غسان جواد لـ«جنوبية»: وجود إيران وحزب الله ميدانياً وعسكرياً في سوريا هو حاجة روسية

بعد كل التلميحات والإشارات من الجانب الروسي ومن خلفه الأمريكي، على ضرورة انسحاب القوات الإيرانية وحزب الله من سوريا، أكّد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له أمس في "مهرجان يوم القدس العالمي" أنّ انسحابهم لا يكون إلا بطلب من الحكومة السورية!

فما هو واقع حزب الله في سوريا؟ وكيف سيتعامل الروس مع المواقف الصادرة عن إيران وحزب الله والرافضة للانسحاب إلا بطلب من الحكومة السورية؟ وهل بتنا على أبواب حرب كبرى مسرحها الأراضي السورية؟

أكّد الصحافي والمحلل السياسي غسان جواد في حديث لـ”جنوبية” أنّ “الحديث حول صراع روسي – إيراني هو بمكان ما أمنيات أو رغبات ولا يرتقي إلى الواقع لكون علاقة روسيا وإيران غير مقتصرة على الملف السوري، بل هي واسعة وفيها الكثير من الملفات تبدأ من منظقة القوقاز وتصل إلى حدود تركيا والإقليم والشرق الأوسط. وبالتالي قد تظهر تباينات ولكن غير جوهرية في الملف السوري”.

جواد الذي شدد استناداً لمعلومات يملكها، أن الإيرانيين والسوريين متفاهمين بشكل واسع في سوريا، وأنّ إيران وحزب الله لن يقوما بأي حراك داخل سوريا لا تكون الدولة السورية موافقة عليه، لافتاً إلى أنّ هذا جزء من استراتيجية الدولة السورية.
أشار في السياق نفسه إلى أنّ “الكلام الروسي عن خروج القوات الأجنبية من سوريا، كان يقصد بالأساس القوات الأمريكية المتواجدة وأتبع ذلك بالقول عن خروج حزب الله وإيران، إلا أنّه وكما هو معروف فإنّ حزب الله وإيران دخلا إلى سوريا بطلب من الحكومة السورية، وبالتالي نعود إلى كلام سماحة السيد أنّ حزب الله يخرج من سوريا بطلب من الحكومة السورية، وأكثر من ذلك أنا بتقديري أنّ الروس وحتى انتهاء انتهاء المعركة وإعادة توحيد سوريا بشكل كامل هم بحاجة لوجود حزب الله والإيرانيين على المستوى الميداني والعسكري أولاً”.

إقرأ أيضاً: دفاع برّي عن بقاء حزب الله في سوريا والتحديات الداخلية والخارجية

 

وتابع جواد موضحاً أنّ روسيا دولة كبرى ولديها مروحة واسعة من المصالح، ومن هنا قد تظهر أحياناً مواقف روسية دبلوماسية تحاول العمل على خلق عناصر جديدة في الأزمة السورية، ولكنها ليست على خلاف مع إيران وحزب الله”.

أما فيما يتعلق بالمعلومات التي ترددت بعد انسحاب الإيرانيين وحزب الله من الجنوب السوري، والتي تقول بأنّ روسيا تهدف من ذلك إلى حفظ أمن اسرائيل في سوريا، وما يطرحه ذلك من تناقض مع خطابات محور المقاومة المهددة للعدو والمتوعدة بالقضاء عليه، قال جواد: “روسيا موجودة في سوريا لمساعدة الجيش السوري على مواجهة الإرهاب وهي لم تقل ولا للحظة بأنّها جزء من المعركة والصراع مع اسرائيل، ولكن حزب الله وإيران موقفهما المبدأي أنّ الجولان أرض سورية محتلة، وهما كما في الملف الفلسطيني على استعداد لتقديم الدعم والعون للفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال، هما بنفس الشكل على استعداد لتقديم الدعم لسوريا في اللحظة التي تقرر فيها تحرير الأراضي السورية المحتلة في الجولان”.

إقرأ أيضاً: عن أبعاد الانتشار الروسي وإبعاد حزب الله عن القصير

وفي الختام أكّد الصحافي غسان جواد أنّ “لا تناقض هنا بين الموقف المبدأي وبين الموقف الروسي الذي يحاول صياغة وضعية سياسة تؤدي في النهاية إلى دخول الجيش العربي السوري إلى الجنوب السوري واستعادة الدولة للمعابر الحدودية والانتهاء من ملف الارهاب في هذه المنطقة، وأما الكلام عن انسحاب فلست على علم بذلك”.

السابق
خليل: نطالب بتجنيس أبناء والدي خالد والقرى السبع وأبناء اللبنانيات المتزوجات من أجانب
التالي
عملية أمنية نوعية وخاطفة: توقيف أحد أخطر المطلوبين بجرائم تجارة وترويج وزراعة المخدرات