اللاجئون السوريون… بين مطرقة التوطين وسندان القوانين الدولية

جبران باسيل
تتفاعل الردود السياسية والحزبية حول قرار الوزير جبران باسيل الذي اتخذه مؤخرا ضد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، كيف يعلّق عليه كل من "المستقبل" و"الكتائب"؟

فوجئ الوسط السياسي اللبناني المنشغل بمشاورات تشكيل الحكومة العتيدة، بقرار الوزير جبران باسيل “الهجومي” ضد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، بعد ان أصدر تعليماته بإيقاف طلبات الإقامة المقدمة اليها، إلى حين صدور تعليمات أخرى، متذرعاً بالبعثة التي ارسلها الى بلدة عرسال البقاعية التي افادته بأن هناك نازحين سوريين يرغبون بالعودة إلى سوريا إلا أنهم يواجهون تخوفا من العودة بسبب ما يشيعه موظفون في المفوضية العليا حول عوائق تنتظرهم في بلدهم.

اقرأ أيضاً: بعد تجميد اقامات اللاجئين السوريين في لبنان.. كيف سيرد المجتمع الدولي؟

مواقف باسيل هذه لم تمر مرور الكرام، فقد اثارت ردود فعل معترضة ومتصاعدة، تعتبر أن الوزير باسيل اتخذ قرارا فرديا وأحادي الجانب من دون العودة إلى الحكومة اللبنانية، رغم ان هذا القرار يتعلق بسياسة لبنان الخارجية وعلاقته مع احدى أهم مؤسسات الأمم المتحدة، وكان البارز رفض الحريري هذه الخطوة على لسان مستشاره لشؤون النازحين نديم المنلا، الذي وصف اجراء باسيل بانه “احادي الجانب ولا يعكس سياسة الحكومة”، كما اشارت اوساط اعلامية إلى ان تيار المستقبل مستاء جداً من تصرف باسيل واستفراده بسياسة لبنان الخارجية.

النائب السابق والعضو السياسي في “تيار المستقبل” مصطفى علوش تحدث لـ “جنوبية” مشيرا الى ان”القرار هو انفعالي وغير مدروس ومضر بالمصلحة اللبنانية ولا يساهم في إعادة السوريين إلى بلدهم”، مضيفاً “على الوزير باسيل التراجع عن هذا القرار”.

وأكد النائب السابق مصطفى علوش أن ” البقاء على هذا الوضع سيؤدي إلى حصول إشكالات لذا لا يمكن البقاء على ما نحن عليه خصوصاً ان السوريين وجودهم دائم، وعملياً عندما لجأوا إلى لبنان لم يكن في حسبانهم انهم سيتلقون مساعدات من دول غربية”.

ومن جهة اخرى، أكد عضو كتلة “الكتائب” النائب السابق فادي الهبر لـ”جنوبية” أن “اللبنانيين جميعهم مع عودة النازحين السوريين بأسرع وقت، وحزب الكتائب مع هذه العودة، ولكن بإطار وضمانة الامم المتحدة”، بإعتبار انه ” بإمكان هذه الاخيرة ان تكون مظلة امنية لعودة النازحين إلى بعض المناطق في سوريا”.

فادي الهبر

اقرأ أيضاً: لبنان يواجه المجتمع الدولي ويقرّ خطّة عودة النازحين السورين الى بلدهم

وفي الختام، أكد النائب السابق فادي الهبر أننا “نتمنى عودة النازحين بأسرع وقت، وفي حال كان هناك مشروع من فخامة رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء على تشريع هذه العودة بأية طريقة فيجب ان تجري بأسرع وقت”.

غالبا ما تخضع السجالات السياسية بين اطراف السلطة اللبنانية الى اخذ ورد، ولكن حساسية قرار باسيل كونه يتعلق بمؤسسة عالمية تضطلع بدور انساني، فتح الباب على تأويلات سياسية حول دور وزارة الخارجية من جهة وقراره الشخصي من جهة اخرى، فهل سوف نشهد في الايام المقبلة تطور لردود فعل تشمل باقي الافرقاء السياسيين ام ستنخفض حدة التوتر في حال تراجع باسيل عن موقفه؟

السابق
رجلان من خارج القاموس
التالي
مرسوم التجنيس: ثنائية مارونية – سنية تستفزّ الثنائية الشيعية