قمة كيم – ترامب تفرج كوريا وتحشر إيران منفردة ضدّ أميركا

ترامب
شهد فندق "كابيلا" الفخم على جزيرة سانتوسا في سنغافورة لقاءا تاريخيا بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، تم التوقيع خلاله على وثيقة هامة بين الطرفين سعت خلاله واشنطن الى وقف تفعيل الترسانة النووية لبيونغ يانغ.

شكلت القمة الاميركية – الكورية الشمالية حدثا تاريخيا مفصليا تابعه العالم باهتمام بالغ، اللقاء الذي جمع شخصيتين متناقضتين الا بالمزاجية وجنون القرارات، احدهما وهو دونالد ترامب الرئيس الاميركي، الذي يربك ادارته قبل العالم بقرارات مفاجئة يغرد بها على تويتر، وقد اطلق على مدار سنة سلسلة تهديدات واهانات اقلها الاستهانة والاستخفاف بالآخر كيم جونغ اون زعيم كوريا الشمالية وصواريخه التي تشكل ذعرا لدول جواره وتهديدا للكون بأسره في ظل استعراضه اياها مبتسما.

وبحسب الـCNN فان بنود الاتفاق المبدأي بين الرئيسين هي:

1.يلتزم البلدان بعلاقات مرتكزة على السلام والتعاون حسب رغبة شعبي كوريا وأميركا.

2. العمل على بذل جهود دائمة من أجل احلال السلام والاستقرار في الكوريتين .

3. إعادة التأكيد على معاهدة بانمونجوم والقاضية بالالتزام بالعمل على إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية.

4. الافراج عن الاسرى والمفقودين الاميركيين والكوريين وتسليم الرفاة التي يتم التعرف عليها وهي خسائر الحرب الكورية التي وقعت بين البلدين منتصف القرن الفائت.

من جانب اخر، فان الرئيس دونالد ترامب التزم بضمان امن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (كوريا الشمالية) وضمان الأمن الشخصي للرئيس كيم جونغ، الذي اكد من جانبه الالتزام غير القابل للتراجع بانهاء نزع السلاح النووي من كامل شبه الجزيرة الكورية.

جملة تحليلات وتوقعات طرحها مراقبون ابرزها ان قمة ترامب – كيم ليست سوى تمهيدا لحرب ضد ايران، وذلك بعد ان وجد صقور الادارة الاميركية عدم جدوى الدبلوماسية مع طهران التي تشكل التهديد الحقيقي، فبعد اعلان انسحابه من الاتفاق النووي الذي ابرمه سلفه باراك اوباما سعى ترامب الى التحصن بإجماع غربي، عبر جر دول الاتحاد الاوروبي الى صفه، واستكمالا لمخططه سيتم “تنظيف الطاولة “في سنغافورة لإلهاء كوريا الشمالية وازاحتها من المشهد والتفرغ لمنازلة ايران التي تصارع حلفاء الولايات المتحدة على اكثر من جبهة في سوريا والعراق واليمن سعيا لتوسيع نفوذها.

من جهة اخرى، تشير التوقعات الى عدم سكوت ايران بعد حشرها في الزاوية وهي سوف تسعى الى زيادة توسعها وانخراطها في الحرب السورية مع تفعيل وتجديد برنامجها النووي الامر الذي ينذر بوقوع حرب كبيرة.

وفي حين ترى مصادر متابعة للقمة ان سبب تنازل كيم عن ترسانته الصاروخية هو بهدف فك العزلة والعقوبات عن بلاده وخروجه الى العالم، يشكك اخرون بقدرة ترامب على المضي قدما في طريق المفاوضات مع كيم، الامر الذي اكدته فرنسا والسويد اللتان تعتقدان بفشل القمة في نزع الاسلحة النووية في الجزيرة الكورية على حد زعمهما.

كما اشارت المصادر في وقت سابق الى ان القمة ستطرح ملفات عديدة للنقاش بين الرئيسين اهمها نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية ووقف برنامج الصواريخ الباليستية واطلاقها باتجاه اليابان كما واعادة المختطفين اليابانيين لدى كوريا الشمالية مقابل تقديم اميركا مجموعة حوافز ومساعدات اقتصادية اضف الى توقيع اتفاق سلام بين الكوريتين .

وقد اثار معترضون من النخبة الاميركية موجة تساؤلات في اطار رفضهم القمة ، فكيف يمكن التغاضي بأن كيم ونظامه ليسا مذنبين فقط بجرائم عادية مثل التعذيب والإخفاء بل بجرائم مستمرة ضد شعبه، وكيف لكوريا الشمالية الدخول الى عالم التجارة والاستثمار وان تقوم واشنطن بعقد معاهدة سلام معها اذا ما استمر وجود سجون التعذيب والقمع؟

واشارت “العربية” نقلا عن وكالة فرانس برس ان الوثيقة الهامة والشاملة التي وقعها الرجلان بالرغم من عدم افصاح ترامب عن مضمونها الا انها لم تذكر نزع السلاح النووي الكوري بشكل كامل، ما يعني القبول بعمليات التفتيش، بمعنى ان كوريا وقعت على التزام بـ “صيغة مبهمة ” على حد تعبير الوكالة التي اطلعت على مضمونها.

اقرأ أيضاً: بعد التخلي الروسي: إيران تجابه أميركا وحيدة في سوريا

وبينما اجتمع الرئيسان، عمدت سفن البحرية في سنغافورة ومروحيات الأباتشي الى القيام بجولات استطلاعية، بينما حلقت طائرات حربية منها “غولف ستريم 550” للإنذار المبكر.

من جهتها اشارت “الجزيرة” الى ان عقد القمة التي كانت مستحيلة من قبل لا يعني انتهاء المهمة خاصة وان لكل من الزعيمين مصلحة واهدافا لتحقيق نجاحها، فترامب يريد انهاء التهديد النووي الامر الذي فشل في تحقيقه في حين ان كيم يأمل ان تمنحه القمة الشرعية الدولية.

هل يقف العالم اليوم على تهديد اخطر واكبر بعد الانتهاء من النووي الكوري ، سيما وان قاطن البيت الابيض لا يمكن التكهن بمخططاته الا ان ما يمكن استنتاجه اصرار الرجل على المضي في تنفيذ قراراته ويضع نصب عينيه القضاء على الترسانة النووية الايرانية، في ظل قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية.

السابق
في عمان طلاء جدران يحوّل الطاقة الشمسية لكهرباء
التالي
النائب روكز يرد عبر «جنوبية» على سليماني: لا يستطيع أحد تصنيفنا.. وولاؤنا خالص للبنان