ختم مطار بيروت الدولي في طهران: الإيرانيون يعبرون بالخط العسكري!

مطار بيروت
معلومات عن إلغاء ختم "الدخول" و "الخروج" للمسافرين الإيرانيين الوافدين إلى لبنان!

كان لافتاً ما كتبه المحلل السياسي الإيراني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط “رامان غفامي” عبر صفحته الخاصة تويتر، إذ كشف في تغريدته التي دوّنها بتاريخ 14 حزيران، عن معلومات هامة ترتبط بتسهيلات تقدمها الدولة اللبنانية للوافدين الإيرانيين.
أما فيما يتعلق بطبيعة هذه التسهيلات، فقد أشار “غفامي” إلى أنّ “السفارة اللبنانية في طهران” قد أعلنت أنّ جوازات السفر الإيرانية لن تختم بعد الآن في مطار بيروت سواء عند الدخول أو عند المغادرة!

ليعلق على هذه المعلومات التي أكّد أنّها “رسمية” بالقول “إنّ هذا الإجراء يسهل على عناصر الحرس الثوري الإيراني والقادة العسكريين تجنب العقوبات الأمريكية!”.

في السياق نفسه أشار الكاتب والمحلل السياسي الإيراني أمير طاهري إلى أنّ وكالة “irna” قد ذكرت على صفحتها الأولى أنّ الجوازات الإيرانية لن تختم بعد اليوم في لبنان!
طاهري الخبير في شؤن الشرق الأوسط والذي عمل لمدة 7 سنوات في منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة كيهان اليومية ، الصحيفة الرئيسية لإيران، تساءل في تغريدة نشرها على صفحته تويتر، عن خلفية حصول الإيرانيين المسافرين إلى لبنان على جوازات سفر مختومة من إيران وليس من لبنان (كما يفترض)!
وفيما اعتبر طاهري أنّ حتى الدول الخاضعة للاستعمار تختم “الباسبورات”، علق في الختام: “اللواء قاسم سليماني يقول اليوم أنّ لبنان دولة مقاومة”.

هذه الخطوة الضبابية، والتي لم يعلن عنها أي طرف لبناني رسمي وما زالت قيد الكتمان شأنها،شأن كلّ الصفقات المريبة التي تعمل الأطراف السياسية على تمريرها دون أي ضجيج، توقفت عندها صحيفة واشنطن تايمز الامريكية في مادة نشرتها بتاريخ 15 حزيران. إذ اعتبرت الصحيفة أنّ اللبنانيين يعملون من خلال هذا الإجراء على إفساد مطار بيروت الدولي وعلى تسهيل عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وانتقال المقاتلين المؤيدين لإيران إلى دول الجوار.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ حزب الله قد أتاح بذلك لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، تحويل مطار رفيق الحريري الدولي إلى قاعدة للعمليات.
وكانت الصحيفة قد انطلقت مما وصلت إليه من بيان السفارة اللبنانية في طهران الذي نشرته “إيران نيوز واير”، والذي جاء فيه أنّه وبهدف تسهيل الحركة لن يتم بعد الآن ختم جوازات السفر التابعة للمسافرين الإيرانيين في مطار بيروت.

إقرأ أيضاً: العقوبات الأميركية الجديدة تستهدف شراكة الدولة مع حزب الله

ما الفاتورة التي سيدفعها لبنان تجاه هذا الإجراء؟

مما يبدو أنّ الدولة اللبنانية ما زالت تتعاطى بـ”خفة” مع موضوع العقوبات، لاسيما وأنّ التقارير الأخيرة الصادرة عن واشنطن قد حذرت من مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة، مؤكدة أنّ الخزانة الأمريكية تدرس فرض عقوبات على شخصيات حكومية لبنانية!
يضاف إلى ذلك أنّ الإدارة الأمريكية الجديدة لم تعد تفصل بين “لبنان” وبين “حزب الله”، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات يعتبر أنّ «حكومة لبنان ليست منافسة لحزب الله بل شريكة له» وذلك استناداً إلى المعطيات التي نشرتها صحيفة “الراي” مؤخراً!

انطلاقاً مما سلف، فإنّ ما يتم تداوله عن التسهيلات التي أعلنتها سفارة لبنان في طهران، إن صحّ، فهذا يدل على أنّ لبنان بات رسمياً تحت الغطاء الإيراني، هذا الغطاء الذي لن يجلب إلا مزيداً من العقوبات الاقتصادية على دولة “لبنان” المصابة أساساً بالعجز والتي أصبحت على شفير الانهيار والإفلاس!
مع العلم أنّ المواطن اللبناني نفسه يُختم جواز سفره عند دخوله ومغاردته لبنان، بيد أنّ الدولة كما يبدو ارتأت منح هذا الامتياز للإيرانيين “حصراً” دون أي توضيح يذكر!
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنّ إيران كان سبق لها أن طلبت من العراق إلغاء التأشيرة المعطاة للمواطنين الإيرانيين، إلا أنّ الدولة العراقية قد رفضت في حينها اتخاذ مثل هذا الإجراء مما دفع السلطات الإيرانية لإصدار بيان شديد اللهجة تدين فيه الموقف العراقي غير المتعاون!

إقرأ أيضاً: «الراي» الكويتية: واشنطن تعدّ عقوبات غير مسبوقة على لبنان

في الختام فإنّ هذا الجو من الهيمنة الإيرانية على القرار اللبناني لم يعد مفاجئاً، فالمجلس النيابي بأغلبه لذراع حزب الله، أليس هذا ما أعلنه قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني حينما تحدث عن انتصار الحزب بـ74 نائباً؟! فيما لم يجد كلامه أي ردّ يعتد به من لبنان الدولة باسثتناء ردود خجولة تمّ صياغتها بـ”ختم” نائب كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد!
إضافة إلى أنّ صمت السلطات اللبنانية على هذا القرار المتعلق بالمسافرين الإيرانيين، وإعلانه فقط من الجانب الإيراني، ما هو إلا فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة الفضائح التي سجلها أصحاب القرار في لبنان والتي أخرها “مرسوم التجنيس!”

السابق
بالتفاصيل: التشكيلة الوزارية التي طرحها الرئيس الحريري
التالي
عون يرفض منح القوات حقيبة سيادية.. ويتساءل عن حصّة أرسلان؟!