تغريدة جنبلاط تكشف المستور وسجال عنيف بين نواب التقدمي والتيار الحر

تغريدة تويترية واحدة أشعلت الخلاف بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر!

تغريدة تويترية “جنبلاطية”، فتحت الحرب بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، فخرجت التغريدات المضادة، وتوالت التصريحات، وكأنّ ما بين الطرفين ليس “رمانة”، وإنّما مسألة قلوب “مليانة”!

الاشتباك بدأ حينما كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر صفحته الخاصة تويتر:
“اما المهجرون في الارض فلا عيد لهم ولا راحة.يلاحقهم الموت في البحار وفي الصحاري تجار البشر .يهربون من الظلم والحروب من اجل حياة احسن فاذا بجدران الكراهية والعنصرية ترتفع في كل مكان ،وفي لبنان يطالبون بتسليمهم الى الجلاد بحجة تحميلهم سوأ الاحوال ومصيبتنا في عهد فاشل من اول لحظة”.

هذه الكلمات التي انتقدت علنية مواقف التيار الوطني الحر من النازحين والتي يقودها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على شكل حرب شعواء ضد المفوضية وضد كل من تسوّل له نفسه الدفاع عن السوريين، وذلك بهدف إعادتهم بأي ثمن، لم تكُ إلا بوابة لفتح جميع ملفات التيار من قبل التقدمي، هذه الملفات التي دفعت جنبلاط لوصف العهد بـ”الفاشل منذ أوّل لحظة”!

ما قاله جنبلاط تقاطع وتصريح وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة الذي نشرته صحيفة الانباء الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، إذ قال حمادة أنّ “تجربة هذا العهد هي الأكثر فشلاً منذ الإستقلال وهذه الحكومة بإنجازاتها الفضائحية بالأسوأ في تاريخ الحكومات”.
وتابع: “الأفظع في هذه المرحلة أن بعض زملائنا قرروا الإستفادة من الوقت الضائع بعد الإستحقاق الإنتخابي لتمرير ما تبقى من صفقات كهربائية وموبقات تجييشية واستعمال المزور أحياناً في محاضر ​مجلس الوزراء​”.
في السياق نفسه وفي المناخ المنتقد نفسه غرّد مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس عبر صفحته “تويتر”:
“‏علامات فشل العهد لا تكفيها أحرف تغريدة، بعضها: مراسيم تجنيس فضائحية، صفقات بواخر مشبوهة، تعيين الأقارب والأصهر والأحفاد، نبش القبور والعظام، صدام مع المجتمع الدولي، غياب العداء الإيديولوجي مع إسرائيل، تدجين المؤسسات.اللائحة تطول…ولا يبقى من الإصلاح إلا الشعار!”.

 

هذه المواقف جميعها، استدعات ردات فعل عنيفة من انصار التيار الوطني فبدأت الردود تتوالى من قبلهم، والتي استهدفت بشكل أساسي كلام زعيم الجبل، فغرّد وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل قائلاً: “انجز هذا العهد بسنة واحدة ما لم تنجزه كل العهود التي كنتم من اركانها..
يشهد اللبنانيون على فشلكم و فسادكم في كل الملفات التي استلمتموها..
قدرنا و التزامنا ان نصلح ما افسدتم”.

فيما كتب النائب سليم عون: “مصّر وليد بك بأن يذكرنا بماضيه،فإستعمل بتغريدة واحدة: المهجرون، الموت، تجار البشر، الظلم، الحروب، الكراهية، العنصرية، الجلاد”.

من جانبه قال النائب سيمون أبي رميا في تغريدته: “بما أنّ العهد فاشل بنظر وليد بك، اقترح الا يشارك احد من اتباعه في الحكومة القادمة كي لا يكون شريكاً في الفشل.”.

أما وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي فربط بين ما صدر عن جنبلاط وبين زيارته الأخيرة إلى السعودية ليكتب: “مريب هجومك على العهد يا وليد فور عودتك من المملكة. لماذا توريط المملكة بالإيحاء بأنك تنفذ أمر عمليات فاشل بالذخيرة الخضراء ضد عهدٍ أصبح سيده خارج مرماك ومرمى أزلامك”.

فيما رأى وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال طارق الخطيب أنّ “اذا كانت المطالبة بعودة النازحين الى وطنهم يضعها البعض في خانة العنصريه فهل يمكن ان نضع تهجير ابناء الوطن في خانة المحبة؟”.

في حين غرّد النائب زياد أسود “من خلع كرامته ليلبس عباءته تغطية لفشله و ارتهانه لا يعطي دروسا لاحد …مبروك الزعامة على اللقب”، ليضيف: “يا بيكنا طلع الطبيخ والزلم حد الطنجرة و الرز المفلفل بدو نفيخ و بتحكي عن زعامة و عهد يا فاشل”.

هذه الانتقادت المتتالية واللاذعة في بعض الأحيان بحق الـ”بك”، أخرجت عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور عن صمته، فعلّق قائلاً: “ما بين الصئي منكم والاشخوب، قدركم يا جوقة القاق ان تبقى رؤوسكم تحت الرمل وقدر وليد جنبلاط ان يبقى علو الصقر”.

إقرأ أيضاً: جريصاتي لجنبلاط: لماذا توريط المملكة بالإيحاء بأنك تنفذ أمر عمليات فاشل؟

وبالعودة إلى التغريدة التي أشعلت هذا الخلاف؟ وإن كانت العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر قد وصلت إلى مرحلة جديدة من التباين الصريح والعلني واللاذع. تواصل موقع “جنوبية” مع نائب الحزب التقدمي الاشتراكي هادي أبو الحسن.
أبو الحسن الذي أكّد لموقعنا، أنّ وليد جنبلاط هو زعيم سياسي وقائد لبناني، يراقب ويعبر عن رأيه بصراحة، أوضح بالتالي فيما يتعلق بالملفات الخلافية بين الحزب التقدمي والتيار الوطني الحر أنّ “موضوع التجنيس قد أخذ حيزاً واسعاً، وموضوع النازحين كذلك”.
وأشار أبو الحسن إلى أنّ الحزب التقدمي الاشتراكي كان له رأيه الذي أعلنه صراحة في ملف النازحين، ليضيف “بالنسبة إلينا نجد أنّ مقاربة هذا الملف يجب أن تتم بطريقة مختلفة عن التفرد والعنصرية والنظرة الاحادية للموضوع، إذ هناك عدة جوانب يجب أخذها في عين الاعتبار، وهذه مسألة تناقش بين كل المكونات السياسية في لبنان”.

 

وتابع أبو الحسن “لقد قلنا رأينا في هذا الموضوع الذي عبّر عنه جنبلاط خير تعبير، بينما أتت الردود في المقابل على شكل شتائم”.

وعند سؤاله عن مصير العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، أجاب أبو الحسن مؤكداً “لم نهدف يوماً إلى الصدام مع أحد من موقعنا وحاولنا في الانتخابات أن نعقد تحالفاً واسعاً يحفظ التنوع والشراكة في الجبل، ولكنهم بكل أسف لم يتلقفوا هذه المبادرة فذهبوا باتجاه محاولة تطويق المختارة ووليد جنبلاط، ولكن جنبلاط انتصر واللقاء الديمقراطي انتصر ويبدو أنّ هذا الأمر قد أغاظهم إذ لم يتحملوا نقداً واحداً من جنبلاط”.

ليختم نائب الحزب التقدمي الاشتراكي هادي أبو حسن بالقول “كنا نظن أنّ صدرهم رحب وأنّهم يؤمنون بالديمقراطية وبحرية الرأي والشفافية، كان يمكن لهم أن يردوا بالسياسة على تغريدة وليد جنبلاط إلا أنّهم ردوا بالشتائم والإناء ينضح بما فيه”.

إقرأ أيضاً: من وصف جنبلاط بـ«المجنون»؟

يذكر أنّ جنبلاط قد عاد وغرّد بعد كل هذه الردود: “إلى محبي الضجيج اقول”ما بالكم تكأكأتم علي كتأكئكم عل ذي علة افرنقعوا عني”.

السابق
جنبلاط لمحبي الضجيج: افرنقعوا عني!
التالي
تغريدة من رياشي إلى بعض الأغبياء!