جنبلاط الذي يجيد فن التغريد، كما أجاد فن التمحور في وسط السياسة اللبنانية ليتربع على عرش قبانها، تكاد لا تخلو تغريداته من لطشات مغلّفة بقالب فكاهي يحمل ثقافة واسعة..
وقد يختلف الناس في الموقف من وليد جنبلاط على تويتر كما اختلفوا في الموقف منه بالسياسة على مدى عقود، فكان اللبنانيون على فئاتهم واصطفافاتهم دائمي التنقل من ضفة مادحيه إلى ضفة منتقديه وبالعكس، على وقع تموضعاته التي أمّنت له أن ينتصر دوماً في اللعبة اللبنانية..
إلاّ أنّه مهما اختلفنا في الموقف من البيك الاشتراكي، نقرّ جميعنا بمسلّمة واحدة، وهي أنّه من أكثر الساسة دهاء في إيصال الرسائل، حيث تكون لكلّ كلمة يقولها مقصد، وسهم موجه باتجاه هدف محدد..
وإذا كانت تغريدات البيك مدعاة للبحث في معاجم اللغة وكتب التاريخ لفك شيفراتها، فإن تغريدة جنبلاط الثانية في هجومه على العهد، أدّت إلى اقبال واسع على تصفح المعاجم، بحثاً عن معاني كلمات ما عدنا نعهدها.
مالكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي علة.. افرنقعوا عني:
عيسى بن عمر الثقفي، كان إماماً كبيراً جليلاً في اللغة والنحو والقراءات، وقد حكى الجوهري عنه أنّه سقط يوماً عن حماره فاجتمع عليه الناس،وعندما رآهم حوله قال: مالكم تكأكأتم علي كتكأكئكم على ذي جنة؟ افرنقعوا عني. والبعض يقول أنّه قال ذي علة..
معناه: مالكم تجمعتم علي تجمعكم على مجنون؟ انكشفوا عني..
وإذا كان الزعيم الاشتراكي قد توجه بتغريدته المنقولة عن الثقفي، إلى وزراء التيار الوطني الحر وتوابعه وكادراته وقيادته، سائلاً إياهم لماذا اجتمعوا عليه كما يجتمعون على مجنون، فمن قصد جنبلاط بالمجنون؟
إقرأ أيضاً: تغريدة جنبلاط تكشف المستور وسجال عنيف بين نواب التقدمي والتيار الحر
