واشنطن تحبط «اتفاق الجنوب» وتصرّ على التصدي لإيران في سوريا…

في موقف هو الاول من نوعه اعلنت واشنطن ان استمرار وجود القوات الاميركية في سوريا لا يرتبط فقط بمواجهة داعش بل لمجابهة النفوذ الايراني المتمدد في المنطقة، وذلك تزامنا مع العودة المدوية لحاملة الطائرات "هاري ترومان" الى مياه المتوسط.

لم يعد القضاء على داعش في سوريا ومحاربة الارهاب هي مهمة واشنطن في المنطقة وحسب، فكل التطورات والتغييرات في السياسة الاميركية تؤشر الى وضع الادارة الاميركية نصب عينيها محاربة النفوذ الايراني في سوريا والمنطقة، ولعل اصرار ترامب وتصميمه على الغاء الاتفاق النووي مع ايران وتحشيده المجتمع الدولي ضدها وتجديد العقوبات الاقتصادية عليها، الى المهادنة النووية مع كوريا الشمالية للتفرغ لمنازلة طهران وتحجيم دورها، اضافة الى التراجع عن قرار سحب القوات الاميركية من سوريا الذي تم الاعلان عنه منذ اسابيع، بعد اعلان وزير الدفاع الاميركي جايمس ماتيس ضرورة الابقاء على الجنود الاميركيين هناك ويصل عددهم الى 2000 جندي.

وبذلك يبدو ان خطة الجنوب السوري التي تبنتها موسكو وعملت الى التوصل اليها بالتوافق مع الجانب الاسرائيلي والتي تقضي باستبعاد المقاتلين الايرانيين لمسافة 25 كلم عن الحدود مع الجولان المحتل، هي الاخرى نُسفت بعد اجتماع وزارة الخارجية الاميركية بالامس واعلان ساترفيلد صراحة ان وجود القوات الاميركية لا يرتبط فقط بمحاربة تنظيم داعش وانما لمواجهة النفوذ الايراني ايضا، الامر الذي يراه مراقبون تشددا اميركيا ومنحى جديا باتجاه “تنظيف” سوريا كليا من الوجود الايراني.

واشارت “العربية” الى ان مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد اكد امس، ان سحب القوات الاميركية من سوريا يرتبط بمحاربة داعش ومواجهة التوسع الايراني في المنطقة، وهي المرة الاولى التي تصرح فيها اميركا بشكل مباشر ان مواجهة ايران يشكل جزءا من سياستها في سوريا.

وفي هذا لاطار نُقل عن مسؤولين اميركيين اعتبارهم ان دعم قوات سوريا الديموقراطية “قسد” لإجلاء داعش من محيط دير الزور ومساندتها لبسط سيطرتها على شمال نهر الفرات، واقترابها من الخط الدولي الذي يربط طهران ودمشق، يأتي ذلك في سياق خطة اميركية مسبقة لقطع الطريق السريع البري الذي يبدأ في طهران ويمرّ من بغداد ويصل إلى دمشق وبيروت.

في المقابل، كان الرئيس السوري بشار الاسد صرح اليوم خلال حديث تلفزيوني نقلته “الجزيرة”، انه لا يمانع وجود قواعد عسكرية ايرانية واخرى تابعة لحزب الله في بلاده، طالما هي قوات حليفة مثل روسيا، مؤكدا وجود فرق قتالية ايرانية او ما اسماهم بـ” المتطوعين” بقيادة مستشارين وضباط ايرانيين، واشار الاسد ايضا الى ان حزب الله يشكل عنصرا اساسيا في الحرب الدائرة، ويرتبط خروج كل من ايران وحزب الله من سوريا بالقضاء على الارهاب، في حين اعتبر الاسد ان الوجود الاميركي والتركي والفرنسي هو بمثابة احتلال.

اقرأ أيضاً: قمة كيم – ترامب تفرج كوريا وتحشر إيران منفردة ضدّ أميركا

من جهة اخرى، فإن توجه حاملة الطائرات الاميركية “هاري ترومان” الى البحر المتوسط قبالة سوريا، اثار ردود فعل روسية تتخوف من تصعيد الاوضاع ونشوب حرب، وقد حذرت وزارة الدفاع الروسية من التحضير لما أسمته استفزازات كيماوية يجري التحضير لها في منطقة دير الزور حيث يعمل مقاتلون في الجيش الحر الى ادخال انابيب تحتوي على مادة الكلور لتمثيل هجوم كيماوي مفترض واستخدامه لتبرير ضربة جوية لدول التحالف بقيادة الولايات المتحدة، بحسب وكالة “سبوتنيك” التي اكدت ان عودة “هاري ترومان” كجزء من مجموعة الدعم الى شواطئ المتوسط ليست من قبيل الصدفة.

يذكر ان البنتاغون اشار الى ان “هاري ترومان” سوف تستخدم في اطار مجموعة مكافحة داعش، وهي ستبقى لفترة طويلة في مياه المتوسط وتهدف الى تثبيت الردع الاستراتيجي في وجه روسيا، وتوجيه ضربة الى سوريا.

وكانت الطائرات من على متن الحاملة “هاري ترومن” ضربت بمساعدة طائرات دول التحالف الدولي مواقعا عسكرية في سوريا في شهر نيسان الماضي.

السابق
الرئيس عون: عودة النازحين السوريين لا يمكن أن تنتظر الحل السياسي
التالي
فنيش: تفاجأنا بتصويت الاتحاد اللبناني ل​كرة القدم​ لصالح استضافة ​أميركا​ مونديال 2026