاً: اليمن من منظور أمني استراتيجي

واضاف جابر ” الجهود الدبلوماسية القائمة وعلى رأسها حركة المبعوث الاممي مارتن غريفيث، تقتصر على ايصال رسائل للحوثيين لاخلاء المدينة ضمن شروط، الا انه لم يقابل احدا حتى الان، ويعتبر البعض ان غريفيث يمشي على خطى المبعوث السابق  ولد الشيخ احمد، الذي قضى ثلاث سنوات ينقل رسائل وتحوّل الى ساعي بريد”.

العميد الدكتور هشام جابر

 

واعتبر جابر ان” القرار 22/16 عفى عليه الزمن ويجب ان يستبدل بقرار اخر يصدر عن مجلس الامن ، خاصة مع التطورات الكبير واصرار الحوثيين رفض تسليم مطار الحديدة، فمن جهة الهجوم البري بالرغم الحصار القوي لناحية البحر والهجوم المكثف لقوات التحالف التي تخطت الـ100 غارة خلال اربعة ايام، هناك قيادة سعودية عن بعد فيما يتعلق بالغارات الجوية  واخرى اماراتية من جهة البحر، اما لناحية البر هناك قوات متعددة الجنسيات او مرتزقة  منها قوات هادي وعناصر سودانية وبريطانية وفرنسية اضف الى وجود اجهزة مخابرات متعددة” وأكد ان ” مدينة الحديدة تشكل مركز القوة، حيث تتحصن القوات الحوثية وقوات التحالف تتخوف بشكل كبير من دخول هذه المدينة واستدراجها الى كمائن نصبها الحوثيون على مداخل المدينة، اضف الى نشر القناصة على الاسطح، وهو ما يشكل عنصر مفاجأة للقوات الغريبة لانها لا تعرف الارض وطبيعة المدينة الجغرافية لذلك هناك تريث لاقتحام المطار”.

عبد القادر: الاستيلاء على الحديدة يقطع الامداد عن الحوثيين

من جهته المحلل العسكري والعميد المتقاعد نزار عبد القادر، قال لـ”جنوبية” ان ” المطار يشكل في اي عملية عسكرية هدفا استراتيجيا للجيوش المهاجمة، ولا بد ان نتذكر القوات الاميركية عندما هاجمت بغداد ذهبت اولا الى مطار بغداد الدولي واحتلته، وذلك يشكل مؤشرا الى ان المدينة سقطت بالكامل”.

إقرأ أيضاً: اليمن بعد حصار الحديدة

من جهة اخرى، رأى عبد القادر إن “عملية تنظيف المداخل والطرق المؤدية الى المطار ومحيطه يؤدي الى قطع الامدادات والتموين ومنع وصول المقاتلين وعدم الافساح في المجال بالدفاع عن مرفأ ومدينة الحديدة، هو الهدف الاهم، اي قطع طريق الحديدة – صنعاء حيث القرار والثقل الاستراتيجي، من جهة اخرى اعتقد ان حجم الهجوم والاندفاعة الميدانية الحاصلة  وسرعة التنفيذ، كلها مؤشرات الى وجود قرار نهائي لا رجوع عنه باقفال ابواب الحديدة التي تشكل ممرا للامداد ومركز للاتصال بين الحوثيين وايران  وحزب الله والهدف من العملية القائمة حاليا هو السيطرة على كل الشواطئ اليمنية المطلة على البحر الاحمر”.

 

وختم عبد القادر ” يمر الحوثيون حاليا بوضع عسكري صعب حيث تنقطع عنهم كل انواع الدعم الاستراتيجي واللوجستي المتواصل ويخلق حالة من الارباك بشكل يدفعهم الى التفكير بأن الوقت قد حان للقبول ببحث جدي عن مخرج سياسي لهذه الحرب”.

السابق
إحسان عطايا لـ«جنوبية»: الطائرة الورقيّة الحارقة رد سلميّ على جرائم اسرائيل
التالي
الأمن العام وإشكالية انفراده بقرار عدم ختم الجوازات الإيرانية