الصدر يفاجىء العراقيين ويتحالف مع «الحشد» ونجل خامنئي يهرع الى بغداد

في تطور لافت اعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وكتلته "سائرون" تحالفه مع الحشد الشعبي المتمثل بتيار "الفتح" بقيادة هادي العامري، وهي خطوة تحمل دلالات وابعادا، منها ما يتعلق بنهج الصدر نفسه وخطابه الانتخابي الذي اكد على استبعاد التدخلات الخارجية وخاصة الايرانية منها، فهل فرضت لعبة التوازنات بين الكتل نفسها من جديد او ما يسمى بتحالف الواقع؟

تتحدث مصادر اعلامية عن وصول السيد مجتبى خامنئي نجل مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي الذي يتمتع بنفوذ واسع وتأثير مهم على الكتل الشيعية ومنها كتلة الصدر والعامري والمالكي وذلك بهدف تشكيل الكتلة الشيعية الاكبر.

الباحث في العلاقات الدولية خالد العزي قال لـ”جنوبية” ان اعلان الصدر بتحالفه مع الحشد شكل مفاجأة، ومن الواضح ان الاحداث تتطور وتفرض نفسها فإيران تحاول تجميع اوراقها من خلال الضغط على الصدر الذي بدوره لا يمكنه تشكيل كتلة كبيرة، خاصة وان الكتلتين الكبيرتين خلف كتلته هما الحشد وكتلة النصر(العبادي)، الصدر هنا يحاول انجاز مهمة سريعة، ولكن الكتل الصغيرة التي تشكل بيضة القبان لا تزال مترددة في مسألة عقد التحالفات لانها خائفة وهي تسعى لوضع بيضها في القبان الفائز خاصة وانها لا يمكن ان تشكل معارضة حقيقية”.

اقرأ أيضاً: مقتدى الصدر.. الرجل الأقوى بين حدود مهتزّة

العزي رأى ان تحالف الصدر مع الحشد الشعبي “هو محاولة منه للانفتاح على كل الكتل السياسية وقد وجّه رسالة الى ايران انه لا عودة لحزب الدعوة، من جهة اخرى الاغتيالات التي تحصل وحرق الصناديق واقتحام المقرات كل ذلك يبين ان العملية لا تزال غامضة وان الصدر يحاول تقطيع الاوراق والحد من التمدد الايراني من خلال الانفتاح عل الحشد الشعبي من ناحية اخرى لا تزال القوى السنية والكردية بعيدة وهذا يدل ان الكتلة الاكبر يجب ان تكون بتكوينها شيعية وهذا موجود في صلب القانون العراقي.”

واشار العزي الى “وجود صراع بين الاطراف لاعادة الفرز وهذا الامر يرفضه العبادي نفسه ولكن الاهم من ذلك ان المجتمع الغربي سوف يقبل بأي تشكيلة، لذلك فان موقف الصدر ان الانتخابات مسألة داخلية وهذا يؤشر الى اعطاء فرصة جديدة لايران واعادة تجربتها بفرض المالكي بالقوة” ضيفا ” من هنا نجد ان الصدر يحاول احتواء الجميع وكف يد ايران الا انه لا يستطيع تجاوز “الحشد الشعبي” فهو يشكل كتلة وازنة، وعسكريا هو تنظيم مدعوم من ايران، واليوم هناك نقطة خطيرة في ما خص هذه المسألة فهذا التشكيل الائتلافي المفتوح من سيكون ترتيبه الاول؟ وهل سيكون الاكراد والسنة ملحقين في ظل معاناتهم من مظلومية الحشد الشعبي والتمدد الايراني؟”

من جهته الكاتب والمحلل السياسي حسن فحص، اكد لـ”جنوبية” ان “تحالف الصدر مع ائتلاف الفتح المحسوب على ايران الذي يمثل فصائل الحشد الشعبي، لا يعني ان الصدر قد كبح ميوله تجاه السعودية وذهب باتجاه ايران، فالصدر يتمتع بكثير من البراغماتية اذا صح التعبير، وهو لاعب سياسي متفوق على كثير من القيادات السياسية العراقية، يعرف كيف يستغل الفرصة وكيف ينحني امام العاصفة، كما يعرف كيف ينسحب دون ان لا يقطع الطرق او الخطوط مع كل الجهات”، واضاف “اعتقد ان الصدر شعر بوجود اتجاهات قوية لتشكيل تحالف يستثنيه او يضعه في المعارضة او يجعله ضعيفا في التركيبة السياسية ولذلك استبق هذه الخطوة وذهب للتحالف مع الفتح مدعوما بتحالف اياد علاوي(الوطنية) وعمار الحكيم (تيار الحكمة) الذي اعلن عنه قبل ايام والان سينضم اليه رئيس الوزراء في ائتلاف النصر”.

واشار فحص الى انه “نتيجة هذه التحالفات تتشكل كتلتهم الاكبر المؤلفة من 180مقعدا نيابيا هذا بلاضافة الى قوى كردية اخرى ممكن ان تنضم اليهم، وهي قريبة من ايران او تأخذ التوجيهات الايرانية بعين الاعتبار في مواقفها السياسية منها حركة تغيير كوران وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الراحل جلال طالباني” مؤكدا ان “هذا لا يعني ان مقتدى الصدر قد قطع الطريق او دمر الجسور في علاقاته مع الدول الخليجية خاصة السعودية والامارات”.

وقال فحص “هناك رأي بالاضافة الى هذا التوجه ان اكثر الرابحين من حرق صناديق الاقتراع هم التيار الصدري وائتلاف فتح الممثل لفصائل الحشد، ولكن بنسبة اكبر التيار الصدري او سائرون، لان الاتهامات الاكبر كانت من نصيب التيار خاصة ان مراكز الاقتراع في الرصافة التي تضم مدينة الصدر هي اكثر المناطق في بغداد نفوذا للتيار الصدري وهناك كما قيل ان عمليات التزوير كانت واسعة لصالح التيار الصدري وبالدرجة الثانية لفصائل الحشد “.

اقرأ أيضاً: مقتدى الصدر الرجل الاخطر في العراق

واعتبر فحص ان “الهدف الذي دفع مقتدى الصدر للتحالف مع ائتلاف النصر والحشد الشعبي هو الخوف من ان يتمكن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من تشكيل تحالف واسع يضع الصدر خارج اللعبة السياسية ويفرض على رئيس الوزراء حيدر العبادي ان ينضم الى هذا التحالف” مضيفا “بمعنى ان حراك نوري المالكي قد يؤدي الى استبعاد مقتدى الصدر في حال نجح في تشكيل تحالف واسع بينه وبين ائتلاف النصر الذي يرأسه العبادي وبعض القوى الكردية وبعض القوى السنية، الان اعتقد ان امكانية انضمام االقوى الكردية بكل مكوناتها والقوى السنية وخاصة اتحاد القوى بقيادة الكرابلة الى هذا الائتلاف بات ممكنا اي من الممكن ان تتشكل كتلة تتجاوز الـ200 مقعد اذا انضمت اتحاد القوى الى هذا التحالف الذي يمثل الاكراد والسنة والشيعة والقوى السياسية فيه”.

ويشير مراقبون مهتمون بالوضع العراقي الى انه حسب مجريات الامور فإن ايران عادت بقوة الى الساحة الشيعية العراقية، وان على الجميع مراقبة حركة السيد مجتبى خامنئي الذي لن يرحل عن بغداد حسب المعلومات قبل ترتيب البيت الشيعي مقدمة لترتيب البيت العراقي لمرحلة ما بعد انتخابات 2018، وذلك بعد خشية ايران من عودة العراق لمرحلة الفوضى السياسية وربما الامنية، عقب حرق مركز صناديق الاقتراع، وهو بدا انه مؤشر خطير لا يمكن تجاهله والسكوت عليه.

السابق
ملايين السوريين ينزحون في بلادهم ضحايا «التهجير الداخلي»
التالي
عقدة الوزير المشترك بين مطلب «المستقبل» ورفض «الكتائب»