ملايين السوريين ينزحون في بلادهم ضحايا «التهجير الداخلي»

يعيش السوريون معاناة مختلفة عن كل معاناة الشعوب، لا تشبه سوى معاناة الفلسطينيين فقط، حيث يتم تهجيرهم داخل سوريا تحت عنوان "المصالحات".

أعلنت الأمم المتحدة مؤخرا أن حوالي مليون سوري نزحوا داخل سوريا منذ بداية العام 2018، مما يشكّل رقماً قياسياً منذ بدء الصراع في العام 2011، بحسب موقع «المدن الالكتروني».

وبذلك يرتفع عدد الذين نزحوا داخل سوري الى ستة ملايين و200 ألف، في حين يعيش حوالي خمسة ملايين و400 ألف لاجئ سوري في الدول المجاورة، وذلك بحسب أرقام الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون… بين مطرقة التوطين وسندان القوانين الدولية

والنازحون الجدد قد أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب المعارك في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل فصائل المعارضة بالقرب من العاصمة دمشق، قبل أن يسيطر الجيش السوري عليها مؤخرا، اضافة الى محافظة إدلب، الممسوكة كليّا من قبل «هيئة تحرير الشام».

هذا التهجير الداخلي دفع الأمم المتحدة على لسان المنسق الاعلامي فيها الى التحذير من تداعيات اندلاع نزاع في إدلب حيث يعيش مليونين ونصف مليون شخص معا.

وكان المسؤول الأممي، قد صرّح، قائلا “لم نرَ بعد الجزء الأسوأ من الأزمة في سوريا. وعلينا الا نرى مشهدا مشابها لما شهدناه في الغوطة الشرقية. ونحن قلقون لرؤية مليونين ونصف مليون شخص يتحولون إلى نازحين. فالتركيبة الحالية تجعل الوضع قابلا للانفجار”.

فبعد حصار طويل وقصف عنيف، انضمت دوما ايضا إلى مسلسل التهجير القسري داخل سوريا، فاتفاق الإجلاء جاء بعد خلاف دفع كل من دمشق وموسكو الى شن حملة عسكرية عنيفة على المدينة، حيث ان حافلات الإجلاء نقلت عائلاتها بعد حصار دام أكثر من اربع سنوات. بحسب «سكاي نيوز عربية».

وبهذا يرتفع عدد المناطق التي شهدت عمليات تهجير سكاني داخل سوريا إلى 14 مدينة وقرية. كما نقل موقع «السورية». وتعود أول عملية تهجير إلى العام 2014، اذ تم تهجير نحو ثلاثة آلاف مدني ومقاتل من حمص، بواسطة حافلات إلى مناطق سيطرة المعارضة.

وكانت العملية الأكبر في حلب عام 2016 حيث خرج 45 ألف مدني ومقاتل بعد حصار دام سنة كاملة.

اقرأ أيضاً: قرار باسيل ضدّ مفوضية اللاجئين: هل تصدم لبنان مع المجتمع الدولي؟

كما شهدت دمشق ثمانية عمليات تهجير بدأت بداريا، لسكان تجاوز عددهم ثمانية آلاف نسمة باتجاه الشمال، المحافظة الأولى التي تم إخلائها بشكل تام. وباتت الغوطة الشرقية معقل المعارضة الوحيد في ريف دمشق.

من هنا، تسببت عمليات الحصار والتهجير في تغيير التركيبة السكانية، حيث بات أكثر من نصف سكان سوريا مقسم بين لاجئ أو نازح أو مهّجر. كما نقل موقع «السورية».

وبسبب عمليات التهجير، تنتشر عصابات معروفة باسم (الشبيحة)، يسرقون ما تبقى في منازل السوريين، ويهددون من تبقى لبثّ الرعب والخوف مع انقطاع تام للخدمات الأساسية كالماء والكهرباء عن الذين قرروا البقاء.

وقد اشتهر الجيش السوري بظاهرة لم تعرف لدى أي جيش آخر في العالم خلال الحرب، وهي ظاهرة “التعفيش”. حيث اضطر الجيش الروسي الى معاقبة هؤلاء في مخيم اليرموك بعد تهجير اهله منه بشكل علني امام الاعلام مما فضح تركيبة هذا الجيش الهشة.

السابق
أهالي مخيمي عين الحلوة والمية ومية ينتفضون ضد الإجراءات الأمنية على مداخلهما
التالي
الصدر يفاجىء العراقيين ويتحالف مع «الحشد» ونجل خامنئي يهرع الى بغداد